قالت جريدة «نيويورك تايمز» إن الخلاف بين حركة المقاومة الإسلامية «حماس» ودولة الاحتلال الإسرائيلي بشأن مدة الهدنة أحد العقبات الرئيسية التي تسببت في توقف جولة المباحثات التي استضافتها القاهرة، أمس الأحد، من بين أسباب أخرى.

وأوضحت الجريدة الأميركية في تقرير نشرته مساء الأحد، أن «العقبة الرئيسية في المباحثات هي مدة وقف إطلاق النار، إذ ترغب حماس في وقف دائم، بينما يصر بنيامين نتانياهو على وقف موقت للأعمال القتالية».

وأضافت أن «الجولة الأحدث من المفاوضات اصطدمت بعقبة جديدة يوم الأحد، إذ يجد المفاوضون صعوبة في معالجة الفجوات القائمة مع مغادرة وفد حركة حماس القاهرة». كما أكد مسؤول إسرائيلي تعثر المفاوضات، مضيفا أنها «في أزمة».

وألقت «حماس» باللوم على رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتانياهو في تعثر المفاوضات، وقال القيادي في الحركة، موسى أبومرزوق، في تصريحات هاتفية إلى الجريدة: «كنا قريبين للغاية، لكن ضيق أفق نتانياهو أحبط الاتفاق».

وأضاف: «وقف إطلاق النار يجب أن يكون دائما.. نعتقد أن نتانياهو يرغب في اتفاق يسمح لإسرائيل باجتياح رفح وإطلاق الرهائن.. تلك هي خطته».

تصريحات نتانياهو تعرقل المفاوضات
في حين نقلت  «نيويورك تايمز»، عن مسؤول إسرائيلي قوله إن «حماس وإسرائيل كانتا قريبين للغاية من الاتفاق منذ أيام قليلة، لكن تصريحات نتانياهو بشأن رفح دفعت حماس إلى تشديد مطالبها في محاولة لضمان عدم دخول القوات الإسرائيلية للمدينة».

- «القاهرة الإخبارية»: وفد حماس يعود إلى مصر الثلاثاء لاستكمال المفاوضات حول الهدنة
- هنيّة يتّهم نتنياهو بـ«تخريب الجهود المبذولة» لوقف إطلاق النار في غزة

وأضاف: «تطلب حماس الآن ضمانات إضافية بأن إسرائيل ستلتزم بتنفيذ الاتفاق ولن تعاود القتال مرة أخرى». وفيما لفتت الجريدة إلى غياب الوفد الإسرائيلي عن المشاركة في اجتماع القاهرة، الأحد، قال مسؤول عبري إن تل أبيب انتظرت ردا مكتوبا على المقترح الأخير من «حماس» قبل إرسال وفد إلى القاهرة، لكنها لم تحصل عليه.

غير أن مسؤولين أميركيين، نقلت عنهم الجريدة، أكدا أن «المباحثات لم تتعثر، لكن تستغرق الأطراف بعض الوقت لمراجعة تفاصيل المقترحات الأخيرة المطروحة على الطاولة».

وأيضا غادر الفريق الفني من وزارة الخارجية القطرية أيضا العاصمة المصرية، الأحد. وقال مصدر إن مدير وكالة المخابرات المركزية الأميركية بيل بيرنز التقى رئيس الوزراء القطري محمد بن عبدالرحمن آل ثاني في الدوحة، الأحد، لبحث إعادة المحادثات إلى مسارها.

اجتماع قيادات «حماس» بالدوحة
ومن المقرر أن تجتمع القيادة السياسية لـ«حماس» اليوم الإثنين، في الدوحة لمناقشة نتائج اجتماع القاهرة على مدار اليومين الماضيين. وأكد مسؤول من «حماس»، طلب عدم ذكر اسمه، أن الحركة تعتزم استكمال المفاوضات بإيجابية.

يأتي ذلك فيما جدد نتانياهو التعهد بالمضي قدما في الاجتياح العسكري لرفح، سواء تم التوصل إلى اتفاق بشأن الهدنة وإطلاق الرهائن أم لا. وبالفعل، أعلنت وسائل إعلام عبرية، صباح اليوم الإثنين، أن جيش الاحتلال أخطر سكان المناطق الشرقية من رفح بالإخلاء فورا من مناطقهم.

ولم تحرز المفاوضات الهادفة إلى وقف إطلاق النار في غزة سوى عن تقدم ضئيل خلال الأشهر الماضية، لكن بدا أن الطرفين اقتربا من الاتفاق خلال الأسبوع الماضي، مع تنازل «إسرائيل» عن بعض مطالبها، حسب «نيويورك تايمز».