Atwasat

فيلم مرشح لتسع جوائز أوسكار يُدهش مخرجه

القاهرة - بوابة الوسط السبت 04 مارس 2023, 04:28 مساء
WTV_Frequency

ينافس فيلم «آل كوايت أون ذي ويسترن فرونت» الناطق بالألمانية، والمقتبس من رواية تتمحور على فظائع الحرب العالمية الأولى، على جوائز الأوسكار بقوة.

وهو الأمر الذي لم يكن متوقعاً، عندما انطلقت عروضه في سبتمبر الفائت، على شاشات السينما.

فضرورة توفير الترجمة المطبوعة في العروض الدولية لهذا الفيلم الذي أنتجته «نتفليكس»، وقصته القدرية المناقضة للطابع المألوف لأفلام الحرب الأميركية القائمة على البطولات المجيدة، شكّلا عاملين لا يصبّان في مصلحته بمنطق الجوائز السينمائية الهوليوودية، وفق «فرانس برس».

- «بافتا» البريطانية: 7 جوائز لـ«آل كوايت أون ذي ويسترن فرونت»

ولا يُخفي مخرج «آل كوايت أون ذي ويسترن فرونت»، إدوارد برغر، تفاجؤه بكون فيلمه مرشحاً لتسع من جوائز الأوسكار، بينها لقب أفضل فيلم، إذ أن هذا الإنجاز هو الأول من نوعه لفيلم روائي طويل ناطق بالألمانية.

ويقول «هل فوجئنا؟ طبعاً (...) ولا يمكن التعويل على هذا النوع من الأشياء».

الجوائز السينمائية الكبرى 
وما كان يقلل أيضاً من احتمالات بروز الفيلم على مستوى الجوائز السينمائية الكبرى أن «نتفليكس» أقبلت هذه السنة على معركة هذه المكافآت مدججةً بمجموعة أعمال من العيار الثقيل، مؤهلة للمنافسة على الأوسكار، من بينها مثلاً اللوحة التاريخية عن أميركا اللاتينية «باردو» أو الفيلم البوليسي «غلاس أونيون: إيه نايفز آوت ميستِري» (Glass Onion: A Knives Out Mystery).

لكنّ «آل كوايت أون ذي ويسترن فرونت» المقتبس من رواية إريش ماريا رماركهو التي تحمل العنوان نفسه هو الذي تمكّن في نهاية المطاف من أن يكون رأس حربة «نتفليكس» في موقعة الأوسكار.

ويتناول الشريط قصة شبّان غررت بهم الدعاية السياسية القومية اليمينية الألمانية، فانخرطوا في الحرب معتقدين أنها مغامرة ممتعة، لكنّ الواقع كان مختلفاً وقاسياً، إذ واجهوا على الجبهة الغربية، في فرنسا، فظائع «المجزرة الكبيرة» التي أفضت إليها حرب 1914-1918.

ويقول برغر «أردنا أن نصنع فيلماً ألمانياً جداً، لكننا لا نفعل ذلك من أجل البلد (...) فأنا لست وطنياً».

اللغة الأصلية للكتاب
ولم يكن اعتماد الألمانية، وهي اللغة الأصلية للكتاب الذي اقتُبس منه الفيلم، موضع جدل في نظر المخرج، إذ تمسّك بهذا الخيار كونه يضفي «واقعية» على العمل، ويتيح رؤية أعمق «للعار والمسؤولية والذنب» الذي شعر به كثر من الألمان بعد حربَي القرن العشرين العالميتين.

ولو اشترطت «نتفليكس» أن يُصوّر الفيلم بالإنكليزية، لكان المُخرج السويسري المولود في ألمانيا رفض «فوراً».

لكنّ اعتماد الإنجليزية في الأفلام لم يعد مطلوباً بالقدر نفسه، وخصوصاً بعدما حققت منصة البث التدفقي العملاقة نجاحات عالمية بأعمال ناطقة بلغاتها الأصلية لا بالإنجليزية، على غرار المسلسلين الكوري الجنوبي «سكويد غايم» والإسباني «لا كاسا دي بابيل»، وفق «فرانس برس».

