Atwasat

والرافضون التطعيم أبدأ

عبد السلام الزغيبي الأربعاء 30 ديسمبر 2020, 09:34 صباحا
عبد السلام الزغيبي

والآن وقد بدأ التطعيم في اليونان، وكذلك في جميع أنحاء العالم.. كانت البداية مع كبار السن والعاملين في المجال الصحي، نستطيع أن نقول أن الإنسانية تعيش لحظات تاريخية، وأن اليونان في لحظة فارقة. ومؤثرة، وأن أوروبا والعالم قد بدأ معركة صعبة يجب أن ننتصر فيها جميعا، أو نفنى جميعا، خاصة المتفائلين ومحبي الحياة، أما أولئك الذين يعتمدون في معلوماتهم العلمية على سائقي سيارات الأجرة أو "الخبراء" الذين يقضون نهارهم وليلهم منكبين على وسائل التواصل الاجتماعي، ويعتقدون أنها مصدر المعلومة العلمية الصحيحة.

الذين يشككون في جدوى المعالجة باللقاح، رغم تقديري شكوكهم في التأثيرات الجانبية للقاح، هم أنفسهم الذين أنكروا وجود الفيروس وأنه مؤامرة من الرأسمالية العالمية، وشركات الأدوية لكسب المليارات وإخضاع العالم، ووصل بهم الأمر إلى وصف كل مصدق لوجود الجائحة بأنهم مجرد أغنام يتم اقتيادها وأن هناك مخططا وهم ينفذونه بالكامل.

الفخر والتقدير للرجل المسن "88 عاما" الذي قام بالتطوع، وقال إنه يريد ان يكون من أوائل من يتلقى اللقاح في اليونان، والممرضة التي تعمل في الخطوط الأمامية من معركة مكافحة وباء الكورونا، وكانت أول من يتلقى اللقاح في البلاد، وقالت بعد تلقيها التطعيم: "أعتقد أن الكثير من الناس يشعرون بالغيرة مني، الكثير يرغب في أن يكون في مكاني". ولرئيسة الجمهورية اليونانية التي أرادت أن تكون قدوة لمواطنيها، وصرحت بعد تلقيها اللقاح "العلم أعطانا أجمل هدية في عيد الميلاد..."..

والندم سيلحق كل مشكك في المرض وفي اللقاح، وكل متهاون في صحته وصحة الآخرين وكل شخص أناني ينتظر أن يمرض أو يموت آلاف الأشخاص ممن يقومون بالتطعيم، لإثبات صدق نظريته المشكوك في مصداقيتها. وحينها لن يكون ثمة عزاء للمشككين معجزة اكتشاف مصل للسيطرة على الوباء لم يصنعها رجال الدين المشككون، وأتباعهم، الذين أصيبوا لاحقا بالوباء وها هم يتلقون اللقاح، لإنقاذ حياتهم. بل صنعه العلماء من الأطباء والصيادلة ورجال الصناعة.

لكل هؤلاء الذين لا يؤمنون بوجود الجائحة، على الرغم من حقيقة أن هناك 4500 يوناني وأكثر من مليون ونصف إنسان في العالم، فقدوا بسبب هذه الجائحة.. وأن هناك الآلاف على الأسرة في وحدات العناية المركزة ينتظرون تلقي اللقاح من أجل إنقاذ حياتهم، أقول، إن صفحة جديدة من التاريخ قد بدأت، ونأمل أن يكون التطعيم سريعًا جدًا في جميع أنحاء العالم، حتى يصبح الوباء الذي سرق حياتنا شيئًا من الماضي.