Atwasat

«ملتقى الإبداع» يعيد الحياة إلى الثقافة الليبية

طرابلس - بوابة الوسط: عبد السلام الفقهي الجمعة 04 مارس 2022, 10:07 صباحا
WTV_Frequency

افتُتحت بمسرح الكشاف، الأربعاء، فعاليات ملتقى الإبداع الثقافي في نسخته الرابعة، الذي تنظمه وزارة الثقافة والتنمية المعرفية تحت شعار «عودة الحياة»، ويستمر لمدة أسبوع متضمناً عديد المناشط من معارض فنية وأمسيات أدبية.

وشهدت ساحة المسرح في أول أيام الملتقى إقامة معرض الكتاب بحضور وزير الثقافة الدكتور سلامة الغويل، وبمشاركة مجموعة من المكتبات الليبية المعنية بالطباعة والنشر.

مكتبة طرابلس العالمية
قال مندوب مكتبة طرابلس العالمية محمد التير، إن عدد العناوين المشاركين بها 395 عنواناً منها 250 باللغة العربية و145 بالإنجليزية، ورغم رمزية العرض؛ فإنه يمثل خطوة مهمة ينبغي البناء عليها والدفع في اتجاه نشر ثقافة الكتاب.

وجاءت مشاركة مركز المحفوظات والدراسات التاريخية بنخبة من العناوين في مجالات التاريخ والفكر وما يختص بأدب اليوميات، ورأى عبدالرؤوف خزام مندوب المركز أنه من الصعب التكهن بمستوى زخم التفاعل كوننا في اليوم الأول على أمل أن تحقق المشاركة نوعاً من الإرضاء لشغف القراء للاطلاع على آخر الإصدارات.

وتحدث إلى «الوسط» مفتاح الترهوني وكيل مكتبة علاء الدين بدرنة، معرفاً باختصاصاتها المعنية بثقافة الطفل وأخرى عن السياسة والمعلومات العامة وما يختص بالجانب الديني، إضافة لمؤلفات حول التنمية البشرية وشؤون المرأة.

ولفت الترهوني الانتباه إلى غياب الدعاية الإعلامية عن المعرض والتي كان يجب أن تسبق الافتتاح بفترة حتى تحقق إيصال المعلومة لأكبر شريحة ممكنة من الجمهور.

وأشار حسين القدار مندوب الجامعة الأسمرية إلى أن عدد العناوين المشارك بها تبلغ 500 عنوان في مختلف فروع الفقه المالكي، ونوه بأن تجربة الدار لا تزال حديثة، خصوصاً وأنها تأسست سنة 2020.

دار المناهل
أوضح محمد الشويهدي مسؤول جناح دار المناهل بمصراتة وليبيا المستقبل بطرابلس أن مشاركتهم تضمنت 12 عنواناً جديداً لدار المستقبل منها دراسة عن النيهوم، الصوفية والتصوف، وغيرها عن علوم اللغة والأدب، فيما اختصت دار المناهل بكتب الطفل، حيث بلغ مجمل العناوين لكليهما ما يفوق 500 إصدار.

وشملت الفعاليات وعلى مقربة من سرادق المعرض، مشاركة جمعية السرايا الحمراء للتراث والموروث الليبي، بخيمة تضم مجموعة من المقتنيات والأدوات التي كان يستخدمها الليبيون آنذاك.

وأوضح عبدالمجيد دراس، رئيس الجمعية، أن معظم المقتنيات الحاضرة بالخيمة ممثلة لكل مدن ومناطق ليبيا في عرص بانورامي يجسد ملامح الترابط التراثي بين الشمال والجنوب والشرق والغرب، كما تهدف لتعريف الزائر بأسماء واستخدامات كل أداة بغية وضع الأجيال الحالية على صورة حياة أسلافهم وطبيعة وأنماط العيش وملامح تلك البيئة.

شعر ومالوف
ومن جانب آخر، أقيمت بـ«الكشاف» أولى أمسياته الشعرية، الجمعة، أدارتها الصحفية فتحية الجديدي، بمشاركة كل من الشاعرات والشعراء «أم الخير الباروني، سالمة المدني، أسامة الرياني، حمزة الحاسي»؛ حيث لامست قصائدهم وجدان الحضور، وسافرت بالمخيلة إلى حيث حلقت الحروف همساً فوق السحاب، ورسمت صوراً للحياة والناس والأحلام.

وجاءت الأمسية الثانية، السبت، بمشاركة الشعراء «محمد المزوغي، هناء المريض، أحمد الفاخري» وألقى المزوغي نفائسه من النصوص المازجة بين الوجد الصوفي وخدر العاطفة المكلومة وهي تستنطق ذكرياتها الدفينة قائلاً: «أنا ناجح في كل صعب أخوضه/ ولكنني في وصف حبك فاشل/ كأني باب يدخل الكل عبره/ ويقصى ولولا الباب ما كان داخل/أحس بأوجاع مع الريح كلما/ تكلم في معنى البلاغة باقل».

