سجَّل الاقتصاد الأميركي أسوأ أداء خلال خمس سنوات، في الربع الأول من العام الجاري، مما أدى إلى تراجع الناتج الإجمالي المحلي.

وأظهر التقدير الثالث لوزارة التجارة الأميركية انكماش الاقتصاد بمعدل 2.9 %، خلال الأشهر الثلاثة الأولى من 2014.

وجاءت تلك النتائج أسوأ من توقعات الاقتصاديين، والتي أشارت إلى بلوغ الانكماش 1 % فقط.

وعلى الرغم من النتائج السابقة فإنه من المتوقع أن يحقق الاقتصاد الأميركي انتعاشًا حادًا خلال الربع الثاني من العام الجاري.

وقال البيت الأبيض: «تُظهِر الأرقام أن انتعاش الاقتصاد ما زال جاريًا»، لكن مؤشرات أخرى لشهري أبريل ومايو تشير إلى التعافي في الربع الثاني.

خفض الإنفاق
ويعد الطقس البارد على نحو غير معتاد خلال الأشهر الثلاثة الأولى، السبب الرئيسي وراء الأداء الاقتصادي السيئ.

وتباينت بشدة التقديرات الثانية والثالثة لمعدل نمو الاقتصاد الأميركي خلال الربع الأول، وكانت الفجوة بينهما الأكبر على الإطلاق.

وجاءت المراجعة الأخيرة كنتيجة لضعف وتيرة الإنفاق على الرعاية الصحية أكثر مما كان يفترض سابقًا، وهو مما أدى إلى خفض تقدير الإنفاق الاستهلاكي.

ويسهم الإنفاق الاستهلاكي بأكثر من الثُلثين في نمو الاقتصاد الأميركي، وخالف التقديرات محققًا 1 %، بدلاً من 3.1 %.

وانحدرت التجارة أيضًا بصورة أكبر من التوقعات السابقة، وتراجعت الصادرات 8.9 %، في حين كانت توقعات التراجع 6 %.

وعن هذه النتائج قالت ميشيل فلوري، مراسلة «بي بي سي» في نيويورك: «للوهلة الأولى تبدو الأرقام الأخيرة للناتج الإجمالي المحلي الأميركي غير مشجعة، وكانت الأشهر الأولى أضعف من التوقعات».

وأوضحت في تحليلها أن كثيرًا من الأميركيين ربما يشعرون بأن التعافي الاقتصادي يتقدم خطوة للأمام ويعود خطوتين للوراء.

لكن على الرغم من الأخبار المخيبة للآمال، فإن الخبراء يؤكدون أن الولايات المتحدة لن تعود للركود، على الرغم من تراجع إنفاق الرعاية الصحية وضعف الصادرات في بداية العام.
ومع هذا فإن غالبية البيانات تُظهِر شعورا جيدًا لدى المستهلكين، بفضل تحسن فرص العمل وزيادة طلبات إنشاء أعمال.

وأضافت فلوري: «إذا ما أتت النتائج المتفائلة صحيحة فإن أكبر اقتصاد في العالم سيعود إلى النمو في الربع الثاني».
وجاءت ردود الفعل الإيجابية من أسواق الأسهم الأميركية لتظهر استعداد المستثمرين للتعامل مع هذه الفكرة.

انتكاسة موقتة
وكانت أرقام الربع الأول أكثر من مذهلة، خاصة أن نمو الاقتصاد بلغ 2.6 % خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة من العام الماضي.

لكن الخبراء قالوا إن المزيد من البطالة الأخيرة وبيانات قطاعي الخدمات والصناعة، تشير جميعها إلى تحوُّلٍ حادٍ في الربع الثاني، ويستطيع الاقتصاد أن يقفز لأكثر من 4 %.

وقال ستيوارت هوفمان، كبير الاقتصاديين في بي إن سي فايننشال: «لدينا أدلة كثيرة تشير إلى أن نكسة الربع الأول موقتة، وأننا نصعد للخروج من الهوة في الربع الجاري».

وكان الاحتياطي الفيدرالي الأميركي، البنك المركزي في الولايات المتحدة، خفَّض توقعات النمو للعام الجاري، بسبب طقس الشتاء القاسي.

ويتوقع البنك الآن نموًا اقتصاديًّا يتراوح بين 2.1 % و2.3 % خلال العام، وهو ما يمثل تراجعًا عن التوقعات السابقة التي تراوحت بين 2.8% و3 %.