وصف وزير الدفاع القطري خالد بن محمد العطية، الجمعة، غزة بأنها «أكبر سجن مفتوح في العالم والآن أكبر مقبرة جماعية»، مع استمرار العدوان الصهيوني المدمر، للشهر التاسع على التوالي، والذي خلف آلاف المجازر ونحو 130 ألف شهيد ومصاب ومفقود.

وتناول الوزير القطري، خلال محاضرة «التحديات العالمية والإقليمية بالشرق الأوسط» التي استضافتها جامعة البوسفور في تركيا، الأوضاع والمشاكل التي يواجهها العالم، ودول المنطقة على وجه الخصوص.

وأكد الوزير في كلمته خلال المحاضرة التي أدارها وزير الدفاع التركي السابق خلوصي آكار، «لقد كانت منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا مسرحا للقوى العالمية، وقطاع غزة تحت الحصار منذ ما يقرب من 20 عاما وتوصف بأنها أكبر سجن مفتوح في العالم، والآن أكبر مقبرة جماعية».

ويواصل الاحتلال الصهيوني منذ 7 أكتوبر الماضي 2023، شن حرب مدمرة على غزة، خلفت قرابة 120 ألف فلسطيني بين قتيل وجريح، معظمهم أطفال ونساء، ونحو 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين.

إبادة جماعية ضد الأطفال الفلسطينيين
ولفت إلى أن التصعيد الأخير للتدمير الشامل والإبادة الجماعية ضد الأطفال والمدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة، خلق تهديدا أمنيا كاملا للمنطقة بأكملها، كما أدى توسيع الاستيطان إلى تصعيد الصراع وتقويض الجهود الدولية لضمان السلام والأمن في المنطقة.

وتابع: «كانت قطر في طليعة جهود السلام من أجل الاستقرار الإقليمي من خلال الحوار والوساطة»، مؤكدا على المجتمع الدولي بشكل جماعي ضرورة اتخاذ إجراءات فورية للمساعدة في إنهاء الصراع الدائر في غزة، وإعادة تنشيط مبادرة السلام العربية التي تهدف إلى إقامة حل الدولتين على أن تكون القدس الشرقية عاصمة فلسطين.

وتحدث الوزير عمّا سمّاه «رغبة القوى العالمية في ابتكار حل جديد» للقضية الفلسطينية، معتبرا أن إنشاء حل جديد مع تجاهل قرارات الأمم المتحدة التي لم تنفذ «سيأخذنا إلى المربع الأول».

- «حماس»: استشهاد 210 فلسطينيين بضربات إسرائيلية على النصيرات بغزة

وقال في هذا الصدد «التحدي الأكبر الذي نواجهه اليوم في منطقتنا للتوصل إلى حل للوضع الفلسطيني هو وجود 3 مقاربات مختلفة الأولى تتبناها إسرائيل وهي لا تريد حل الدولتين، والثانية من طرفنا نحاول إقناع المجتمع الدولي بوجود حل وفق قرارات الأمم المتحدة التي لم تنفذ».

واستدرك: «لكن ما حدث هو رغبة القوى العالمية في ابتكار حل جديد دائما وإن إنشاء حل جديد سيأخذنا إلى المربع الأول، لأنه في كل مرة يأتون فيها بحل مبتكر، سيطلبون حلاً مبتكرا آخر».

وأكمل: «لعبت محكمة العدل الدولية دورا حاسما في معالجة الحرب المستمرة في غزة»، مؤكدا أن ضمان الاستقرار في غزة وفلسطين أمر بالغ الأهمية للحفاظ على السلام في المنطقة، وتلتزم قطر بالعمل مع الشركاء لتسهيل الحوار البناء وحل النزاعات.

وجدد ترحيب بلاده باعتراف أيرلندا وإسبانيا والنرويج ومؤخرا سلوفينيا بدولة فلسطين، معتبرا ذلك «خطوة مهمة نحو دعم حل الدولتين وتحقيق السلام والاستقرار الإقليميين».