Atwasat

باحث مصري: الرد الإيراني على «إسرائيل» محدود.. لكنه خيار سياسي وليس مسرحية

القاهرة - بوابة الوسط الإثنين 15 أبريل 2024, 01:52 مساء
WTV_Frequency

مازالت تداعيات الهجوم الإيراني على دولة الاحتلال الصهيوني، ردا على قصف قنصلية طهران في دمشق، تلقي بظلالها على المستوى الإقليمي والدولي، خشية اندلاع حرب شاملة في المنطقة.

وليل السبت/الأحد، هاجمت إيران مواقع عسكرية إسرائيلية، بمئات الصواريخ والمسيرات، قال الاحتلال إن آثارها كانت محدودة بينما أكدت طهران أنها حققت أهدافها.

ورصد الباحث السياسي المصري، د. صلاح أبو نار، عددا من الملاحظات حول الهجوم الإيراني، مؤكدا أن طهران لم تستخدم أقوى ما لديها في قصف«إسرائيل»، وقال إن «واشنطن وافقت واشنطن على الموقف الإيراني لأنها أدركت ضرورته واعتداله».

ويرى الباحث المصري، أنه لم يكن هناك إجماع داخل طهران حول مبدأ الرد الهجومى من داخل إيران نفسها، مشيرا إلى أن ما وصفها بـ«الجماعة المتشددة» التى كان المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية الإيرانية علي خامنئي، يتحدث باسمها كانت من أنصار الرد، بينما الجماعة المعتدلة التى كان وزير الخارجية، حسين أمير عبداللهيان، يتحدث باسمها كانت من أنصار الرد التقليدى عبر القوى الإقليمية الحليفة.

الهجوم الإيراني يحقق لها رد الاعتبار دون التورط في مواجهة واسعة
ورجح د. أبو نار أن يكون شكل الرد الذى جرى التوصل إليه موازنة بين الجماعتين، وكانت ملامحه تتضمن ضرورة أن يكون معتدلا ولا تنتج عنه خسائر كبيرة، وبالتالى يحقق لإيران هدف الانتقام ورد الاعتبار، دون أن يورطها فى مواجهات واسعة لا تريدها فى هذه المرحلة، مع إعلام الولايات المتحدة مقدما بشكل وحدود الرد تلافيا لسوء الفهم والحسابات، ومعها القوى الإقليمية، وهو ما تم بالفعل.

وأضاف أن طهران أرسلت رسائل على أعلى مستوى تقول: «ردنا حتمى ولابد منه لكننا سنجعله محدودا باختيارنا.. وإذا ردت اسرائيل علينا داخل إيران، سنرد عليها برد أقسى، ونحن جاهزون ومستعدون». ولفت إلى أنه بناء على ذلك لم تستخدم إيران أقوى ما لديها وفضلت استخدام أسلحة كانت تعرف مقدما أنها محدودة الضرر، لكنها أصرت على أن تنطلق فى أغلبها من إيران نفسها، وليس من أقاليم القوى الإقليمية الحليفة.

- إيران أمام مجلس الأمن: لم يكن لدينا خيار آخر سوى الدفاع عن النفس
- بايدن يبلغ نتنياهو بعدم مشاركة أميركا في هجوم مضاد على إيران

وتابع أنه من الواضح أن واشنطون وافقت على الموقف الإيرانى، لأنها أدركت ضرورته واعتدالة، وأن رفضه معناه دفع إيران للحل المتطرف، الذى يعنى حربا إقليمية واسعة، ولأنها فى الوقت نفسه أدركت أن الحرب الواسعه تعنى إطلاق يد كيان الاحتلال فى المنطقة، وما يسفر عن ذلك من فوضى شاملة، وتدمير مخططها لما بعد حرب غزة.

لسنا أمام مسرحية بل رد جرى التوافق على محدوديته
ويرى الباحث المصري، أن اتصالات على أعلى مستوي جرت بين الرئيس الأميركي جو بايدن ورئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو، قال فيها الأول للثاني صراحة: «إن رددت على إيران فلن ندعمك وستخوض الصراع وحدك، ولهذه الرسالة وجهها الآخر، إن رددت فسوف تجد نفسك فى غزة وحدك من الآن، وفهم نتنياهو الرسالة وحسب ما هو متوفر حتى الآن قرر عدم الرد».

وقال إنه رغم التخطيط لمحدودية الهجوم الإيرانى، تجمع كل المصادر الإعلامية العالمية على أن إيران لديها ما هو أقوى من ذلك بكثير، وأن الهجوم المحدود خيار سياسى، والأخطر أن إسرائيل لم تتمكن من مواجهته إلا بدعم مباشر من القوات الأمريكية والبريطانية.

ويؤكد الباحث أن ما سبق لا يعنى أننا أمام مسرحية بل أمام رد محدود، جرى التوافق على محدوديته بين إيران والولايات المتحدة، وليس بين إيران وتل أبيب، و«مع ذلك لا ثوابت على الأرض، وكل شىء يمكن أن ينقلب رأسا على عقب». وشدد على أن نتنياهو «مجنون وتحت رحمة يمين متطرف، يمكن أن يورطه فى قرارات حمقاء، هو نفسه يميل إليها فى أعماقه، كما أن إيران بها يمين دينى متطرف ويتوق للانتقام المباشر».

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
ممثلون عن حماس وفتح أجروا محادثات في بكين
ممثلون عن حماس وفتح أجروا محادثات في بكين
«الصحة الفلسطينية»: ارتفاع ضحايا العدوان الصهيوني على غزة إلى 34 ألفا و454 شهيدا
«الصحة الفلسطينية»: ارتفاع ضحايا العدوان الصهيوني على غزة إلى 34 ...
الصين: ممثلون عن حركتي حماس وفتح أجروا محادثات في بكين
الصين: ممثلون عن حركتي حماس وفتح أجروا محادثات في بكين
غزة.. 10 آلاف مفقود غير مدرجين في إحصائية الشهداء منذ بدء العدوان الصهيوني
غزة.. 10 آلاف مفقود غير مدرجين في إحصائية الشهداء منذ بدء العدوان...
استشهاد سائح تركي بعد طعنه جنديًا إسرائيليًا في البلدة القديمة بالقدس
استشهاد سائح تركي بعد طعنه جنديًا إسرائيليًا في البلدة القديمة ...
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم