Atwasat

بعد عام على انهيار أسواق المال العالمية في 2020: هل الأزمة المالية الفعلية قادمة؟

القاهرة - بوابة الوسط الخميس 11 مارس 2021, 08:54 صباحا
WTV_Frequency

سجّل شهر مارس العام 2020 انهيارا تاريخيا للأسواق المالية العالمية، فيما شهد مارس العام 2021 كسر أرقام قياسية في بورصتي وول ستريت وفرانكفورت، فخلال عام، انتقلت البورصات العالمية من الانهيار إلى الازدهار في سرعة تثير قلق بعض المراقبين.

وفي 12 مارس العام 2020، غداة إعلان منظمة الصحة العالمية رسمياً فيروس «كورونا» وباء عالمياً، كان يوم خميس أسود بالنسبة لأسواق المال: سُجّل تراجع غير مسبوق في بورصات باريس بنسبة 12% ومدريد بـ14% وميلانو بـ17%. وكذلك في بورصتي لندن بنسبة 11% ونيويورك بـ10%، في سابقة منذ انهيار أسواق المال في أكتوبر 1987، حسب وكالة «فرانس برس».

وبقيت الأسواق تعاني في الأيام التالية، وفي 16 مارس، تراجعت المؤشرات الأميركية بنسبة تفوق 12%. بعد عام، استعاد عدد كبير من المؤشرات نفسها مستويات ما قبل أزمة الوباء، وحتى تجاوزتها.

واعتباراً من يونيو الماضي، سجّل مؤشر ناسداك الأميركي لأسهم شركات التكنولوجيا، قفزة. فبين أدنى مستوى له في 23 مارس 2020 وآخر رقم قياسي سجّله في 12 فبراير 2021، ارتفع المؤشر بنسبة 105%.

وسجّلت بعض الشركات ارتفاعاً حاداً العام 2020 مثل الشركة المصنعة للسيارات الكهربائية «تيسلا» 743%، وتطبيق «زوم» 396%، وشركة «موديرنا» للتكنولوجيا الحيوية 434%، أما في فرانكفورت، فكسر مؤشر «داكس 30» أرقامه القياسية واحداً تلو الآخر.

لا يشبه هذا المشهد إطلاقاً الأزمة المالية الطويلة التي تلت اعتباراً من خريف العام 2008، إفلاس مصرف ليمان براذرز. إنما يحصل السيناريو بشكل معاكس حالياً، إذ إن هذه المرة كان تراجع الأسواق ناجماً عن توقف العجلة الاقتصادية.

مخاوف من الركود
ويشير المسؤول في شركة «سويس لايف ايه أم» لإدارة الأصول، إريك بورغينيون في حديث للوكالة الفرنسية إلى «مواجهة أزمة عرض» جديدة تماماً. وتوقف الاقتصاد العالمي مع تعليق أنشطة المصانع وإغلاق الحدود وتجميد الطائرات على مدرجات المطارات وإغلاق أبواب المتاجر والمطاعم.

ويستذكر المدير المساعد في شركة «أموندي» لإدارة الأصول فانسان مورتييه «أنها كانت المرة الأولى التي سُجّل فيها ركود ملحوظ إلى هذا الحدّ، شامل إلى هذا الحدّ لكن يُنظر إليه على أنه قصير» من حيث المدة الزمنية.

ويرى المسؤول الدولي عن بحوث الاقتصاد الكلي لدى مصرف «سوسييتيه جنرال» كوكو أغبو- بلوا أن كل شيء كان يذكّر «بحالات الحرب».

ويعتبر مورتييه أن لهذا السبب اتخذت المصارف المركزية والحكومات تدابير «قوية للغاية بدون الحاجة إلى محاسبتها»، مضيفا أنها كانت ردّة فعل «ضخمة جداً (...) ممولة فقط من الدين».

مشكلة ضخ السيولة النقدية
ويوضح أغبو- بلوا أن نحو «24 ألف مليار دولار» من الأموال الجديدة تمّ ضخّها على الصعيد العالمي. ويضيف بورغينيون أن هذا الأمر يفرح كثيراً الأسواق «المدمنة على السيولة» منذ سنوات.

ويقول المسؤول عن استراتيجية الأسواق لدى شركة «تي دي أميريترايد» في نيويورك، جي جي كينان، إنه كان من المستحيل التكهّن بأحداث البورصات العام 2020، معتبراً أن «الطريقة التي خرجنا بها (من الأزمة) كانت مذهلة جداً».

ويلاحظ بنك التسويات الدولية وهو المصرف المركزي لكافة المصارف المركزية في العالم، وجود مؤشرات مماثلة على الوفورات، بحسب قوله، لمؤشرات فقاعة الإنترنت في تسعينات القرن الماضي.

ولا يساهم اقتحام مستثمرين أفراد لا يمكن التكهن بسلوكهم، الأسواق بأعداد كبيرة في تبديد المخاوف، وهو ما تشهد عليه موجة المضاربات الأخيرة حول سلسلة «غايم ستوب» الأميركية لمتاجر ألعاب الفيديو والتي تواجه فيها مضاربون كبار في وول ستريت مع «متلاعبين» في البورصة.

ويقول مورتييه: «برأيي، سيكون خطيراً جداً التفكير بأن نهاية الأزمة الصحية تعني نهاية الأزمة، في الواقع الوضع معاكس».

ويوضح أغبو- بلوا أن «نقطة ضعف هذا التوازن البدائي» الذي خُلق عن طريق الاستدانة «هو بوضوح التضخّم».

ومنذ بضعة أسابيع، يراقب المستثمرون بقلق ارتفاع معدّلات الفائدة ويشعرون بالخوف عندما يتوقعون ارتفاع الأسعار، ما قد يدفع المصارف المركزية إلى وقف ضخّ الأموال.

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
تخفيض سعر الفائدة للمرة الأولى منذ 8 سنوات في السويد
تخفيض سعر الفائدة للمرة الأولى منذ 8 سنوات في السويد
ارتفاع أسعار النفط العالمية: خام «برنت» بـ83.8 دولار للبرميل
ارتفاع أسعار النفط العالمية: خام «برنت» بـ83.8 دولار للبرميل
أسعار الذهب تترقب البيانات الأميركية
أسعار الذهب تترقب البيانات الأميركية
بنك إنجلترا يبقي على أسعار الفائدة
بنك إنجلترا يبقي على أسعار الفائدة
التجارة الصينية تتجاوز التوقعات في أبريل
التجارة الصينية تتجاوز التوقعات في أبريل
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم