حذرت مجلة «نيوزويك» الأميركية من عواقب إغلاق حدود اليونان أمام المهاجرين على ليبيا، مشيرة إلى أن ذلك سيدفع آلاف المهاجرين للتوجه إلى ليبيا للعبور منها إلى أوروبا.

وقالت، في تقرير نشرته أمس الثلاثاء، إن الاتفاق الذي أبرمته تركيا مع الاتحاد الأوروبي بخصوص أزمة الهجرة والذي أدى إلى إغلاق بحر إيجه أمام المهاجرين، سيدفع آلاف المهاجرين إلى ليبيا.

وذكرت أن ذلك ظهر واضحا في زيادة أعداد المهاجرين الذين يعبرون ليبيا إلى أوروبا خلال الثلاثة أشهر الأولى من العام الجاري، إذ وصل حوالي 19 ألف مهاجر إلى إيطاليا، بزيادة 85% مقارنة بالفترة نفسها العام الماضي، وفق تقديرات منظمة اللاجئين التابعة للأمم المتحدة.

ونقلت المجلة عن ناطق باسم المنظمة فيدريكو فوسي: «من الصعب حاليا تحليل ما يحدث»، مشيرا إلى أن تحسن الطقس في ليبيا ساعد عصابات التهريب على الدفع بمزيد من المهاجرين إلى المتوسط.

وترى بعض الآراء الأخرى أن تركيز الاتحاد الأوروبي على أزمة المهاجرين في اليونان لفت أنظار اللاجئين إلى طريق آخر عبر ليبيا.

وبدأت الدول الأوروبية القلق حيال تحول ليبيا مرة أخرى إلى بوابة العبور إلى إيطاليا ومنها إلى باقي الدول الأوروبية. وتخشى الدول الأوروبية وقوع آلاف المهاجرين ضحايا لشبكات التهريب في ليبيا، وتعرضهم لـ«التعذيب والاختطاف والاغتصاب والعبودية».

وقالت رئيسة المجلس الإيطالي للاجئين، فيوريلا راتهاوس، إن إيطاليا قلقة من عواقب الاتفاق بين تركيا والاتحاد الأوروبي، مضيفة: «سيتوجه المهاجرون إلى ليبيا للعبور إلى أوروبا إذا لم يستطيعوا العبور عبر تركيا إلى اليونان، والأوضاع داخل ليبيا خطرة للغاية بالنسبة للمهاجرين». وفي العام 2014، كان السوريون هم أكثر الجنسيات التي وصلت ليبيا للعبور إلى أوروبا. وفي العام 2015، عبر حوالي 8 آلاف سوري إلى إيطاليا عن طريق ليبيا مقارنة بحوالي 479 ألف سوري عبروا عن طريق تركيا إلى اليونان. ويفضل كثير من المهاجرين العبور إلى إيطاليا أكثر من اليونان.

وكانت ممثلة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، فيديريكا موغيريني قالت، في خطاب إلى مسؤولين أوروبيين في 12 مارس، إن الاتحاد الأوروبي يخطط لإرسال قوات إلى ليبيا لتعزيز قواتها العسكرية والأمنية.

إقرأ أيضاً... تقرير: كيف يستقطب «داعش» المهاجرين غير الشرعيين في ليبيا؟

ومازالت الدول الأوروبية بحاجة إلى موافقة وطلب رسمي من حكومة الوفاق الوطني لدخول المياه الإقليمية الليبية.

لكن «نيوزويك» رأت أن الأوضاع السياسية في ليبيا تتجه لمزيد من التحسن مع وصول حكومة الوفاق إلى طرابلس وإعلان ما يعرف باسم «حكومة الإنقاذ» استعدادها تسليم السلطة.