Atwasat

مؤتمر الاستقرار : بين تهليل النجاح واتهامات الفشل

طارق القزيري الأحد 24 أكتوبر 2021, 09:34 صباحا
طارق القزيري

لم تكن أريحية الدبيبة كرئيس للحكومة، والهنّات اللغوية في خطاب رئيسة الدبلوماسية الليبية، مانعة من تصدرهما المشهد، بعد نجاح فريقهما في تجميع عشرات الدول في طرابلس التي كانت قبل عامين مسرحاً لإحدى أشرس المعارك في تاريخ البلاد، لكن هذا لم يلغ سؤال: هل حقاً نجح المؤتمر؟

لا يمكن الحديث عن نجاح وفشل لأي مبادرة أو فاعلية، دون النظر في المطلوب منها، وما يمكن أن ينتج، مقارنة بما نتج فعلاً. لذلك ما هو المطلوب والمخطط له؟ ومن ثم يمكن النظر في الآثار المنبثقة عن هذا سواء كانت مقصودة أم لا!!.

كحكومة موقتة، في بلد يعج بصراعاته السياسية، ومهدد بتصعيد مسلح - ولو افتراضاً - بأي لحظة، لا يمكن لها أن ترفع سقف طموحاتها، كما لا يمكن أن تتوقع أكثر من المعاملات الدبلوماسية التقليدية، ولكن من جهة أخرى، وكحكومة تصريف أعمال وبعد نجاحها في جمع كل من له علاقة بالقضية الليبية، فهذا اعتراف دولي يتجاوز التشكيك في شرعيتها بالذات. 

وكحكومة فإن هذا القدوم الجماعي دولياً، للعاصمة تحديداً يعني أنها قد سكبت على الأحداث مياه النسيان، وأصبحت طرابلس الآن، تتوقع - وبأريحية - توافد السفراء والسفارات من دول الجوار وعودة أعمالهم لطرابلس، وحتى قنصلياتهم لبنغازي أو غيرها. 

لم يعد للصراعات الداخلية كبير تأثير على أجواء الحكومة المنتشية بنجاحها الدولي، ومجيء العالم لعاصمتها، ولكن أيضاً سيكون أي بادرة شقاق وخلاف قادمة، مؤثرة أكثر من ذي قبل، وما يمكن تفسبره في دول أخرى بالخلاف السياسي، سيفسر في ليبيا بعدم الاستقرار أو بالاضطراب الداخلي. 

لا يوجد أي فشل للحكومة تقريباً، من حيث تنظيم واستقبال وبروتوكول دبلوماسي جيد، لكن هذا المؤتمر تحديداً سيجعل الحكومة مكشوفة أكثر من ذي قبل أمام العالم، فالانغلاق له فوائده أيضاً. 

وتبقى قضية الانتخابات هي الأهم، فالحرج الدبلوماسي سيكون لصيقاً بكل الدول الحاضرة، لا للدفع نحو الانتخابات فقط؛ بل باحترام نتائجها، وعدم دعم المناهضين لهذه النتائج، نجحت الحكومة في جعل ما بعد الانتخابات واقعاً يجب احترامه دولياً ليمكن تطبيقه محلياً. 

ولكن السؤال: هل تريد الحكومة فعلا الانتخابات؟ ليمكن القول أنها نجحت فعلاً كما تريد؟؟