Atwasat

بالفيديو.. المسلاتي: «فتاة على رصيف مبلل» أحدثت نقلة نوعية في القصة الليبية

القاهرة - بوابة الوسط السبت 05 أغسطس 2023, 08:44 مساء
WTV_Frequency

«طالما هناك حياة، هناك أدب وتطور وهناك أصوات جديدة..» و«بقرار تستطيع أن تصنع وظيفة أو مصنعًا، لكنك لا تستطيع أن تصنع قاصًا أو شاعرًا أو أديبًا أو فنانًا بقرار، لذا رغم كل الظروف التي مرت بليبيا، استمر الإبداع واستمرت الأصوات الإبداعية في الظهور وستستمر».

بنبرة هادئة وبصوت يحمل عبق الذكريات، وعقل محمّل بالوعي الثقافي والرؤى الموضوعية حول الحقل الإبداعي الليبي، والقصة القصيرة خصوصًا، تابع الكاتب والأديب الليبي محمد المسلاتي حديثه ورؤيته واستشرافه المستقبل الإبداعي في ليبيا، من خلال برنامج «يُحكى أن» على قناة «الوسط» (wtv).

والكاتب الليبي محمد المسلاتي، مولود بمنطقة الصابري في بنغازي في 29/ 12/ 1949 وأكمل دراسته بها حيث تحصل على الشهادة الثانوية في العام 1972، ليلتحق بكلية الاقتصاد بالجامعة الليبية بنغازي، ثم ينقطع عنها بعد سنة ليتفرغ للعمل بشركة الأسمنت الليبية – بنغازي، وتحصل على شهادة في دورة تخصصية في اللغة الإنجليزية، ثم نال شهادة في دورة تخصصية في الأعمال الملاحية والتجارية والإدارية من معهد كيكوس بجامعة كاردف ببريطانيا عام 1982، ثم مارس بعدها العمل النقابي العمّالي، وشارك في عضوية اللجنة الإدارية للمعهد العالي لتثقيف المنتجين.

وهو كما قال عنه الأديب الليبي محمد العنيزي في ندوة تكريم للمسلاتي، «عاش طفولته في منطقة خربيش، والتي تتميز عن بقية المناطق حيث تنصهر في بوتقة بعيدة عن العنصرية، ومن رحم هذه المنطقة ولد العديد من الشعراء والكتَّاب والسياسيين والمثقفين والرياضيين، وسط هذا المكان وجد محمد المسلاتي ذاكرته مليئة بالحكايات والوجوه القديمة».

وأشاد المسلاتي في حديثه إلى قناة «الوسط»، يأسماء برزت على الساحة الأدبية وأسهمت في تطورها ابتداءً من الدكتور وهبي البوري عام 1934، مروراً بفترات الخمسينات والستينات، التي من أبرز روادها الذين طوّروا من القصة القصيرة الليبية وجعلوا مستواها يوازي القصّة في الوطن العربي، ومنهم أحمد إبراهيم الفقيه، وإبراهيم الكوني، ومحمد علي الشويهدي. 

المسلاتي: «فتاة على رصيف مبلل» نقلة نوعية في القصة الليبية 
وشكلّت السبعينات، من وجهة نظر الكاتب المسلاتي، نقلة نوعية في القصة الليبية مستشهدًا بمجموعة (فتاة على رصيف مبلل) الصادرة عام 1965، ورغم إنها المجموعة الوحيدة لكاتبها الروائي عبدالله الخوجة، لاختلافها وتطورها عن السرد المعتاد في ليبيا أو الوطن العربي وقت صدورها، إلا أنها تعدّ بدايةً حقيقية للقصة القصيرة والقصيرة جدًا بصفاتها الشعرية وتكثيفها، مما يجعل من الخوجة رائدًا في هذا المجال، وكما ورد في مقدمتها على لسان المؤلف، فقد كانت المجموعة بمثابة «مخاطرة»، جرى رفضها من المجتمع الأدبي في وقتها لمغايرتها واختلافها عن السائد، بينما اتضح فيما بعد أسبقيته بهذه النصوص، وتطوره عن السائد.

