من وظائف الجلد حماية أعضاء الجسم وأنسجته، لكن المفارقة أنه أحيانًا لا يجد ما يحميه.
نبيل سليم علي أستاذ جراحات التجميل بجامعتي الإسكندرية وقناة السويس يوضح أن الجلد يتكون من عدة طبقات تصطف في شكل هرمي، ويتأثر الجلد بعوامل متعددة منها الزمن والوراثة والهرمونات والتعرض للريح والشمس والتغذية.

فبمرور الزمن يجف الجلد ويترهل، ويصاب بالتجاعيد، وذلك بسبب قلة إفراز الغدد الدهنية وعدم احتفاظ الجلد بالمياه الكافية.
وتؤدي الفيتامينات دورًا مهمًا في حالة الجلد وصحة أنسجته، ومن ثم فإن نقص فيتامين «أ» على سبيل المثال يؤدي إلى جفاف البشرة وظهور القشور بالجلد، في حين يؤدي نقص فيتامين «ب» المركب إلى خشونة الجلد، ونقص فيتامين «ب12» يؤدي إلى تشقق الشفاه وإصابة اللسان بالالتهابات.

البشرة وفصل الشتاء

وفي فصل الشتاء فإن أكثر ما تعانيه البشرة من مشاكل هو الجفاف وظهور البثور والقشور، وبالذات مع البرد والصقيع.
ومن أسباب ذلك التدفئة الصناعية التي تعمل على تخفيف الهواء فيتعرض الأنف والبشرة للجفاف بسبب انخفاض الرطوبة، وهو ما يتطلب المحافظة على الجسم رطبًا باردًا، وتجنب استعمال الماء الساخن عند غسل الوجه،

فالماء الحار يطلق مواد كيميائية في الخلايا الموجودة بالقرب من الأوعية الدموية للبشرة، فتعمل على احمرار البشرة وجفافها، كما أن الحرارة تقضي على الزيوت الطبيعية للبشرة التي تحافظ على رطوبة الجسم.
وبصرف النظر عن عمر المرأة، فإن الإصابة بالبشرة الجافة، ليست أمرًا حتميًا.

ويقدم دكتور نبيل سليم عدة نصائح من شأنها المحافظة على البشرة، منها أنه يمكن للمرأة أن تحدد نوع بشرتها بأن تقوم بغسلها في المساء جيدًا دون وضع أي مساحيق عليها، وفي الصباح تضغط على بشرتها بورقة نشاف أو ورق توالت، ثم تأخذ الورقة وتقربها من ضوء قوي لتعرف مدى تكون الدهون عليها، عندها تستطيع تحديد بشرتها هل هي عادية أم دهنية أم جافة، وذلك حسب كمية الدهون التي ظهرت على سطح الورقة.

شرب المياه

وتعتبر البشرة الجافة هي أضعف أنواع البشرة، لأنها تكون معرضة للإصابة بالتجاعيد مبكرًا؛ لذا يجب على صاحبتها مداومة استخدام منظفات للبشرة السائلة فقط أو الكريمات المغذية.
وهناك وصية شائعة بأن شرب كمية كبيرة من الماء يوميًا يستبعد احتمالات الإصابة بجفاف البشرة، وأن خلايا طبقات الجلد الوسطى تعمل على سحب الرطوبة من البشرة إذا ما أصيبت بنقص فيما تحتاجه من ماء، بصرف النظر عما يحتويه الهواء من رطوبة.

إلا أن شرب الماء قد لا يحل المشكلة على المدى القصير، لكن المؤكد أنه يمنع حدوث الجفاف.
ويفضل استعمال جهاز لقياس الرطوبة لاستخدامه داخل المنزل، مع الإبقاء على معدل متوسط الرطوبة في حدود 40 درجة مئوية على الأقل، وتجنب ارتداء الملابس الخشنة الزغبية أثناء الشتاء، واختيار الملابس القطنية لأنها لا تعمل على تجفيف البشرة، واستخدام منظفات غير قوية لغسل الملابس، وصابون رقيق خال من العطر والمواد الحافظة لغسل الوجه.

