عبدالقادر بدر مبدع فسيفساء الفرح

أهداني ذات مرة لوحة لقارب مطلي بألوان زاهية، فيبدو للمشاهدة وكأنه فراشة ربيعية. وكان القارب موثقا من «البروة»، وهي لمن لا يعرف مصطلحا بحريا في رصيف صيادي الأسماك ببنغازي تعني مقدمة القارب، أو المركب أيضا. وهذه «الفلوكة» موثقة أيضا من «القش» مثلما يصطلح في الرصيف نفسه على مؤخرة القارب أو المركب. والبحر أزوردي اللون، «غليني» مثلما يصطلح على البحر الهادي جدا. والمرء لا يجد سببا لتكبيل هذا القارب الفراشة! الرمز كان واضحا فالقارب حريته مكبلة، فوق الأزرق الفاتح؛ لون الحرية الرائع، متمثل أيضا في لون السماء. وللأسف الشديد، ضاعت اللوحة جراء ما حدث في بنغازي أثناء محاربة الإرهاب .

طفولته كانت على مرمى حجر من شاطئ بحر بنغازي

اهتمام الفنان عبدالقادر بدر بالبحر، سببه عشقة المبكر له، فطفولته كانت على مرمى حجر من شاطئ بحر بنغازي، وبنادي الملاحة مارس للرياضة البحرية مبكرا، ويعد من أوائل الذين برعوا مبكرا في رياضة "الوند سيرف، التي مورست مبكرا بنادي الملاحة البحرية والغطس في بنغازي، وكنت في فترة من الفترات أحد أعضاء إدارته. وبالتالي اهتمامه بلون البحر الواضح في رسوماته سببه فترة اهتمامه في صباه ومطلع شبابه بالبحر؛ ولذلك كان صادقا عندما أضاف قائلا، في مقابلة صحفية مع صحيفة العرب: أعمالي متعلقة بلوحات البحر وبمشاهده والقوارب ومعاناة الصيادين واهتمامهم بقواربهم وأعمال صيانتها، وذلك راجع ربما أيضا إلى اهتمامي الشخصي برياضة البحر والشراع وممارستي لها لفترة طويلة حتى يومنا هذا.

المدينة، بمبانيها وأبوابها القديمة وفسيفسائها في تنوعات مختلفة 

ولكن البحر، لم يأخذه تماما، إذ فرضت المدينة، بمبانيها وأبوابها القديمة وفسيفسائها في تنوعات مختلفة حسب الحاجة. ذات يوم كنت رفقة شقيقه الفنان فتحي بدر، دخل علينا بلوحة أخذتني بالكامل، كانت فيما اعتقد، باكورة بداياته في الأعمال الفسيفسائية. كانت تشكيل لأشكال من أبواب مدننا القديمة، اتسم تكوينها بفسيفساء يحوطها اللون الأزرق. كنت حينها أنجزت مجموعتي القصصية رد قلمي، فاستأذنته أن أجعلها غلافا لكتابي. قد تلك اللوحة هي البداية التي جعلت الناقد الفني ناصر سالم المقرحي، يكتب عنه وعن أعماله موضوع بديع تحت عنوان«فسيفساء الفرح، فن يصادر القبح»، استهله بإعجابه بتنوع وغنى تجربته، فقال: إنه ما زال ينتج أعمالا فنية متفردة في تقنية المستعملة، فهو إلى جانب شغله بالخامات التقليدية، التي قدم عبرها لوحات عديدة تجريدية، تميز بإنتاج مؤثثات بصرية تعتمد مادة الورق الملون وفيما يشبه «الكولاج» أو فن اللصق الذي اشتهر به فن الحداثة، ذاك الذي يمزج ويجمع ما بين العجائن اللونية والقطع الورقية الملصقة على ذات السطح، فيما يشبه هذا التحول الفني، وغير بعيد عما اعتمده فن أو أسلوب الكولاج يعمل الفنان عبدالقادر بأناة وصبر على إنجاز لوحاته بالمربعات الورقية التي لا تتجاوز مساحتها السنتيمترين على اكثر تقدير، وعن طريق رصها بجانب بعضها البعض بطريقة جميلة وباختيارات لونية متناسقة وعلى غرار الفسيفساء الحجرية كما عهدناها في أثار الحضارة الرومانية في مدينة لبدة الأثرية وبأثار صبراتة وببعض المتاحف الوطنية.

مهارة الفنان عبدالقادر بدر في قدرته الربط بين البحر، والحرية،

وهكذا تتضح مهارة الفنان عبدالقادر بدر في قدرته الربط بين البحر، والحرية، على سبيل المثال، ثم بربطها بزخارف المدينة، وقلاعها ومساجدها وأقواسها وأبوابها المزدانة بزخارفها العربية، وبين الزخرفة الفنية الغربية من تجريدية وتكعيبية، فتبرز سعة اطلاعه ومتابعته إلى المدارس الفنية الحديثة، ذلك كله ناهيك عن قدرته على توظيف ألوانه لتحقيق رموز تبرز على نحو ما لتوصيل فكرة ما.