ويمضي متوشحاً بالأمل في نص «عطرت بحبك أنفاسي» قائلاً: «لا نجاة لقلب مسه شغف/ أكان محترس أو غير محترس/ وكم تأنقت جدا كي أقابلها/ كما تأنق في عيد طرابلس».

واختارت الشاعرة هناء المريض بعضاً من نصوص ديوانها «صديقة الشيطان» محاكية روح التمرد قائلة في نص «على الورق أكون عارية/ أمشي حافية أرشق التقاليد/ بحبر وقافية»، وتتقوى بالخيال كاسرة مرايا الأنثى المسحوقة، ناثرة مفرداتها المشحونة بالصدام :«واصرخ ملء حنجرتي/ ألف اف للقبيلة/أتأبط المجاز/ أعتق الحرف وأتمل/ صبية الشمس صديقة الشيطان».

وقرأ الشاعر أحمد الفاخري عدداً من النصوص التي تسائل وتحاور الآخر كما في قصيدة «سيرة الوجد» أراك ويستحيل الوجد/ شيئاً كأن لم يوجد/ وشيئا يكشف الموجود/ يفضي للمدى الأبعد/ جديني كلما ضيعتني/ وجدي الهوا المجهد»، ويمضي ليجسر هذه السيرة مع بوحه في نص «تأويل لحلم العاشق» حيث يقول: «غفلت وذئب الغادرين يجول/ ومن خطوة المشتاق ينبع نيل/ وفي فيئ جب الماء بزغت كنجمة/ لعلك نحوي مذ سقطت ذليل».

وصاحب ملتقى الإبداع إقامة مهرجان للمالوف والموشحات الذي انتظم طيلة أيام الفعالية بمشاركة عدد من فرق الموشحات بوصلات من الأناشيد الدينية وقصائد مختارة من التراث الشعري العربي.

تشكيل ومسرح
وكان الفن التشكيلي حاضراً في جناح خصص له داخل أروقة المسرح، بمشاركة نخبة من الفنانين التشكيليين من مختلف الأعمار ومستويات الخبرة وكذا المدارس الفنية، ومشاربها المتعددة «رسم ساخر، واقعي، تجريد، الخ».

وشملت موضوعات المعرض الذي افتتح، الخميس، قضايا مختلفة منها ما يطرح مسألة الرؤية الجمالية من حيث توزيع الألوان والضلال، وأخرى تهدف إلى بث روح التفاؤل ومواجهة العزلة والعنف بالفن، إضافة إلى نشر مفهوم الثقافة البصرية وجعل المتلقي شريكاً عبر محاورة الفنان والتوقف عند مواضع الجدب في اللوحة ومحاولة فهم معانيها.

وشهدت خشبة مسرح الكشاف، الأحد، إقامة عروض مسرحية بمشاركة نخبة من الفرق؛ حيث قدمت فرقة المسرح الوطني بالخمس عملاً بعنوان «صعاليك»، ومن مصراتة كانت المشاركة بمسرحيتي «الجندي الأخير» لفرقة المسرح الوطني، و«الرسام» لفرقة المسرح الجامعي.

نقلا عن العدد الأسبوعي من جريدة «الوسط»

من اليمين، الشاعر أسامة الرياني والشاعرة أم الخيرالباروني (بوابة الوسط)
من اليمين، الشاعر أسامة الرياني والشاعرة أم الخيرالباروني (بوابة الوسط)
جانب من مهرجان المالوف ضمن ملتقى الإبداع (بوابة الوسط)
جانب من مهرجان المالوف ضمن ملتقى الإبداع (بوابة الوسط)

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
الأصفر يروي «سيرة الدوبلير» في آخر إصداراته الروائية
الأصفر يروي «سيرة الدوبلير» في آخر إصداراته الروائية
هنا ليبيا: مؤتمر التحركات البشرية وظاهرة الهجرات في ليبيا عبر العصور التاريخية
هنا ليبيا: مؤتمر التحركات البشرية وظاهرة الهجرات في ليبيا عبر ...
الفنان التشكيلي الروسي ألكسندر شيلوف
الفنان التشكيلي الروسي ألكسندر شيلوف
موسيقيتان تسعيان لتأليف موسيقى تنافس هيمنة الرجال
موسيقيتان تسعيان لتأليف موسيقى تنافس هيمنة الرجال
وفاة الشاعر السعودي بدر بن عبدالمحسن عن 75 عاماً
وفاة الشاعر السعودي بدر بن عبدالمحسن عن 75 عاماً
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم