Atwasat

شؤون اللون البرتقالي وشجونه

عمر أبو القاسم الككلي الأحد 17 أبريل 2022, 12:27 مساء
عمر أبو القاسم الككلي

تسري الألوان، في الطبيعة من حولنا وفي حياتنا، سريانا صميما وفاعلا، والعين لدى الكائنات الحية جميعها، ومن ضمنها الإنسان طبعا، إنما هي نتاج النور واللون، فما لا لون له لا نراه. والألوان هي ما يشكل ذائقتنا الجمالية وعلاقتنا بما حولنا. لذا نهتم باختيار ألوان ملابسنا ومقتنياتنا الخاصة وأثاثنا وطلاء بيوتنا، حيث يكون للألوان انعكاس على نفسياتنا يتسم بالانسجام والارتياح. أنا أميل إلى الألوان الفاتحة.

وفي فترة من شبابي كان اللون البرتقالي اللون الأثير لديَّ فوق العادة، فـ "منذ نهايات المرحلة الإعدادية تقريبا، صرت "أُبَرْقِلُ"، قدر الإمكان، كل ما يتعلق بي من ملابس ومقتنيات، حتى صار أصدقائي يطلقون عليَّ ‘البرتقالي‘ أو ‘الرجل البرتقالي،". ويتصف اللون البرتقالي عندي بأنه "عميق ومسالم ومحايد.

وأيا كان غموض هذا الوصف فهو يعبر عن إحساسي الفعلي به. وتبدأ قصة لي عنوانها "تلوين" كتبت بداية سنة 1976 بالجملة التالية: " يقبع البحر، بلونه البرتقالي، عميقاً محايداً مسالماً متلهيا مع نفسه". في ما يلي سأورد ما يقال عن رمزية هذا اللون ودلالته على طبيعة الشخصية المحبذة له. مثلما أسلفت، كان اللون البرتقالي، لفترة طويلة، سيد ألواني.

وقوامه من مزج اللونين الأصفر والأحمر. حيث يرمز اللون الأصفر للفرح والسعادة، ويعبر اللون الأحمر عن الطاقة، ما يجعله لونا مميزا يتوفر على مروحة من معاني ومشاعر البهجة والدفء، وهو ينتشر في الطبيعة على نحو واسع من خلال بعض الخضروات، كما أنه لون الغروب والشروق الأخاذ، وهو لون فاكهة البرتقال الشهية. وقد ظهرت التسمية سنة 1512م نسبة إلى لون فاكهة البرتقال، بعد أن حمل الرحالة البرتغاليون البرتقال من الهند إلى أوروبا.

وتسمية البرتقال في العربية آتية من اسم البرتغال، لأن البرتغاليين هم الذين جلبوه معهم إلى مناطق الخليج العربي. يتميز الذين يحبون اللون البرتقالي بأنهم أشخاص يميلون إلى المرح والابتهاج والعنفوان والتغيير ولفت الانتباه. كما يتميزون بالتمسك بالوضوح والصراحة والاعتداد بالنفس، لأن اللون البرتقالي يتميز بالسطوع.

يرمز، ايضا، للخريف وبداية الشتاء، ومن هنا يثير بعض الشجن.

* انظر عمر أبو القاسم الككلي: "مباهج البرتقال ومكابداته" في: عمر أبو القاسم الككلي "اشتات الذات: سرديات العمر". دار الرواد، طرابلس- ليبيا، 2021. ص 44.