ولا يخفى الفنان عبدالقادر بدر تأثره بالتشكيلي التونسي الراحل نجيب ببلخوجة، الذي يراه مرجعا أساسيا في الأعمال التجريدية لكل فناني الوطن العربي، ويقول، أيضا، إنه من المتأثرين بفناني تونس الكبار أمثال الهادي التركي والحبيب بيدة ونجا المهداوي، ويضيف أنه فتح عيناه في المرسم الجامعي في نهاية الثمانينات على أعمال الفنانين المذكورين، ثم تشرف بحضور بعض مشاركاتهم في ليبيا. ويؤكد تطوّر ألوانه وأعماله التجريدية مع سفره إلى تونس، ومشاركته في العديد من ملتقياتها، منذ العام 2010 بمهرجان المحرس الدولي، وتعرفه على الكثير من فناني تونس، وأيضا ضيوف ذلك المهرجان من خارج تونس.

بهرتني العمارة الإسلامية وزخارفها المميزة كثيرا

ويقول مؤكدا: من خلال اهتمامي بالعمارة القديمة في ليبيا وشمال أفريقيا والمغرب العربي بهرتني العمارة الإسلامية وزخارفها المميزة كثيرا، ومدى قدرتها على التفرد والإبداع وإظهار القيم الجمالية الأصيلة لتراثنا البصري والمعماري من قلاع ومبان ومساجد وأقواس وأبواب، علاوة على جمال طبيعتنا المتوسطية وسطوع ألوانها التي أثرت في مخيلتي، فاستلهمت منها الكثير من لوحاتي التجريدية والتكعيبية التي أنجزتها داخل ليبيا وتونس والمغرب.

طور موهبته وعلمه تحت إشراف المرحوم الفنان محمد عبدالهادي أستيته

الفنان عبدالقادر رمضان بدر من مواليد مدينة بنغازي 20/8/1963

موظف بشركة الخليج العربي للنفط. ويمارس أيضا تصميم شعارات وأغلفة كتب.

المؤهل: ماجستير علوم -إدارة عمليات التصنيع - جامعة تيسايد - مدلسبرة - بريطانيا 2008 م.

* رسام عصامي - عضو بالمرسم الجامعي الحر بجامعة قاريونس منذ العام 1986، فطور موهبته وعلمه تحت إشراف المرحوم الفنان محمد عبدالهادي أستيته.

* مشارك في معظم المعارض الجماعية المحلية المقامة داخل ليبيا منذ العام 1987م.

* معرض مشترك مع الفنان التشكيلي على السيليني بمكتبة كلية العلوم 1988م.

* معرض شخصي برعاية شركة الخليج العربي للنفط العام 1995م بقاعة المعارض - مبنى الدعوة الإسلامية بنغازي.

* مشارك في معارض جامعة قاريونس السنوية - بالمكتبة المركزية للعام 96-97-98-99م.

*المشرف العام للمرسم الجامعي بجامعة قاريونس في الفترة من العام 2000 إلى 2004م.

* مشارك في المعرض العام للفنون التشكيلية - خمسينية الشاعر إبراهيم الأسطى عمر - درنة عام 2001م.

* مشاركة في معرض «المتوسط بحر سلام 2005م - برعاية القنصلية الإيطالية بنغازي».

* معرض شخصي بجامعة قاريونس -المكتبة المركزية -2007م.

* مشارك في المعرض العام المقام بمناسبة افتتاح قاعة السلفيوم بمجلس تنمية الإبداع - بنغازي 2007م.

*معرض مشترك مع الفنان خالد الصديق -بدار حسن الفقيه - المدينة القديمة طرابلس 2008م.

* مشارك في مهرجان محرس الدولي -الدورة 23- المحرس تونس 7/2010 م.

*معرض جماعي بقصر المنار- بنغازي - 6/2011م.

* المعرض الشخصي الثالث بقاعة الفسيفساء الرئيسية - قصر المنار-بنغازي-سبتمبر2011 م.

*مشارك في معرض «وتستمر وتيرة الثورات العربية» - مدينة صفاقس - تونس 15 يناير 2012.

* مشارك في معرض «بانوراما الزاوية الدولي» - مدينة الزاوية - ليبيا - 4/2012م.

* مشارك في الملتقى الفني بقصبة الفنان «قلعة مقونة» المغرب -29-6-2012م إلى 6 -7 -2012.

* مشارك في الملتقي الدولي بقصبة الفنان «قلعة مقونة» المملكة المغربية -10/2012م.

* مشارك في مهرجان محرس الدولي- الدورة 26 - المحرس - تونس - 7/2013م.

* مشارك في الملتقى العربي الثالث للفنون التشكيلية -القنيطرة -المملكة المغربية - 4/2014م.

* مشارك بملتقى السفينة الفنية بتركيا مع مجموعة سنا ارت بالجزر التركية-9/2015.

* مشارك في مهرجان محرس الدولي- الدورة 29 - المحرس - تونس - 7/ 2016 م.

* مشارك في مهرجان الفنون المتوسطية (FAM) الدورة الثانية - 29 مارس 2018 بسيدي بوسعيد - تونس.

* مشارك في ملتقى جربة الحلم -حي الرياض –جزيرة جربة - تونس 6/2018م.

* مشارك في مهرجان الفنون المتوسطية (FAM) الدورة الثالثة - أبريل 2019 بسيدي بوسعيد - تونس.

*مشارك في ملتفى تيسدروس الدولي للفنون البصرية-الدورة الثانية- من 23 

وجوه

غلاف مجموعة رد قلمي

ابواب عتيقة

ابواب والوان البهجة