حلمي التوني فنان تشكيلي كبير بدرجة (أخناتون) الفرعون العبقري الذي استمد اسمه من مدينة (أخيتاتون)، التي اتخذها عاصمة، وتعني في اللغة المصريّة القديمة: (أفقَ قرصِ الشمسِ)، وهي التي قال فناننا العظيم عنها: «المصريون على الرغم من تعاقب الحضارات واللغات عليهم، فإنهم ما زالوا حتى يومنا هذا مرتبطين بالهوية المصرية، وأنا كنت سأقوم بدور أخناتون في وقت من الأوقات». وكثيرا ما تحتوى لوحاته، على رموز قديمة مصرية وصلتنا من أيام الفراعنة.

حلمي التوني فنان تشكيلي كبير بدرجة (أخناتون)
(إخناتون) كان متفردا في قناعاته، مخلصا لها، فهو الذي ربط ديانته بالنور، بقرص الشمس. قال عنه الكاتب الناقد كمال الجويلى -رئيس الجمعية المصرية لنقاد الفن التشكيلى: «حينما تتأمله تقفز إلى الذهن كلمتان بغير إفصال بينهما (التعبيرية الغنائية) وهي تعبيرية شجية تغنى لأحزان البشر دون أن تفقد الحلم، فيختلط فى لوحاته الواقع بأحلام اليقظة، بالأمل. هو لا يقدم شكلا فقط كما يفعل بعض مستعيرى ملامح وموتيفات التراث، لكنه غاص فى أعماق ذلك التراث بكل أشكاله ومضامينه ودلالاته واختار (مسرحه التصويرى) بنفسه ولنفسه. لا ينضوى (التونى) تحت لواء مدرسة فنية بعينها، هو يعزف على سطح اللوحة (أنشودته) ولأنه يبدأ بالإنشاد لنفسه وحنين ذاته، فإنه يمس مشاعرنا وحواسنا بذلك (الناى) الحامل لأجواء السحر، فيجعلنا شركاء فى إبداعه».

من مختلف دول العالم يقتنون الكثير من لوحاته 
الرسام حلمي التوني فنان كبير تخصص في التصوير الزيتي والتصميم، ولد بمحافظة بني سويف بمصر في 30 أبريل العام 1934، حصل على بكالوريوس كلية الفنون الجميلة تخصص الديكور المسرحي العام 1958 ودرس فنون الزخرفة والديكور، تولي العديد من المناصب، وأقام العديد من المعارض سواء محلية أو دولية، عاش في القاهرة وبيروت التي كانت زيارته الفنية لها لمدة 3 سنوات، كما أن العديد من الناس في مختلف دول العالم يقتنون الكثير من لوحاته، وأيضا متحف الفن المصري الحديث في القاهرة يقتني أيضا عديدا من لوحاته القيمة.

فى أعماله شيء إنسانى خاص بسيط رائق
قال عنه الدكتور فاروق بسيونى: «.. فى أعماله شيء إنسانى خاص بسيط رائق، فرح جامع بين فرح التعبير فى بكارته التلقائية وهندسة البناء العقلى للأشكال فى صياغاتها المتعددة، جمعا لا نستطيع أن نتبين فيه أين يبدأ القصد وما هى حدود المصادفة...».

لوحات التونى تتكلم لغة واضحة 
أما الدكتور عزالدين إسماعيل، فقال: «لوحات التونى تتكلم لغة واضحة ورموزها ذات دلالات معروفة، ولكنه يصنع بتشكيلاته منها وتركيباتها الخاصة به أسطورة أو حوارا يوحى بميلاد حدث غامض، وعلى الرغم من استخدامه الأسلوب المسطح والابتعاد فى الأغلب عن عناصر الإيهام بالبعد الثالث، فإن لوحاته تحقق عضوية متفجرة بأضواء لا نعرف من أين؟».