انتشار المجلات الأدبية وحركة الترجمة وأثرهما على كتّاب القصة
التحام القصة الليبية بالقصة العربية في السبعينات، وأثر حركة الترجمة التي ازدهرت في بيروت تلك الفترة، يؤكد المسلاتي أثرهما الملحوظ في القصة، كما أن زيادة عدد المجلات المعنية بنشر القصص، ومنها مجلات «الهلال» المصرية و«العربي» الكويتية و«الأديب» و»الآداب» اللبنانيتين، كان دافعًا لازدياد إقبال القرّاء على القصة القصيرة، أكثر من إقبالهم على الرواية والشعر، وجعل للقصة القصيرة في تلك الفترة حضورًا واسعًا وكبيرًا، وظهور أصوات قصصية رائعة مثل عمر الككلي، وعبدالسلام شهاب، وفتحي نصيب، وجمعة بوكليب، وغيرهم ممن اشتغلوا على القصة الحديثة، والقاص سالم علي العبار بإضافته إلى فن القصة الشعرية المكثفة، تلاه محمد الأصفر، ومحمد مفتاح الزروق، وجمعة الفاخري وغيرهم من القصاص الليبيين الذين طوروا من شكل القصة لتصل إلى الشكل المتكامل.

- أمسية للقاص محمد المسلاتي بجمعية أصدقاء اللغة العربية
- قصص محمد المسلاتي في ضيافة «ضمةۚ» 
- نادي أصدقاء الكتاب يكرم محمد المسلاتي 
- دراسة أكاديمية في القصة الليبية القصيرة

مع مواصلة جيل الرواد حضوره الأدبي الفاعل في الحركة الثقافية الليبية وفي القصة القصيرة، وإن اتجه البعض منهم كالروائي أحمد إبراهيم الفقيه إلى كتابة الرواية، إلا أن أسماء أخرى مثل سالم الهنداوي وخليفة حسين مصطفى وبشير الهاشمي وعلي الجعكي وحسين المالكي، من الكتاب المميزين في القصة والذين أسهموا في تطورها وارتقائها لشكل القصة المكتمل في ليبيا.

الرواية طغت بشكل ما على القصة القصيرة الليبية في السنوات الأخيرة
كما أشار في حديثه إلى طغيان الرواية على القصة القصيرة، واحتلالها المشهد الإبداعي، في خلال السنوات الأخيرة، مبرراً ذلك بازدحام المرحلة بالتفاصيل والأحداث التي ربما لا يمكن أن تستوعبها القصة القصيرة، لما لها من جذور تاريخية وأبعاد نفسية وأبعاد سياسية، فأصبحت الرواية هي القالب الأكثر استيعاباً لها من القصة القصيرة، وربما أكثر من الشعر، مما دفع البعض من كتاب القصة للاتجاه لكتابة الرواية مثل محمد الأصفر وإبراهيم الكوني، وعبدالله الغزال.

 وأشاد المسلاتي بتلك الأصوات وتميزها وتحققها على المستوى العربي منها والعالمي، ومنهم هشام مطر الذي يكتب باللغة الإنجليزية، ورغم طغيان الرواية إلا أن القصة لا تزال مستمرة وخاصة القصيرة جدًا، والذي شجع عليها ظهور مواقع التواصل الاجتماعي.

الأصوات النسائية في القصة الليبية
أشاد المسلاتي كذلك بالدور الفاعل للأديبات وحضورهن الأدبي بشكل واضح ومؤثر، ومنهن الأديبة زعيمة الباروني كأول كاتبة تصدر مجموعتها القصصية عام 1958، ومرضية النعاس وشريفة القيادي وفوزية شلابي ورحاب شنيب، وغالية الذرعاني وإن كانت اتجهت مؤخرًا إلى الكتابة الروائية، وهي روائية مميزة ورشحت لجوائز عربية كبرى كالبوكر والطيب صالح، وأيضًا عائشة إبراهيم ونجوى بن شتوان، وإن خلت فترة التأسيس لفن القصة في مرحلة الستينات «للأسف» من أسماء نسائية.

