أكد عضو مجلس السيادة في السودان الفريق أول شمس الدين كباشي، الأحد، أن استمرار القوات المسلحة في «الاتفاق الإطاري» المبرم في ديسمبر الماضي، مرهون بانضمام قوى سياسية أخرى معقولة ومقبولة، للمشاركة في حل الأزمة المستمرة في البلاد منذ أشهر.
وذكر كباشي الذي وصل مع وفد إلى كادقلي بولاية جنوب كردفان في زيارة رسمية للولاية، أن القوى السياسية والعسكرية الموقعة على الاتفاق الإطاري «ليست كافية لحل المشكلة السياسية»، مؤكدًا أن القوات المسلحة «خارج العملية السياسية»، بحسب «فرانس برس».
وأشار إلى أن الجيش السوداني «يريد حدًا أدنى معقولًا ومقبولًا لتحقيق الاستقرار السياسي والأمني والاقتصادي»، داعيًا كل القوى الموقعة على الاتفاق الإطاري لـ«يفتحوا صدورهم ويقبلوا الآخرين للتوصل إلى اتفاق بدرجة مقبولة من الناس لأنه لا يوجد توافق كامل».
القوات المسلحة مسؤولة عن حماية الحل الذي سيخرج من الاتفاق الإطاري
وأوضح أن «بعض الظروف جعلت القوات المسلحة تعود لتكون جزءًا من الحوار»، لافتًا إلى أنها «لن تمضِ فيه ما لم تأتِ قوى أخرى معقولة ومقبولة لأن الحل الذي سيخرج من الاتفاق الإطاري أو أي اتفاق ستكون القوات المسلحة مسؤولة عن حمايته».
- الجيش السوداني والمدنيون يوقعون اتفاقا لإنهاء الأزمة
- مصر ترحب بالتوقيع على الاتفاق الإطاري في السودان
وذكر أن القوات المسلحة مسؤولة عن حماية الدستور و«النظام المدني الديمقراطي»، لافتًا إلى أنه إذا كان «المخرج من الحوار دستور، فقانون القوات المسلحة معني بحمايته»، مشترطًا أن يكون «الدستور متوافقًا عليه لحمايته».
وأشار كباشي إلى «الإجماع على وجود مشكلة سياسية بالبلاد، واختلاف وجهات النظر في طرق حلها»، مقرًا بـ«تقصير الحكومة والأجهزة الأمنية في بعض واجباتها»، ولافتًا إلى «أهمية فرض هيبة الدولة، وتفعيل القوانين الرادعة وتقديم الجناة للعدالة دون توانٍ».
وحذر المسؤول العسكري «من تردي الأوضاع الأمنية ما لم تعالج قضية انتشار السلاح غير المقنن وسط المواطنين»، معتبرًا أن «السلم المجتمعي يمثل أساس السلام والاستقرار الشامل، وأن الإدارات الأهلية والمواطنين هم حجز الزاوية في هذه القضية».
البرهان: القوات المسلحة «لا تخطط للانقلاب بل تسعى إلى التوافق»
جاء ذلك بعد ساعات من دعوة رئيس مجلس السيادة في السودان الفريق أول عبدالفتاح البرهان، السبت، جميع الأطراف إلى «الكف عن المضي بالعملية السياسية بمعزل عن بقية القوى السياسية أسوة ببعض الدول التي مرت بتجارب نجح السودان في تخطيها».
وشدد البرهان في خطاب جماهيري خلال جولة بولاية نهر النيل شمالي السودان على أن القوات المسلحة «لا تخطط للانقلاب على ما اتفقت عليه، بل تسعى إلى أن يتوافق السودانيون ويتحدوا لإخراج البلاد من وضعها الراهن».
ووقَّعت القوى السياسية والمكون العسكري في ديسمبر الماضي، اتفاقًا إطاريًا لتأسيس سلطة انتقالية مدنية في السودان، وإنهاء الأزمة السياسية المستمرة منذ أكثر من عام.
وسادت أخيرًا حالة من التفاؤل بكسر الجمود والتوصل لتسوية شاملة، ولا سيما بعد إعلان الوساطة الدولية رغبة أطراف ممانعة في الالتحاق بالاتفاق الإطاري.
تعليقات