Atwasat

المغنون الشعبيون في بنغازي: علي الشعالية (٢)

عبد السلام الزغيبي الأربعاء 25 نوفمبر 2020, 01:02 مساء
عبد السلام الزغيبي

في المقالة السابقة تحدثتا عن المغني الشعبي السيد بومدين.. والآن نتحدث عن فنان عاصر شادي الجبل، وغيره من المطربين والمغنين الليبين، وساهم معهم في إثراء الأغنية الليبية والرفع من شأنها.

أبناء جيلنا عرفوه أولا عن طريق مذياع راديو ليبيا التي كانت تذيع أغانية الشعبية، ومنه استمعنا إلى أشهر أغنية وهي أغنية (نُور عيون)، التي سُجِّلَت لأول مرة بمحطة إذاعة طرابلس. ثم شاهدناه يغني على شاشة التلفزيون الليبي بعد افتتاحه عام 68 ثم شاهدناه عازفا بارعا على آلة القانون مع فرقة الإذاعة الموسيقية..

بالنسبة لي شخصيا كثيرا ما كنت أصادفه في ميدان البلديه، حيث شقته التي يقيم بها بعد انتقاله من بيته القديم في زقاق الشعالية المطل على بحر الشابي، اخريبيش في مدينة بنغازي.
وكنت أشاهده يتجول في ميدان سوق الحوت، ويتوقف قليلا عند محل شمام أو محل حرويس، وكان متميزا بحسن هندامه وحذائه أبيض اللون، وكنت ألتقيه في قسم الموسيقى في الإذاعة الليبية عندما أمر لزيارة قسم التمثيل ورئيسة محمد السوكني.. وكان لي شرف عيادته مع أعضاء من المسرح الحديث، أثناء تلقيه العلاج في المستشفى قبل رحيله عن الدنيا.

كان الفنان الراحل الذي كنت أعشق أغانيه الشعبية من مشجعي فريقي الهلال، وهو من المغنين الوحيدين ربما الذي غنى في أفراح ومناسبات نادي الهلال الرياضي في بنغازي.

محطات في حياته الفنية:
هو الفنان الليبي الكبير الراحل علي الشعالية (1919 - 9 فبراير 1973) مطرب وموسيقي ليبي من مدينة بنغازي.
ولد علي السنوسي الشعالية في 1919 في زقاق الشعالية المطل على بحر الشابي، اخريبيش في مدينة بنغازي وهو ثالث إخوته.
تلقى تعليما أوليا بالعربية ثم الإيطالية.
سافر مع العائلة إلى الإسكندرية، مصر عام 1928 في فترة الاحتلال الإيطالي لليبيا، ثم عاد إلى بنغازي عام 1931 متأثراً بالفن الموسيقي في مصر آنذاك. بعد أن قامت السلطات الإيطالية بإنشاء محطة إذاعية في
طرابلس عام 1936 استدعي للعمل بها، حيث قدم مجموعة من الأعمال الموسيقية رفقة عدد من الفنانين آنذاك.
عاد إلى بنغازي عام 1939 ليؤسس مع مهتمين بالفن فرقة مسرحية عرضت مسرحياتها في المدينة والضواحي، وشارك بالتمثيل في مسرحية (حسن البخيل) مع الفنان والممثل الليبي رجب البكوش عام 1940.
في عام 1946 سافر إلى القاهرة بمصر لتسجيل مجموعة من الأغاني في استديوهات بي بي سي بالقاهرة، منها أول أغنية ليبية بثت على بي بي سي. وسجل أيضا مجموعة أخرى من الأغاني في إذاعة الشرق الأدنى بالقاهرة.

بعد افتتاح الإذاعة العام 1957 في مدينة بنغازي عمل رئيساً لقسم الموسيقى فيها، إضافة إلى عمله الفني كملحن ومطرب وعازف بفرقة الإذاعة الليبية.

من أشهر أغانيه (نور عيون.. قولي لمنانا يا مريم.. آة منك يا جميل.. قلبي ليش.. بعد الوفا ونسيته..، وأغنية، ما زال شاغلني من ألحان حسن عريبي، وأغنية نا وظني، من نظم أحمد رفيق المهدوي، وأغنية، قلبي ليش يا ولفي نسيته وعهد الحب من بالك نسيته، من ألحان حسن عريبي)، كما وضع المقدِّمة الموسيقية لأغنية الفنان الشعبي السيَّد بومدين (يا ريتني ما ريت سُود أنظاره) فتعتبر من أهم ما قدمه الفلكلور الليبي.

نظراً لكل ما قدمه للحركة الفنية والموسيقية الليبية بشكل خاص فقد تم تسمية أهم معهد موسيقى وفنون في ليبيا باسمه وهو "معهد علي الشعالية للفنون" في مدينة بنغازي.

توفي يوم الجمعة من شهر فبراير العام 1973، بعد أن وضع الأسس التي قامت عليها الفرقة الموسيقية في بنغازي، وترك لنا إنتاجا فنيا مميزا في الأغنية الشعبية الليبية، مازالت تلهم كل محبي وعشاق الفن الشعبي الليبي.