ويضخّم الفيلم بمنظوره الألماني الرسالة الداعية إلى السلام التي هدفت إليها الرواية الأصلية. فالتاريخ بيّن أن الجميع خرج خاسراً ومثخناً بالجراح في حرب الخنادق والمواقع الثابته الشديدة الشراسة التي تسببت بمقتل الملايين.

ويعلّق برغر قائلاً «كألمان، نتوقع (...) عدم وجود أبطال. لا يمكن أن يوجد أشخاص ينجحون في مهمتهم. يكاد يكون من المستحيل على جندي أن ينجو».

وفوجئ المخرج برد فعل الجمهور الأنكلو ساكسوني في نهاية فيلمه، حين اخترقت حربة بوحشية جسم إحدى الشخصيات الرئيسية.

ومع أن هذه اللحظة لم يكن يُفترض أن تكون مفاجِئة، نظراً إلى شهرة الرواية وحصيلة القتلى الكبيرة للحرب العظمى. لاحظ المخرج في العرض العالمي الأول للفيلم في تورنتو العام الفائت أن المشهد أثار «صدمة كبيرة لدى الجمهور»

ويفسّر ذلك بأن الجمهور «في أميركا معتاد على شخصية البطل، وعلى أن ينتهي الفيلم على نحو إيجابي له، ويتشبث بالأمل في أن يتمكن البطل من تغيير العالم».

إلا أن المفارقة أن الاستحسان الذي قوبل به الفيلم على المستوى العالمي يقابله موقف أقرب إلى التحفظ من النقاد في ألمانيا.

50 مليون نسخة
فكثر من كتّاب الصحف الواسعة التأثير أخذوا على برغر ابتعاده عن الرواية، إذ أن هذا الكتاب الذي بيعت منه 50 مليون نسخة، وحظره النازيون وأحرقوه عام 1933، أصبح يتمتع بنوع من القدسية.

إلا أن الفيلم يتضمن مشاهد لم تَرِد في الكتاب، على غرار تلك التي تصوّر تفاصيل المفاوضات المتوترة بين الوفد الألماني والجنرالات الفرنسيين الذين لم يُبدوا أي مرونة قبل الهدنة.

ويغفل الفيلم أيضاً جزءًا يعود فيه أحد أبطاله إلى وطنه خلال إجازة، ويدرك الجندي الذي عانى الصدمات أنه لم يعد يجد مكانه في المجتمع.

ويشرح برغر: «شعرت بأنني مخوّل لإدخال هذه التغييرات»، بدلاً من أن يكون الفيلم مطابقاً تماماً للكتاب. ويعتبر أن من حقه «المراقبة والانتقاد».

ويترقب المخرج حلول الثاني عشر من مارس ليعرف ما إذا كانت نسخته ستحصل على التقدير نفسه الذي كان من نصيب أشهر اقتباس أميركي. ففي العام 1930، فاز فيلم لويس مايلستون بجائزتَي الأوسكار لأفضل فيلم وأفضل مخرج.

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
وفاة المخرج الفرنسي لوران كانتيه عن 63 سنة
وفاة المخرج الفرنسي لوران كانتيه عن 63 سنة
فوز آية ناكامورا بثلاث من جوائز «فلام» الموسيقية
فوز آية ناكامورا بثلاث من جوائز «فلام» الموسيقية
بين التجديد والتكرار.. أعمال تلفزيونية ليبية تحت المجهر
بين التجديد والتكرار.. أعمال تلفزيونية ليبية تحت المجهر
ألبوم «مرا» للتونسية آمال المثلوثي.. نسوي بالكامل
ألبوم «مرا» للتونسية آمال المثلوثي.. نسوي بالكامل
الفنانة الانطباعية ماري كاسات
الفنانة الانطباعية ماري كاسات
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم