Atwasat

عطبرة.. من مهد الثورة السودانية إلى نقطة عبور للفارين من الحرب

القاهرة - بوابة الوسط الإثنين 01 مايو 2023, 04:12 مساء
WTV_Frequency

تحولت مدينة عطبرة، مهد ثورة السودان التي أدت إلى الإطاحة بالرئيس عمر البشير في عام 2019، إلى نقطة التقاء وعبور للفارين من الصراع الدائر في الخرطوم. 

وأفلتت عطبرة من القتال العنيف الذي اندلع في العاصمة الخرطوم بين قوات الجيش وقوات الدعم السريع شبه العسكرية منذ أكثر من أسبوعين، لكن الصراع على السلطة بين الطرفين وجه أحدث ضربة لآمال أنصار الديمقراطية في عطبرة، وفق وكالة فرانس برس.

ويسعى بعض الذين وصلوا إلى عطبرة، التي كانت مركزًا للسكك الحديدية إبان الحقبة الاستعمارية وتبعد 350 كيلومترًا إلى الشمال الشرقي من الخرطوم، إلى الإقامة في المدينة. ويمر آخرون بها في طريقهم إلى بورتسودان على ساحل البحر الأحمر أو إلى الحدود الشمالية للسودان مع مصر. ولم يحسم البعض الآخر أمره، وفق وكالة رويترز.
مواطنة سودانية بحثنا عن الأمان في عطبرة

وقالت أميمة ياسين (35 عاما) وهي تحمل طفلها «حضرنا لعطبرة بحثًا عن الأمان بعد الحرب في الخرطوم، وتركنا منازلنا وحياتنا هناك، لا نعرف كيف سنواصل حياتنا».

وذكرت الأمم المتحدة أن الصراع أسفر عن مقتل المئات وإصابة الآلاف ونزوح 33 ألفًا من العاصمة. وألحق الصراع أضرارًا بمطار الخرطوم الذي دارت معارك للسيطرة عليه. وحاول بعض الفارين مغادرة البلاد بالحافلات أو السفن، لكن معظمهم لجأوا إلى المدن والبلدات والقرى خارج العاصمة.

وشهدت عطبرة التي يحفل تاريخها بحركات المعارضة السياسية إلى جانب حركة عمالية قوية مرتبطة بخطوط السكك الحديدية، انطلاق المظاهرات الحاشدة المناهضة لحكم البشير الاستبدادي والتي أدت إلى الإطاحة به في أبريل 2019. ولا تستقبل المدينة في العادة الكثير من الزوار، لكن القتال الدائر في مناطق أخرى عاد بالنفع على الأنشطة التجارية فيها. وقال مالك أحد الفنادق القليلة في المدينة «لم يشهد الفندق إقبالاً مثل ما يتم حاليًا منذ بدء الحرب في الخرطوم، وهذا تسبب في ارتفاع الأسعار إلى 30 ألف جنيه (50 دولارا) لليلة الواحدة».

أحلام شباب الثورة السودانية
قال محمد إسماعيل، وهو صاحب متجر للبقالة في المدينة، إن زيادة الطلب أدت إلى ازدهار حركة البيع، لكن توقف الحياة الطبيعية في العاصمة تسبب في ارتفاع التضخم وولد مخاوف بشأن الإمدادات. وقال تاجر السلع المنزلية جابر عبد الله (29 عاما) «بدأنا في رفع الأسعار لأن السوق ارتفعت أسعاره، كل البضاعة تأتينا من سوق الخرطوم، وبسبب الحرب لا نستطيع الشراء من أم درمان (المجاورة للعاصمة)».

وتضاءلت مخزونات الوقود نظرًا لتمركز التوزيع في الخرطوم، مما أدى إلى اصطفاف طوابير طويلة من المركبات للحصول على الوقود. وقالت المحامية إيمان الرفاعي، وهي من سكان عطبرة، في إشارة إلى ارتفاع الأسعار ونقص الطحين «الضرر من الحرب ليس في الخرطوم ولكن كل السودان تعثر اقتصاديًا»، حسب رويترز.

وشاركت المحامية بصفتها عضوة في إحدى «لجان المقاومة» المحلية في الاحتجاجات المناهضة للجيش منذ انقلاب 2021، وقبل ذلك في الانتفاضة المناهضة للبشير. وقالت «كانت أطماع العسكر أكبر من أحلام شباب الثورة، نأمل في إيقاف الحرب ونكتفي بالخسائر الحالية».

وبدأ السودان مرحلة انتقالية تمهيدا لإجراء انتخابات بعد الإطاحة بالبشير وحتى وقوع الانقلاب. وأدى الصراع الذي اندلع في الخرطوم ومناطق أخرى من السودان في 15 أبريل إلى تعطيل خطة مدعومة دوليًا لعملية انتقال جديدة تشمل تعيين حكومة مدنية.

وقال عضو آخر في لجان المقاومة يدعى يوسف حسن (31 عاما) «كان لدي أحلام كبيرة بالتغيير الحقيقي وتحقيق إسقاط النظام والوصول للديمقراطية والدولة المدنية والحياة الكريمة وفرص العمل للشباب». أضاف حسن الذي أشار إلى أنه كان من ضمن المشاركين في أول احتجاج خرج في عطبرة في 19 ديسمبر 2018 «الواقع الحالي محبط ولا يبشر بحدوث خير لأن الحرب أسوأ شيء في العالم».

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
النمسا تعلن استئناف تمويل «الأونروا» بقيمة 3.4 مليون يورو
النمسا تعلن استئناف تمويل «الأونروا» بقيمة 3.4 مليون يورو
«أمبري»: استهداف ناقلة نفط جنوب غربي المخا في اليمن
«أمبري»: استهداف ناقلة نفط جنوب غربي المخا في اليمن
أبوعبيدة: نتنياهو يزج بجنوده ليقتلوا بأزقة غزة بدلًا من تبادل الأسرى
أبوعبيدة: نتنياهو يزج بجنوده ليقتلوا بأزقة غزة بدلًا من تبادل ...
تظاهرات ومسيرات عالمية تندد بحرب الإبادة بغزة في ذكرى النكبة
تظاهرات ومسيرات عالمية تندد بحرب الإبادة بغزة في ذكرى النكبة
تونس: فقدان 23 مهاجرًا خلال محاولتهم العبور إلى إيطاليا عبر البحر
تونس: فقدان 23 مهاجرًا خلال محاولتهم العبور إلى إيطاليا عبر البحر
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم