بينما تستعد السفن الحربية الأميركية لزيادة وتيرة العمليات ضد هجمات الطائرات المسيرة لجماعة الحوثي من اليمن، عبر مسؤولو وزارة الدفاع الأميركية عن قلق متنامٍ بشأن التكلفة المتزايدة التي ستتكبدها الولايات المتحدة لإسقاط المسيرات والصواريخ الحوثية.

ونقلت مجلة «بوليتيكو» الأميركية عن ثلاثة مسؤولين في «بنتاغون» قولهم إن الصواريخ البحرية مرتفعة التكلفة، حيث تصل إلى 2.1 مليون دولار للصاروخ الواحد، بينما يقدر خبراء أن تكلفة المسيرات الحوثية لا تتخطى ألفي دولار، وتتكلف مسيرة «شاهد 136» الأكبر حجما نحو 20 ألف دولار فقط، وهي تكلفة منخفضة بكثير مقارنة بالصواريخ الأميركية، ما يثير القلق داخل واشنطن بشأن عمليات التصدي لهجمات الحوثي في البحر الأحمر.

وبيّن مسؤول في «بنتاغون» أن البحرية الأميركية أسقطت 38 طائرة مسيرة وصواريخ أطلقها الحوثيون في البحر الأحمر خلال الشهرين الماضيين. وفي يوم واحد فقط، أسقطت المدمرة الأميركية «يو إس إس كارني» 14 مسيرة حوثية.

تكلفة باهظة للقضاء على المسيرات الحوثية
وقال مصدر في «بنتاغون»: «معادلة التكلفة ليست في مصلحتنا». بينما قال المسؤول السابق في «بنتاغون» مايك مولروي: «أصبحت تلك مشكلة متنامية، لأن أقصى استفادة، حتى إذا أسقطنا جميع الصواريخ والمسيرات، ستكون في مصلحتهم».

ودفعت تلك الحقيقة مسؤولي وزارة الدفاع الأميركية للبدء في البحث عن خيارات أقل تكلفة للدفاع الجوي. وقال مولروي: «على الولايات المتحدة البدء في البحث عن أنظمة يمكنها هزيمة تلك الهجمات، وتتماشى بشكل أكبر مع التكاليف التي ينفقونها (الحوثي) لمهاجمتنا».

- بريطانيا تؤكد الاستعداد لتنفيذ ضربات جوية ضد الحوثي في اليمن
- قائد بالبحرية الأميركية: لا إشارات على تراجع الحوثي عن مهاجمة الملاحة في البحر الأحمر
- الحوثيون: صاروخ أميركي لم يتمكن من إصابة طائرة يمنية وانفجر قرب سفينة بالبحر الأحمر

ولم يحدد مسؤولو «بنتاغون» نوع أو مدى الأسلحة التي يجرى استخدامها في إسقاط مسيرات الحوثي في البحر الأحمر، لكن مسؤولين سابقين وخبراء أوضحوا أن السلاح الوحيد المناسب لهذه المهمة صواريخ «Standard missile two»، وهي من نوعية صواريخ الدفاع الجوي، متوسطة المدى، حيث يصل مداها إلى 130 ميلا بحريا، ويصل تكلفة الصاروخ منها إلى 2.1 مليون دولار.

وفي شأن الخيارات الأقل تكلفة، أوضح خبراء عسكريون أنه يمكن للمدمرة أن تستخدم مدفع السفينة مقاس 5 بوصات مع طلقات جوية، التي جرى اختبارها ضد مسيرات مماثلة على نطاقات ذات نتائج إيجابية. وبينما يعد هذا الخيار أقل تكلفة، فإنه لا يمكنه الوصول إلا إلى أهداف تبعد أقل من 10 أميال بحرية.

أما الخيارات المتاحة ذات المدى الأقصر فهي صاروخ «سي سبارو» المتطور، والمصمم لإصابة أهداف في نطاق أقل من خمسة أميال بحرية، وتصل تكلفته إلى 1.8 مليون دولار للطلقة الواحدة.

لكن خبراء يؤكدون أنه كلما اقتربت أسلحة الحوثيين من السفينة زاد خطر التأثير. ويشير آخرون إلى أن المدمرات العسكرية لها قدرة محدودة من حيث عدد الصواريخ التي يمكن إطلاقها قبل أن تحتاج إلى العودة إلى رصيف الأسلحة الأميركي، لإعادة التحميل.