«الفنان صلاح بالحاج من مواليد 1966، تخرج في كلية الفنون بطرابلس. ليبيا سنة 1993، نال درجة الماجستير في الفنون التشكيلة العام 2015. أقام ثلاثة معارض شخصية؛ منحها ثلاثة عناوين :(1- لحظات انتظار، 2- مولد حديث، 3- بوابة الزمن). كما أقام عدة معارض في ميونخ بألمانيا، وشارك في لندن، كما شارك في العديد من المعارض داخل ليبيا . 

ينبغي ألاّ تو صف الأعمال السريالية بالخربشة، حتى من باب المزح!.
هذا فقط ما وجدته عبر بحثي عن صاحب هذه الأنامل البارعة، والأفكار النيرة، الناقدة والبنّاءة. ولو أردنا أن نكتب لنوثق سيرة فنان غربي على سبيل المثال، في مستوى موهبة المبدع صلاح بلحاج، لوجدناهم حدثونا عن لون جوربه المفضل، ورقم حذائه ومشروبه المفضل، وأين يشعل غليونه في المساء. لأنهم يرون أن الفنان إرث قومي لبلاده، ومن حق البلد الذي ينتمي إليه أن يعرف عنه كل شيء! قلة من فناني بلادي نعلم عنهم كل شيء، أو بمعنى آخر ما ينبغي أن نعرفه لننقله لأطفالنا، فالفنان، أي فنان حقيقي، قيمة ينبغي أن تثمن عاليا ونرفعه مستوى المفكر، الملهم، والمعلم؛ ولذا يتعين ألا يتفوه غير القادرين على الفهم وصف الأعمال السريالية بالخربشة، حتى من باب المزح!.

في سردياته اللونية السهلة الممتنعة، أبعاد الصراع الإنسان
ولكن ما يهون هذه القلة من المعلومات، هو التوضيح والتفسير الجميل مما يكتبه بعض النقاد، مثل الفنان عدنان معيقيق، والكاتب منصور بوشناف، وناصر المقرحي، ولعل خير مثال ما كتبه الناقد الفني عبدالسلام الشهيبي، الذي يقول عن الفنان صلاح بلحاج إنه «يقتفي في سردياته اللونية السهلة الممتنعة، أبعاد الصراع الإنساني، عبر نماذجه داخل البيوت والشوارع، والمناخ الحياتي العام، حالة من الانعكاسات السيكولوجية، تتفجر بفعل تسرب الفوضى وتشكلها في الشخوص لتصبح ذائبة في قوام كينونتها، متحكمة في تفاعلاتها الداخلية..».

زهاء ألوانه المفرحة،  تنتقد بمرارة أبعاد صراع الإنسان
والمتأمل للوحات الفنان صلاح بلحاج، سيأخذه زهاء ألوانه المفرحة، وهي التي تنتقد بمرارة أبعاد صراع الإنسان، ومعاناته الحياتية اليومية من ازدحام وسائل النقل، والملل، وعذابات الإعاقة، وتبجح وادعاءات المدراء وتعالي من يرتقي منصة. كل هذه الآلام يعبر الفنان عنها بألوان بهيجة يتسيدها اللونان الأحمر والأصفر والبرتقالي، وكيف أن الشيطان يكمن في التفاصيل، والعجز غير المتوقع في غرف النوم. ونمطية الخطابات من على المنصات والمظاهرات.. والعسكر. في تقديري أن الفنان صلاح بلحاج يكتب نصوص نقده بالريشة والألوان. وهذا أسلوب نقدي جديد يتخذ من الألم لذة، مثل ذلك الخدر اللذيذ، الذي يحسه من يتحسس دمل فوق جلده. معظم لوحات الفنان صلاح بلحاج رُسمت بأنامل تتحسس دمل المجتمع، أي مجتمع!