الإبداع الليبي.. حافظ على استمراريته في أسوأ الظروف وأفضلها
وأكد المسلاتي في حديثه إلى تليفزيون «الوسط » على إقبال الشباب الليبي على القراءة والاطلاع، مما يزيد من الوعي الثقافي، خاصة مع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي التي أسهمت في سهولة ويسر الحصول على المعلومات، رغم أن تعددية التفسير تضيّق على الأدب والثقافة وعلى المبدع في المرحلة الحالية، بحيث أصبح لكل ميليشيا ديكتاتور ولكل مجموعة راية، مما أحدث اتساعًا في قائمة المحظورات فكل فرقة لها محظورها الخاص، ولكنه متفائل رغم ذلك لأن «الأدب يجتاز أي عقبة وأي مرحلة لأنه يمثّل الحياة، ولن نستطيع أن نلغي الحياة بأي شكل من أشكال العنف أو القمع أو الإرهاب».


مضيفًا أن الإبداع بشكل عام قادر على التغلب على أسوأ الظروف، والحضور بشكل ملموس، «طالما هناك حياة، هناك أدب وتطور وأصوات جديدة»، مؤكداً أنه «بقرار تستطيع أن تصنع وظيفة أو مصنعًا، لكنك لا تستطيع أن تصنع قاصًا أو شاعرًا أو أديبًا أو فنانًا بقرار»، لذا استمر الإبداع واستمرت الأصوات الإبداعية في الظهور رغم كل الظروف التي مرت بليبيا.

أسباب تراجع القصة القصيرة مؤخرًا
 وأوعز عدم انتشار القصة القصيرة مؤخرًا، لعوامل أسهمت فيها الظروف السياسية والاقتصادية في العشر سنوات الأخيرة، مما أدى لتراجع دور النشر الحكومية أو الخاصة عن دورها، بينما كان الإقبال قبل ذلك أكثر وحضور الكتاب الليبي في مختلف المعارض العربية أكثر، وأضاف أن «شغف المثقف والمبدع الليبي بالاطلاع على الأدب العربي وقرائته والاهتمام والإلمام به، بينما الكتّاب من الدول الأخرى تنصب اهتماماتهم في الأدب الخاص بهم أو بالأدب العالمي، ورغم ذلك تجد أن المبدع الليبي له حضور حالي في مختلف النوافذ الثقافية وكذلك في لجان التحكيم في المسابقات الأدبية الكبري.

المجال مفتوح للأدب الليبي كي يتحقق له الانتشار
حرص المسلاتي على نصيحة سواء للمثقف الليبي المبدع أو لجموع الليبيين، قائلاً «على المبدع الليبي أن يواكب الانفتاح الثقافي عبر ما وفرته التقنيات الحديثة من منصات إبداعية وثقافية من خلال شبكات التواصل الاجتماعي، ويؤكد على تلك النقطة عن تجربة شخصية مر بها، لم تكن متاحة بالسابق، حيث أصبح المجال مفتوحًا، حتى يتحقق للأدب الليبي الانتشار والتعريف به. 

الثقافة كفيلة بحلّ جميع المشاكل
وأضاف «أطمح أن يتاح للمجتمع الليبي بعد تلك المراحل الدموية والتشظي، أن يصبح مجتمعًا متفتحًا إنسانيًا تسوده المحبة والود، ولن يتحقق ذلك إلا باعتبار الثقافة كمشروع، والثقافة ليست فقط القصة والشعر والرواية، ولكنها كل شيء حولنا فالمعلم والدكتور والمهندس هم نتاج لثقافة المجتمع، فالثقافة هي المسؤول عن تنظيم المجتمع، فإذا استطاع المجتمع أن يؤسس لثقافة إنسانية عميقة، تأكد أن جميع المشاكل ستنتهي».

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
ساعة جيب لأغنى ركاب «تيتانيك» تُباع بمزاد
ساعة جيب لأغنى ركاب «تيتانيك» تُباع بمزاد
طنجة المغربية تجذب كبار موسيقيي الجاز
طنجة المغربية تجذب كبار موسيقيي الجاز
الفنان مهدي كريرة يُدخل البهجة على أطفال غزة ويصنع الدمى من بقايا المساعدات (فيديو)
الفنان مهدي كريرة يُدخل البهجة على أطفال غزة ويصنع الدمى من بقايا...
المنتج هارفي واينستين في المستشفى
المنتج هارفي واينستين في المستشفى
«غسوف.. غدامس القديمة» يشارك في مهرجان عنابة للفيلم المتوسطي الدولي
«غسوف.. غدامس القديمة» يشارك في مهرجان عنابة للفيلم المتوسطي ...
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم