نقلت وكالة «رويترز» عن سكان ومسعفين فلسطينيين في رفح تأكيدهم أن دبابات إسرائيلية تدعمها الطائرات الحربية والطائرات المسيَّرة توغلت أكثر في غرب مدينة رفح يوم الأربعاء، مما أسفر عن مقتل ثمانية أشخاص.

وذكر السكان أن الدبابات توغلت في خمسة أحياء بعد منتصف الليل، وأن خيام العائلات النازحة في منطقة المواصي بغرب قطاع غزة تعرضت لقصف وإطلاق نار كثيفين.

ودمرت قوات الاحتلال الإسرائيلي غالبية القطاع واجتاحت معظم أراضيه لكنها لم تحقق بعد هدفها المتمثل في القضاء على «حماس» وتحرير الرهائن الإسرائيليين. وقال مسعفون إن ثمانية فلسطينيين استُشهدوا في المواصي وفرت عائلات كثيرة إلى الشمال في حالة ذعر. ولم يحددوا هوية الشهداء. 

 جيش الاحتلال ينسف عدة منازل في غرب رفح
وذكر سكان أن جيش الاحتلال الإسرائيلي نسف عدة منازل في غرب رفح التي كانت تؤوي أكثر من نصف سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة قبل الشهر الماضي عندما بدأ الاحتلال هجومه البري وأجبر معظم السكان على التوجه شمالا.

وتشير بعض التقديرات الفلسطينية وأرقام الأمم المتحدة إلى أن عدد الباقين في رفح أقل من 100 ألف شخص.

-  إذاعة الاحتلال الإسرائيلي: معبر رفح بين غزة ومصر دُمّر بالكامل
-  ارتفاع حصيلة شهداء الحرب على غزة إلى 37 ألفا و396 شهيدا

وذكر أحد سكان رفح الذي طلب عدم نشر اسمه «ليلة رعب تانية في رفح، فتحوا النار من الطيارات والدبابات اجتاحت المناطق الغربية تحت غطاء من النار». وقال لـ«رويترز» عبر تطبيق للتراسل «الرصاص والقذائف سقطت في منطقة المواصي وقتلت ناس وجرحت ناس».

وواصل الجيش الإسرائيلي سيطرته على الشريط الحدودي بين رفح ومصر. وأظهر مقطع فيديو متداول على مواقع التواصل الاجتماعي تدمير معبر رفح، النافذة الوحيدة لمعظم سكان غزة مع العالم الخارجي، وإحراق المباني في المنطقة وتمركز دبابات إسرائيلية مع رفع علم الاحتلال فوق بعض المواقع.

الدبابات الإسرائيلية تعود إلى حي الزيتون
وإلى الشمال من رفح عادت الدبابات الإسرائيلية إلى حي الزيتون في مدينة غزة. وتحدث سكان عن إطلاق نار كثيف من الدبابات والطائرات، كما سُمعت أصوات معارك، وفي حي الشيخ رضوان بمدينة غزة قال مسعفون إن غارة جوية إسرائيلية على منزل أسفرت عن مقتل أربعة فلسطينيين بينهم طفل. وقُتل 20 شخصًا في المجمل بشتى أنحاء القطاع.

وأعلن الجناحان المسلحان لحركتي «حماس» و«الجهاد الإسلامي» أن مقاتليهما اشتبكوا مع القوات الإسرائيلية بالصواريخ المضادة للدبابات وقذائف الهاون، واستهدفوا وحدات إسرائيلية في بعض المناطق عبر تفجير عبوات ناسفة زرعوها مسبقًا. وفي وقت لاحق من يوم الأربعاء ذكر جيش الاحتلال أن مسلحين فلسطينيين أطلقوا صواريخ على معبر كرم أبو سالم في جنوب قطاع غزة.

فشل المحاولات المتكررة لوقف إطلاق النار
ومنذ هدنة استمرت لمدة أسبوع في نوفمبر لم تنجح المحاولات المتكررة لوقف إطلاق النار في الوصول إلى اتفاق وسط إصرار حماس على إنهاء الحرب وانسحاب «إسرائيل» من غزة ورفض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وقف العمليات العسكرية قبل القضاء على الحركة وإطلاق الرهائن.

وقالت مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان يوم الأربعاء إن القوات الإسرائيلية ربما انتهكت على نحو متكرر المبادئ الأساسية لقوانين الحرب ولم تميز بين المدنيين والمسلحين خلال حربها في غزة.

وفي تقرير يقيم ستة هجمات إسرائيلية أسفرت عن سقوط عدد كبير من القتلى والمصابين وتدمير بنية تحتية مدنية، ذكرت المفوضية أن القوات الإسرائيلية «ربما انتهكت على نحو ممنهج مبادئ التمييز والتناسب والتدابير الاحترازية في الهجوم».