Atwasat

أدب الجوائز! (4)

القاهرة - بوابة الوسط الخميس 15 أغسطس 2024, 03:38 مساء
WTV_Frequency

    تتنوّع الجوائز العالمية في قيمتها بين الدول والمجتمعات، فهناك الجوائز التقديرية كالتي تمنحها الدول والأكاديميّات وهي حافظت على تقاليدها التاريخية وتقديمها بما يليق بمؤسساتها والمعنيين بجوائزها، وهناك الجوائز التحفيزية التي تمنحها المهرجانات المحلّية والمسابقات الأدبية، وهي محدودة القيمة بامتيازاتها المحلّية. 

   في إيطاليا تعادل جائزة «مونديللو» في قيمتها جائزة «غونكور» الأدبية الفرنسية، رغم أنها أحدث منها عمراً.. أمّا في إسبانيا فإن جائزتي «سيرفانتس وجورج بوخنر برايس» لا تمنحان كما الكثير من الجوائز للكِتاب الذي يصدر خلال السنة، بل لمجموع أعمال الكاتب. ومن أشهر الجوائز الأدبية في كندا جائزة «جيللر» التي تأسّست العام 1994 وتمّت تسميتها على شرف الصحفية الأديبة الراحلة «دوريس جيللر» زوجة رجل الأعمال ومدير قناة تلفزيون «سي تي في» «جاك رابينوفيتش». وفازت بها: «مارغريت أتوود» و«أليس مونرو» ونخبة من الأقلام الكندية. 

    وبحسب الإحصائية التي وثّقتها «فاطمة حوحو» في تحقيقها الثقافي عن الجوائز العالمية والعربية تُعد «جائزة بوكر» للآداب ثاني أهم جائزة بعد «نوبل»، بالإضافة إلی أنها من أهم الجوائز الأدبية المخصّصة للأعمال الروائية باللغة الإنجليزية، وأكثرها مصداقية، وتُمنح هذه الجائزة لأفضل رواية كتبها مواطن من «بريطانيا» أو من دول «الكومنولث» أو من جمهورية «أيرلندا». وقد تفرّعت منها جائزتان عالميّتان للرواية هُما: جائزة «بوكر» الروسية، وجائزة «كاين» للأدب الأفريقي، وجائزة «بوكر» العربية. ومن أبرز الكُتّاب الذين ظفروا بها: الهندية «أرونداتي روي»، والكندية «مارغريت أتوود»، والبريطانيّان «أيان ماك إيوان»، وغراهام سويفت، والكندي الإسباني «يان مارتل»، والياباني «كازوو إيشيغورو».

   من الظواهر اللافتة في عالم الجوائز فقد أُعلن في العام 2006 عن جائزة  لنوع خاص من الكتابة، هو أدب الحُب، أو قصص الحُب، وانطلقت الفكرة العام 2003 ببادرة من «باتريس بينيت» مدير عام شركة فنادق شهيرة في الجزيرة و«ألان غوردون جنتيل» الصحفي والكاتب والمخرج المقيم في موريشوس لإعطاء جائزة لرواية رومانطيقية، على أن تتداول كل سنة بين روائيين بالفرنسية وروائيين بالإنجليزية!

سالم الهنداوي يكتب: أدب الجوائز (3)
سالم الهنداوي يكتب: أدب الجوائز (2)
سالم الهنداوي يكتب...أدب الجوائز...(1)

     أمّا عربياً فقد تأسّست «جائزة بوكر» بالشراكة مع جائزة بوكر الأدبية الأنجلوفونية وبدعم من «مؤسسة الإمارات»، وهذه الجائزة خاصة بالرواية وتُمنح على غرار الـ«بوكر»، لرواية واحدة سنوياً، تُترجم الرواية الفائزة إلى اللغات الإنجليزية والفرنسية والإيطالية والألمانية والإسبانية من خلال ناشرين بارزين في أوروبا كما في الولايات المتّحدة.. وتاريخياً بدأت الجوائز في العالم العربي في لبنان مطلع الخمسينيّات من القرن الماضي، حيث تزامن منح أولى الجوائز مع ظهور قصيدة التفعيلة، وازداد عددها مع صعود التيار الشعري الذي أحدثته مجلة «شعر» آنذاك وتميّزت عن زميلاتها العربيّات بعدم صدورها عن مؤسسة حكومية. ومن الذين نالوها: الفلسطيني «إحسان عبّاس» والأردني «تيسير سبّول» والسوريّان «هاني الراهب» و«عبدالباسط الصوفي».

   في العدد التاسع من مجلّة «شعر» الصادر في شتاء 1959 أعلنت المجلّة التي أسّسها الراحل «يوسف الخال» العام 1957 عن إنشائها جائزة سنوية للشعر تُمنح لأحسن مجموعة أو مسرحية أو ملحمة شعرية لم تُنشر من قبل، شرط أن تكون «موضوعة لا مترجمة». ومع نهاية العام 1960 صرّحت «شعر» بأنها حجبت الجائزة لعدم وجود كُتب جديرة بها.. وفي العام 1961 فاز بها للمرة الأولى العراقي «بدر شاكر السيّاب»، وفي السنة التالية نالها اللبناني «شوقي أبي شقرا» ثم السوري «أدونيس». 

