أكدت ناطقة باسم الأمم المتحدة أن المدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة أجبروا على العيش في مبانٍ أو مخيمات دمرها القصف بجوار أكوام ضخمة من القمامة، ونددت بظروف وصفتها بـ«لا تطاق» في القطاع.
وعرضت لويز ووتريدج، من وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، الظروف المعيشية القاسية للغاية في غزة. وقالت أمس الجمعة للصحفيين في جنيف عبر تقنية الاتصال المرئي من جنوب قطاع غزة: «الأمر لا يطاق حقا»، على ما أوردت وكالة «فرانس برس».
وعادت ووتريدج، الأربعاء، بعد قضائها أربعة أسابيع خارج القطاع، مشيرة إلى تدهور الوضع في تلك الفترة بشكل كبير. وأوضحت: «اليوم لا بد أنه الأسوأ على الإطلاق، ولا أشك في أن الغد سيكون الأسوأ على الإطلاق مرة أخرى».
وبعد تسعة أشهر من انطلاق الحرب الإسرائيلية على غزة، أفادت ووتريدج بأن «القطاع دُمر»، متحدثة عن شعورها بالصدمة لدى عودتها إلى خان يونس. ولفتت إلى أنه مع عدم وجود حمامات «يقضي الناس حاجتهم في أي مكان يمكنهم قضاء حاجتهم فيه».
100 ألف طن من النفايات
كما تحدثت ووتريدج عن صعوبة جلب الوقود إلى غزة وتوزيعه بأمان، الأمر الذي يؤثر على القدرة على إيصال المساعدات، محذرة من أنه دون الوقود ستتوقف الاستجابة الإنسانية بالفعل.
- لازاريني: 10 أطفال بالمعدل يفقدون «ساقا أو ساقين» في غزة يوميًا
- «أونروا»: غزة تحولت إلى أنقاض والفلسطينيون يكافحون للبقاء في ظروف «غير إنسانية»
وأشارت المسؤولة الأممية إلى أنه على بُعد 150 مترا من موقعها يتكدس نحو 100 ألف طن من النفايات مع نصب خيم موقتة حولها، وقالت: «السكان يعيشون وسط ذلك. مع ارتفاع درجات الحرارة، فإن ذلك يزيد من بؤس الظروف المعيشية».
وأكدت أن المناشدات الموجهة إلى السلطات الإسرائيلية للوصول إلى مكبات النفايات تُرفض في كثير من الأحيان، مذكرة بالوضع قبل الحرب عندما كانت سيارات جمع النفايات تقوم بمهمتها، وتنقل القمامة إلى مكب مخصص لذلك.
كما أنها تطرقت إلى انعدام الأمن الغذائي في القطاع، مشيرة إلى تأثيره الواضح على الفلسطينيين. وقالت: «عندما أرى زملائي وأصدقائي هنا لا يمكن التعرف عليهم بشكل واضح، لأنه بعد عدم الحصول على الغذاء فترة طويلة تبدأ بالتقدم في السن، وتبدو في وضع غير صحي، ويتغير لون بشرتك».
«انتظار الموت»
يأتي ذلك في الوقت الذي أعلنت فيه السلطات المصرية عبور عدد من مرضى السرطان من قطاع غزة عبر معبر كرم أبو سالم، في أول عملية إجلاء منذ إغلاق معبر رفح الحدودي أوائل مايو، بعد سيطرة الجيش الإسرائيلي على الجانب الفلسطيني منه.
وتقول منظمة الصحة العالمية إن هناك عشرة آلاف مريض في قطاع غزة بحاجة إلى الإجلاء لتلقي العلاج.
تعليقات