كشفت جريدة «واشنطن بوست» الأميركية أن الاحتلال الإسرائيلي أدخل تعديلات على خطته لاجتياح مدينة رفح، جنوب قطاع غزة، وتراجع عن تنفيذ عملية عسكرية واسعة النطاق ليتحول إلى تنفيذ عمليات محدودة.

ونقل مراسل الجريدة للشؤون الدبلوماسية ديفيد أغناتيوس، أمس الثلاثاء، عن مسؤولين بالإدارة الأميركية لم يحددهم، أن «إسرائيل قررت التراجع عن خطة تنفيذ هجوم بري موسع في مدينة رفح، وستعمل وفق عمليات محدودة، وذلك في أعقاب مباحثات مع الولايات المتحدة في هذا الصدد».

وأوضح أن الاحتلال الإسرائيلي كان ينوي تنفيذ هجوم عنيف على المدينة، التي تأوي مليون ونصف المليون نازح تقريبا، بإرسال فرقتين من الجيش. لكن بعد الضغط الأميركي، قرر المسؤولون في تل أبيب تبني خطة مغايرة للهجوم تقوم على عمليات محدودة، وهي خطة لن تعترض عليها الإدارة الأميركية، حسب أغناتيوس.

ونقل عن مسؤول أميركي قوله إن «المسؤولين في البيت الأبيض يعتقدون أن الخطة الإسرائيلية المعدلة سينتج عنها عدد أقل من القتلى بين صفوف المدنيين».

وكتب أنه «بعد زيارة أجراها مستشار الأمن القومي الأميركي، جايك سوليفان، إلى المملكة السعودية هذا الأسبوع حيث قابل ولي العهد، الأمير محمد بن سلمان، حددت واشنطن اتجاه النهاية التدريجية للعمليات القتالية الإسرائيلية وبداية اليوم التالي الذي لا يزال غامضا».

- بن سلمان وساليفان يناقشان الصيغة شبه النهائية للاتفاقيات الاستراتيجية بين الرياض وواشنطن
- «القسام» تعلن قتل 5 جنود للاحتلال وسط معارك ضارية في تل الزعتر وجباليا ورفح (شاهد)

اليوم التالي في غزة
تقرير الجريدة الأميركية ذكر أيضا أن «هناك اتفاقا بين عدد غير محدد من مسؤولي الدفاع الإسرائيليين على الشكل الذي ستكون عليه غزة بعد انتهاء الحرب».

وقال: «سيشمل ذلك قوة أمنية تتبع سلطة فلسطينية في غزة، ستكون تحت إشراف مجلس من الوجهاء الفلسطينيين، تدعمه دول عربية مثل الإمارات ومصر والأردن والسعودية.. وافق بعض المسؤولين الإسرائيليين، ليس من بينهم بنيامين نتنياهو، على أن يكون لهذا المجلس علاقات مع السلطة الفلسطينية في رام الله».

وأضاف كذلك أن «حركة حماس أشارت إلى أنها قد توافق على هذا الإطار في سياق اتفاق للهدنة وتبادل الرهائن والأسرى».

في حين أشار التقرير إلى أن تداعيات إعلان المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان طلب إصدار مذكرات اعتقال بحق بنيامين نتنياهو ويوآف غالانت وثلاث من قيادات «حماس» ليست واضحة إلى الآن.

يأتي ذلك فيما أشارت تقارير إلى نزوح ما يصل إلى 850 ألف فلسطيني من مدينة رفح، جنوب قطاع غزة، في الوقت الذي نفذت فيه قوات برية إسرائيلية عمليات في الجزء الشرقي من المدينة.