    بين العامين 1960 و1964 كانت هناك جائزة «جمعية أهل القلم» لمؤسسيها «سعيد تقي الدين» و«إدوار حنين»، ومن الذين نالوا جائزتها القاصّة الفلسطينية ـ اللبنانية «سميرة عسّاف» والشيخ «عبدالله العلايلي».. ومن الجوائز البارزة أيضاً جائزة «جمعية أصدقاء الكِتاب» وقد فاز بها عام 1962 «جورج شحادة» و«كمال اليازجي» و«سهيل إدريس» و«إميلي نصرالله» و«خليل حاوي».. وظهرت جوائز في تلك الفترة أقل أهمية من بينها جائزة رئيس الجمهورية في لبنان ونالها اللغوي والأديب الموسوعي «عبدالله العلايلي»، وجائزة وزارة الأنباء والإرشاد والسياحة في الكويت وجائزة «دار الطليعة» في بيروت لأفضل بحث اشتراكي، وجائزة مهرجانات «بعلبك» في المسرح التي فاز بها «توفيق يوسف عواد» عن مسرحيته «السائح والترجمان». كذلك أعلن الملحق الثقافي لجريدة «النهار» اللبنانية عن جائزة أدبية نالتها الشاعرة والكاتبة السورية «سنية صالح» والقاص الأردني «تيسير سبّول» والشاعر الفلسطيني «أمين شنّار».. كذلك أنشأ الشاعر «سعيد عقل» جائزة شهرية استمرت فترة طويلة لكنّها كانت محض «لبنانية».

  جائزة الناقد للرواية
في 26 يونيو 1987، أعلن الصحفي والكاتب والناشر اللبناني الراحل «رياض نجيب الريّس» في لندن تأسيس «جائزة يوسف الخال للشعر». وفي مطلع يوليو 1988 أعلنت لجنة التحكيم المؤلّفة من نزار قباني وأنسي الحاج والريّس فوز ثلاثة شعراء بالجائزة الأولى التي بلغت قيمتها 3000 جنيه إسترليني وزّعت بالتساوي على اللبناني «يحيى جابر»، والعراقيّيْن «باسم المرعبي» و«خالد جابر يوسف»، وفي العام 1990 مُنحت للبناني «يوسف بزّي» والمغربي «إدريس عيسى» والسوري «عبدالنبي التلاوي».. وبتاريخ 7 يناير من العام 1989، أعلنت مجلّة «الناقد» التي كان يصدرها الريّس عن «جائزة الناقد للرواية»، فاز بها المغربي «سالم حميش» والعراقي «سليم مطر كامل» واللبنانية «هدى بركات».. ومثلما أعلن الريّس في «الناقد» عدد مارس 1989 عن جوائزه بعنوان «لمن توزّع الجوائز ولمن تُقرع الأجراس»، أعلن في مقال آخر بعنوان: «وداعاً أيتها الجوائز» عدد يوليو 1993 عن توقّف الجائزتين «لا لسبب إداري أو مالي، بل لخوفنا من أن تتحوّل هذه الجوائز إلى روتين احتفالي شبه سنوي مُمل، يفقد تدريجياً صدقه وزخمه وعفويته، من دون أن تستطيع هذه الجوائز أن تكشف عن مواهب شعرية وروائية ذات مستوى». 

   تبدأ الجوائز العربية بفرح الابتكار، وتنتهي بأسف من حالة التكرار، وتظل كما عادة الخبر الذي يتكرّر كُل يوم، لا جديد فيه ولا أمل مرجو، بعكس قيمة الإبداع الذي يتجدّد خلقه كُل يوم ولا ينتهي بقلادة ذهبية!

سالم الهنداوي

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
ألمودوفار الفائز بـ«الأسد الذهبي» في مهرجان البندقية: «فيلمي باللغة الإنجليزية.. والروح إسبانية»
ألمودوفار الفائز بـ«الأسد الذهبي» في مهرجان البندقية: «فيلمي ...
بطلا «وي ليف إن تايم» يتابعان فيلمهما الرومانسي الجديد في مهرجان تورونتو
بطلا «وي ليف إن تايم» يتابعان فيلمهما الرومانسي الجديد في مهرجان ...
وفاة والدة نيكول كيدمان قبل ساعات من حصولها على جائزة أفضل ممثلة في مهرجان البندقية
وفاة والدة نيكول كيدمان قبل ساعات من حصولها على جائزة أفضل ممثلة ...
بداية قوية لفيلم «بيتلجوس بيتلجوس» على شباك التذاكر الأميركي
بداية قوية لفيلم «بيتلجوس بيتلجوس» على شباك التذاكر الأميركي
وفاة الممثل الأميركي جيمس إيرل جونز
وفاة الممثل الأميركي جيمس إيرل جونز
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم