حذَّر معهد دراسات الأمن من استمرار الأوضاع داخل ليبيا على الوتيرة الحالية وتحولها إلى «صومال جديد»، مؤكدًا أن ما يحدث داخل ليبيا يحدد مستقبل منطقة شمال أفريقيا وحوض البحر المتوسط بأكمله.

وشدد المعهد، مقره جنوب أفريقيا، على أهمية الانتهاء من تشكيل حكومة وفاق وطني داخل ليبيا أولاً قبل أي عمليات عسكرية، وذلك لأن «التدخل الغربي الخاطئ سيزيد الأمور تعقيدًا، وأن نشر قوات أميركية أو قوات تابعة لحلف الناتو لوقف تقدم (داعش) سينتهي بكارثة، ويزيد دعم الليبيين للتنظيم، مشيرة إلى أنه رغم حالة الانقسام التي تشهدها الدولة والنزعة القبلية المسيطرة، إلا أن كراهية الوجود الأجنبي يجمع الليبيين ويزيد من فرص دعمهم التنظيم في حالة التدخل العسكري».

وذكر المعهد، المعني بمتابعة الأوضاع الأمنية في دول أفريقيا، في تقريره، نشر الجمعة، أن ليبيا تحولت إلى ساحة «حرب بالوكالة» أسوأ من سورية، ولهذا فهي تحتاج إلى اتفاق سياسي في أسرع وقت ممكن يسمح بنشر وتدريب قوات أرضية، لاستعادة الاستقرار وتوفير الأمن وتغيير الأوضاع على الأرض، وقال إن «الليبيين سيدعمون حكومة الوفاق فقط إن استطاعت تلك الحكومة توفير الأمن والاستقرار، ومع الانتشار الكبير للأسلحة داخل الدول لن يكون ذلك سهلاً».

وأشار المعهد إلى أهمية وجود قوات أرضية من دول عربية - أفريقية داخل ليبيا لاستعادة الاستقرار والأمن داخل ليبيا وتأمين المؤسسات الرئيسية، بالتنسيق مع حكومة موحدة.

وتعد ليبيا بمثابة «ملاذٍ واعد» لتنظيم «داعش» عقب تراجعه في سورية والعراق، إذ أرسل التنظيم إليها عددًا من كبار مقاتليه، ويسعى من خلال ليبيا إلى توسيع نطاق نفوذه وزيادة عائداته من التجارة غير القانونية لتهريب المهاجرين والنفط، وفقًا لتقرير المعهد.

وعزا التقرير نجاح «داعش» في سيطرته على مدينة سرت إلى أن كلاً من «(داعش) والموالين للقذافي يرون أن السلطات في ليبيا مفروضة من الدول الغربية ولا تحظى بتوافق جميع الليبيين».

ومع زيادة توسع التنظيم، تخشى القوى الغربية من تحول ليبيا إلى منصة لتنفيذ عمليات إرهابية داخل الدول الأوروبية، أو أن يتواصل التنظيم مع التنظيمات الإرهابية في دول أفريقيا مثل «بوكو حرام» في نيجيريا و«الشباب» في الصومال.