ويمكن المحافظة على الأجزاء الداخلية من الجسم رطبة عن طريق رشفها بالماء طوال اليوم، واستخدام المنتجات التي تحتوي مواد رطبة طبيعية مثل (الألجينALGIN) وهو نبات بحري، و(الأستين)الذي يطلق عليه كذلك «الكولاجين الطبيعي» القابل للذوبان.
وهناك أغذية ومستحضرات مفيدة مثل أحماض الفاهيدروكسي التي توجد في النباتات والأطعمة المصنوعة من منتجات الألبان مثل حامض اللاكتيك في اللبن الزبادي واللبن الرائب والعسل والمولاس وحامض التفاح والحامض الجلوكوني في الذرة الشامية وحامض الستريك في «الموالح» وحامض التارتريك في العنب والتوت.

تقشير البشرة:
هناك أيضًا أسلوب تقشير البشرة بصورة منتظمة، وعلى الرغم من أن التقشير يأتي بخلايا جلدية جديدة إلى السطح، إلا أنه من المحتمل أن يعمل على تهييج البشرة، وهو ما يرجع إلى الحموضة النسبية للمحلول المستخدم في إزالة القشور.

وفي حالة الشعور أو ملاحظة أي آثار جانبية يفضل استخدام المواد الطبيعية، ومسح الجسم بليفة أو فرشاة البشرة الجافة، أو مسح الجسم بقليل من ملح الطعام حتى يتوهج، ثم غسله بالماء البارد، ثم تقشير الوجه بتركيبة لطيفة مغذية من نخالة القمح أو الشوفان أو قشر البيض المسحوق وبدرة الحليب، أو بالشوفان فقط.

ولتزييت البشرة يمكن مسح الجسم بأعشاب لسان الثور، أو أزرق الزهر، أو العنب النباتي، أو الزبيب، أو زيت عباد الشمس؛ حيث إن هذه الأعشاب والنباتات تحتوي على الأحماض الدهنية اللازمة التي تماثل تلك الموجودة في خلايا البشرة.

ويمكن إضافة زيت عباد الشمس أو الأفوكادو إلى الحمام الدافئ –على ألا يكون ماء الحمام ساخنًا، وإنما فاتر- وتجنب الصابون المزيل للروائح لأنه يعمل على إزالة كثير من الزيت من سطح البشرة فيتلف تماسك وتناسق خلاياها.

كما يمكن تحسين عمل الدورة الدموية بممارسة الرياضة والتدليك بصورة منتظمة، فكلا هذين النشاطين يزيد من قوة الدورة الدموية الذاهبة إلى البشرة ويحسن من الراحة الذهنية.
مشاكل جلدية لها حلول غذائية:

يؤدي نقص هرمون الغدة الدرقية إلى جفاف البشرة بالإضافة إلى فقدان الشعر، ومن أسباب جفاف البشرة وتقشرها نقص فيتامينات «أ»، «ب»، «ج»، ومعدن الماغنسيوم، كما أن نقص الماغنسيوم يسبب نقص هرمون الغدة الدرقية ويقلل من نشاط الدورة الدموية.

ولمعالجة ذلك يجب تناول فيتامين «ب المركب» الموجود في كل من غذاء ملكات النحل والعسل، وصفار البيض، والقرنبيط، والخميرة، والقمح الكامل الأسمر، والمأكولات البحرية، والكبد، والزبد، وصفار البيض، وبيتا كاروتين الموجود في الخضراوات والفواكه الطازجة الخضراء والصفراء والحمراء، وفيتامين «هـ» الموجود في القمح الكامل والبذور والبيض والخضراوات الورقية الخضراء، والابتعاد عن تناول الأطعمة غير المفيدة، وعدم الإفراط في تناول الدهون المشبعة في الوجبات الغذائية بصورة عامة.