Atwasat

جمال حمو آخر مصلحي أجهزة الأسطوانات القديمة في نابلس

القاهرة - بوابة الوسط الثلاثاء 07 فبراير 2023, 12:55 مساء
WTV_Frequency

يتولى جمال حمو (58 عاما) في ورشته المتداعية بمدينة نابلس القديمة (شمال الضفة الغربية) تصليح وبيع أجهزة أسطوانات قديمة كبيرة من القرن الماضي، وهو آخر التقنيين في هذا المجال بالمدينة.

تصدح أغنيات لكبار المطربين العرب من ورشته لتصل إلى شوارع البلدة القديمة القريبة المرصوفة بالحصى في نابلس، وفق «فرانس برس».

وجمال هو الوحيد في نابلس الذي يصلح ويبيع الأسطوانات الكبيرة لعازفين وموسيقيين عرب، وهي آخر الورش من هذا النوع في المدينة.

وكما في بقية أنحاء العالم، باتت الموسيقى الرقمية هي السائدة في نابلس.

وامتدح حمو المطربين القدامى، قائلا «هم يستخرجون ما بداخلنا ويسترجعون تراثنا، ويعبرون عما يختلج في صدورنا». أما المغنون الجدد «فلا نعرف ماذا يغنون أو ماذا يقولون»، حسب تعبيره.

وتناثرت في ورشته أجهزة تسجيل صوت وأجهزة للأسطوانات التي يتولى تصليحها، ويعود تاريخ صنعها إلى حقبة ستينيات القرن العشرين وسبعينياته.

حتى إن في الورشة عددا من «الغراموفونات»، وهي أجهزة أسطوانات من سنوات الأربعين بصناديق خشبية عليها أبواق نحاسية كبيرة، يهتم بها حمو لأنها «تراث قديم»، على حد قوله. وقال «كبار السن الذين يبلغون الستين فما فوق يأتون في نهاية اليوم إلى المتجر، وعندما أشغل جهاز الأسطوانات تدمع عيونهم فرحا بهذا التراث القديم».

أخذ حمو الشغف بالموسيقى عن والده. وروى أنه «كان يغني لأنه أحب هؤلاء المطربين القدامى، وتقريبا كل فرد في عائلتي موسيقي». وأضاف «عندما تشغل جهاز الأسطوانات، يعود بك إلى زمن بعيد، إلى ما قبل 50 عاما، وتنسى كل الدنيا».

يأتون من كل مكان
غالبا ما يستمع حمو، كوالده، إلى أغنيات اللبنانية فيروز، وإلى المطرب المصري الكبير عبدالحليم حافظ.

لكنه لا يخفي أن المفضلة عنده، كما عند والده، هي الفنانة المصرية شادية التي انتشرت أغنياتها ما بين نهاية الأربعينيات وثمانينيات القرن العشرين. وقال «لقد كانت تغني بكل عواطفها ومن قلبها، وكانت تحدثنا من القلب».

- الفلسطينية بانه مفاجأة يحيى خليل لجمهوره بالقاهرة والإسكندرية

- المسرح الفلسطيني يقاوم للبقاء رغم العقبات

عندما كان حمو في السابعة عشرة من عمره، بدأ يتعلم كيفية تصليح أجهزة الأسطوانات في المحل، مستمتعا بسماع أعظم الفنانين العرب من العصر الذهبي في ذلك الوقت.

وقال مازحا «لدي خبرة أكثر من الأشخاص الحاصلين على الشهادات». ويأتي زبائنه من القدس وبيت لحم وجنين وقلقيلية ومن كل أرجاء الضفة الغربية، ومن الناصرة.

الموسيقى كمقاومة
أحضر حمو نجليه اللذين يبلغ أحدهما السادسة والعشرين والثاني السابعة والعشرين إلى ورشة العائلة وحاول تعريفهما بتراث الموسيقى العربية والفلسطينية.

لكنهما لم يبديا اهتماما بهذه الموسيقى وطلبا إيقافها. وروى أنهما قالا له «لا نريد الاستماع إليها».

احتلت إسرائيل الضفة الغربية بما فيها القدس وقطاع غزة العام 1967. وتصاعد العنف العام الماضي الذي يعتبر الأكثر دموية في الضفة الغربية منذ العام 2005 حسب سجلات الأمم المتحدة، وكان لمدينة نابلس نصيب كبير من الأحداث العنيفة.

وشهد الشارع الذي يقع فيه محل جمال حمو اشتباكات عنيفة خلال العام الماضي، حيث شنت القوات الإسرائيلية غارات شبه ليلية دموية على مجموعة مسلحة ناشئة تسمى «عرين الأسود» ومقرها مدينة نابلس القديمة.

وعلى أبواب المحل، وُضعت ملصقات وصور لمقاتلين فلسطينيين قتلوا في الأشهر الأخيرة. وقال «عندما تحصل اشتباكات، نضطر إلى إغلاق المحل بالطبع، ولكن ماذا يمكنني أن أقول؟ ما زلت حيا والحمد لله، أعزف بعض الأغاني الوطنية، هذه طريقتي في المقاومة».

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
إلغاء حكم يدين هارفي واينستين في قضايا اغتصاب
إلغاء حكم يدين هارفي واينستين في قضايا اغتصاب
شاهد في هنا ليبيا: قصة فنان تشكيلي من تمسان
شاهد في هنا ليبيا: قصة فنان تشكيلي من تمسان
المغني كينجي.. «تظاهر بالانتحار» حبًّا لأسرته
المغني كينجي.. «تظاهر بالانتحار» حبًّا لأسرته
معرض يحتفي بالألوان ويوثق ذاكرة ألعابنا الشعبية
معرض يحتفي بالألوان ويوثق ذاكرة ألعابنا الشعبية
وفاة المخرج الفرنسي لوران كانتيه عن 63 سنة
وفاة المخرج الفرنسي لوران كانتيه عن 63 سنة
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم