Atwasat

وطن شكسبير ينهي القطيعة مع موليير في مئويته الرابعة

القاهرة - بوابة الوسط السبت 15 يناير 2022, 10:05 صباحا
WTV_Frequency

عادت المسرحيات المستندة إلى نصوص موليير أخيرا، لتستقطب متفرجين كثيرين من الإنجليز المتعطشين لكوميديا عابرة للزمن أبدعها المؤلف المسرحي الفرنسي، بعد جفاء طويل مع الجمهور في بلد شكسبير.

ويُحتفل، السبت، بالذكرى المئوية الرابعة لميلاد موليير، حسب «فرانس برس».

في قاعة المسرح الوطني في لندن حيث اعتاد الجمهور على المشاهد الجدية العميقة، علت ضحكات الحاضرين خلال مشهد يغطي فيه الممثل الأميركي دنيس أوهير بدور شخصية (Tartuffe) الشهيرة لموليير، خيانته من خلال محاكاة ساخرة لمشهد فروسية بريء أمام البطلة الأخرى أوليفيا وليامز.

وقال الممثل الأميركي لوكالة فرانس برس «الكوميديا يمكنها أن تعبر القرون إذا عرفنا ماذا نفعل».

وأشار إلى أن «جزءا من الفكاهة كان قائما على اللغة، فيما استند جزء آخر على البلاهة المطلقة... لكن ثمة أيضا لحظات عظيمة من الشفقة والعاطفة تغني العمل كثيرا».

وأثبت نجاح هذا الإنتاج المسرحي المستند إلى قصة «Tartuffe» عام 2019 بأن موليير قادر على استقطاب جمهور واسع في بلد شكسبير... لكن الحال لم تكن كذلك على الدوام.

يقول نويل بيكوك من جامعة غلاسكو، وهو متخصص في أعمال موليير في البلدان الناطقة بالإنكليزية «غالبا ما كان عدد الحاضرين على خشبة المسرح يفوق أولئك الموجودين في الصالة».

وفي الثمانينيات، حذر ناقد في جريدة «صنداي تايمز» من الفجوة بين فرنسا والمملكة المتحدة، متسائلا «كيف يمكننا عقد اتفاقات تجارة حرة مع بلد لا يمكنه تصدير أفضل كوميديا لديه؟».

لكن الوضع «انعكس تماما» مذاك، بحسب بيكوك، إذ شهدت خشبات المسرح الإنكليزية عرض العشرات من أعمال موليير في السنوات الأخيرة.

إسقاطات معاصرة
قُدم من Tartuffe («طرطوف») وحدها ثلاث نسخ في لندن بين عامي 2016 و2019. كما شاركت كيرا نايتلي في مسرحية «Le Misanthrope» (عدو البشر) العام 2009، فيما ظهر ديفيد تينانت (المعروف بدوره في مسلسل «Doctor Who») في مسرحية «Don Juan» العام 2017.

ويعزو الأستاذ الجامعي هذا الاهتمام المتجدد إلى ترجمات جديدة يركز أصحابها على نقل روحية الكتابة أكثر من الحرص على حرفية نصوص موليير.

يقول دنيس أوهير «المسرحيات العظيمة تستمر لسبب ما»، مضيفا «طرطوف يمثل شخصية الوغد الفاسد المحتال. لكنه أيضا الشخص الذي يفصح عن الأشياء، بحسب تقاليد الكوميديا الفرنسية. هو يتمرد على قواعد المجتمع واصطلاحاته».

حتى أن فرقة «رويال شكسبير كومباني» ذهبت إلى حد إسقاط نص موليير على قصة عائلة من أصل باكستاني في برمنغهام، حيث أظهر موضوع النفاق الديني قدرة كبيرة على محاكاة الواقع.

كما طرحت فرقة (Exchange Theatre) الفرنسية البريطانية في لندن، أخيرا عملا وثائقيا عن اقتباسها المسرحي لـ«عدو البشر» وإسقاطها المعاصر داخل غرفة تحرير وسيلة إعلامية تواجه قضايا الكذب والنفاق.

ويستحضر مخرج المسرحية الفرنسي الموريتاني دافيد فورلون، مقطع المونولوج عن النفاق في «دون جوان» («شخصية الرجل الصالح هي أفضل الشخصيات التي يمكن للمرء أن يلعبها»)، كمثال للنص الذي يبقى صالحا إلى الأبد.

جوانب كثيرة
يقول فورلون «تساءلت في الماضي عما إذا كانت تنشئتي الفرنسية وحدها تدفعني للإعجاب بموليير»، مضيفا «لكني لا أعتقد ذلك. هناك جوانب كثيرة للغاية في موليير، إنه غني ومتنوع للغاية، يبرع بنصوص الكوميديا والتراجيديا على السواء، وبالنصوص الهزلية بالمقدار عينه للمسرحيات الفلسفية. هو يخاطب الجميع».

وحققت اقتباسات مسرحية لأعمال موليير نجاحا أيضا في غير مكان حول العالم، بما يشمل ألمانيا وروسيا واليابان.

كما يشير كتاب عن موليير في العالم العربي إلى أن أعمالا للمسرحي الفرنسي الشهير تُعرض في بلدان عربية منذ العام 1847 على الأقل، وأنه أصبح «الأب الروحي للمسرح» في بلدان كثيرة.

وتؤكد أمينة المحفوظات في دار «كوميدي فرانسيز» المسرحية أغات سانجوان أن «مسرحيات موليير كانت مهمة للغاية في العالم. حتى أنه شكل الأساس لبعض المسارح الوطنية التي كيفت أعماله مع اللغة والثقافة المحلية».

في إنجلترا، واجه موليير منافسة شديدة مع شكسبير، رغم أن أعمال الكاتب المسرحي الفرنسي عبرت إلى الجانب الآخر من بحر المانش منذ ستينيات القرن السابع عشر.

لكن كان لموليير صدى أكبر في إسكتلندا، وفق بيكوك، إذ «كانت ميزته الرئيسية هي أنه لم يكن إنجليزيا».

كلمات مفتاحية

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
ألبوم «مرا» للتونسية آمال المثلوثي.. نسوي بالكامل
ألبوم «مرا» للتونسية آمال المثلوثي.. نسوي بالكامل
الفنانة الانطباعية ماري كاسات
الفنانة الانطباعية ماري كاسات
السينما السودانية تلفت الأنظار إلى الحرب المنسية
السينما السودانية تلفت الأنظار إلى الحرب المنسية
المتاحف الفرنسية تبحث في أصول قطع أثرية أفريقية نُهبت خلال مرحلة الاستعمار
المتاحف الفرنسية تبحث في أصول قطع أثرية أفريقية نُهبت خلال مرحلة ...
إطلاق اسم الفنان الجزائري إيدير على حديقة في باريس (فيديو)
إطلاق اسم الفنان الجزائري إيدير على حديقة في باريس (فيديو)
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم