Atwasat

الواقع والخيال لعبة أوسمان بن ساسي في روايته الأولى «قصور الشعير»

القاهرة - بوابة الوسط: محمود الغول الأحد 19 مارس 2023, 02:22 مساء
WTV_Frequency

صدرت رواية «قصور الشعير» للكاتب الليبي أوسمان بن ساسي، عن دار السِراج للنشر والتوزيع، طرابلس - ليبيا، وتقع في 125 صفحة، أما لوحة الغلاف فهي للفنان التشكيلي الليبي حكيم الطليس.

وتتوفر الرواية خلال أيام في عدد من مكتبات طرابلس والقاهرة وعواصم عربية أخرى، إلى جانب توفرها في متجر إلكتروني عبر الإنترنت.

«قصور الشعير» هي رواية أمكنة في زمن واحد مفتوح على التأويل، إذ أجاد الكاتب قنص الأحداث في تيمة متجانسة بين الواقع والخيال، فيأخذنا في عالم سينمائي مُدهش برموز شخصيات ماثلة في واقع الحياة، تتمحور حول رمزية «الإرث» الوطني الذي أشعل المعارك على الساحة الليبية.

- كاتبة ليبية ضمن القائمة القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية
- سينيسكا

الرواية مشوّقة، جمعت بين الحُب والخيانة والسجن والحرية، في لقطات سينما بكل تفاصيل التقطيع السينمائي وتقنية الـ«فلاش باك» في صعود درامي مشوّق. اغتربت رواية «قصور الشعير» قليلا عن بيئتها الليبية من خلال استدعاء أماكن الغير واستخدام أسماء أجنبية ذات دلالة رمزية وأسماء مودرن، إلّا أنها انفردت بفكرتها وسرديتها وتمكُّن الروائي من أدواته الفنية لتكون العمل المميّز في تناوله ولغته الفريدة في كم النصوص الروائية الليبية التي قدّمت لفن الرواية نماذج مختلفة ترتقي إلى العالمية. «قصور الشعير» رواية عالمية بنكهة ليبية، جديرة بتحويلها إلى فيلم سينمائي.

كطلقات الرصاص
ويتميز أسلوب الكاتب بالتكثيف، معتمدا على جمل قصيرة سريعة كطلقات الرصاص، تشي بالكثير من التفاصيل حول شخوص الرواية وعلاقتها ببعضها بعضا، ويظهر ذلك منذ البداية: «كانت سارة تحبُ الاقتباسَ من الأفلامِ، تجمعُ ما استطاعتْ منها، وتتعاهدها كما تهتم بنباتاتها المنزلية، خصوصًا الصبار، لا يهمها شيءٌ في الحكايةِ سوى تلك الجُملِ القاتلةِ الموضوعةِ بإحكامٍ في مشهدٍ ما، لم تكن تشبهني في هذا، كما لا تشبهني في أشياء كثيرة أخرى، فما يهمني أنا المتعةُ، وإن كان الحوارُ عشوائيًّا، إذا استمتعت بما حكاه المخرجُ فلا أعيرُ أيّ اهتمامٍ للاقتباساتِ والحوارِ العميق».

يؤكد المؤلف سينمائية تقنية الكتابة الغالبة على أسلوبه في جو الرواية، من خلال انتقاله السلس والمدهش من مشهد إلى آخر، كما في المقطع: «(حسنًا احتفظ أنت بما تحبُ واترك لي عالمي الطفولي)، قالتها وهي تقطعُ البيضَ بشكلٍ عشوائيٍّ، حتى لمحتْ صرصارًا يجري محاولًا الخروج من المطبخ، وبحركةٍ واحدةٍ على طريقة محاربي الساموراي في أفلام أكيرا كوروساوا قضتْ عليه. قلتُ لها ساخرًا: (لماذا لا تظهرُ شجاعتُك إلا مع حالات الغضب)، رمقتني بنظرةٍ جانبية: (هل عيَّـنك الصرصارُ محاميًا لتدافع عنه؟!). حاولتُ إخفاءَ ضحكتي، وبصعوبةٍ شديدةٍ قلت: (نعم، الصرصار شخصية مشهورة، لها حضورها)، قاطعتني كأنها وجدتْ فرصة الانتقام: (إياك وأن تحدثني عن رواية التحول!)».

 لغة بلا ترهلات
وبشكل عام، يتميز بن ساسي في صياغة روايته «البكرية» باعتماد لغة رشيقة بلا ترهلات، خصوصا في لغة الحوار على ألسنة أبطاله، فالجمل مباشرة تلائم حياة أشخاص يعيشون في عالم يموج بالحروب والصراعات، بعيدا عن شاعرية السرد المألوفة لدى قطاع كبير من الكتاب، وربما كان ذلك نتاجا لعمل الكاتب صحفيا، حيث اللغة واضحة وصريحة تحمل الخبر، وإن لم تخلو من المشاعر والدفء لكن دون استغراق في جماليات مصطنعة تشبه الوزن الزائد.

وأوسمان بن ساسي من مواليد مدينة زوارة العام 1982، حاصل على بكالوريوس إدارة أعمال. يعمل حاليا صحفيا في بوابة وجريدة «الوسط» الليبية منذ أبريل 2014، وبدأ العمل في مجال الصحافة العام 2011 مع صحيفة «صباح أويا»، ثم مراسلا لصحيفة «قورينا»، ومحررا بجريدة «فبراير» في العام 2012. وهو أحد مؤسسي راديو «كاساس FM» والمركز الإعلامي في زوارة في العام 2011. وكذلك عمل في إذاعة «ليبيا إف إم» و«تليفزيون العاصمة» 2013 كمحرر، وكتب لموقعي «مراسلون» و«هنا ليبيا».

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
نقابة الممثلين المصرية تمنع الإعلام من عزاء «السعدني».. وتعتذر للصحفيين
نقابة الممثلين المصرية تمنع الإعلام من عزاء «السعدني».. وتعتذر ...
انطلاق فعاليات الدورة الـ14 لمهرجان مالمو للسينما العربية في السويد
انطلاق فعاليات الدورة الـ14 لمهرجان مالمو للسينما العربية في ...
جلسة وجدانية حول «زياد علي» في مركز المحفوظات الأربعاء
جلسة وجدانية حول «زياد علي» في مركز المحفوظات الأربعاء
«سيفيل وور» يواصل تصدّر شباك التذاكر في الصالات الأميركية
«سيفيل وور» يواصل تصدّر شباك التذاكر في الصالات الأميركية
نقل المغني كينجي جيراك إلى المستشفى بعد إصابته بطلق ناري
نقل المغني كينجي جيراك إلى المستشفى بعد إصابته بطلق ناري
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم