Atwasat

الوفاق الليبي الأمريكي النكهة!

أحمد الفيتوري الثلاثاء 17 نوفمبر 2020, 10:20 صباحا
أحمد الفيتوري

حرصت دائما، على متابعة ما يحدث في بلادي ليبيا، وعلى أن أكون فاعلا بالكتابة أصلا، وعند بدء المسار التفاوضي، ما بعد مؤتمر برلين، زاد حرصي، فلقد اعتبرت أن المسار الأول الخارجي (الدولي والإقليمي)، قد توصل إلى توافق ما، على العكس ما أوحى به مؤتمر برلين يناير 2020م, وقد زاد حرصي، خاصة مع المهام والرحلات المكوكية، التي قامت بها الأمريكية ستيفاني وليامز المندوبة الأممية، وأيضا التي قام بها السفير الأمريكي في ليبيا، كما لفت نظري الدور الجديد، ما أعطي لـ "المستشار عقيلة صالح"، البطل الثاني للمفاوضات الليبية، التي كان بطلها الأول، لمن نسي، "امحمد شعيب" في سيناريو الصخيرات.

نجاح المسار الأول من أسبابه القوية، أنه مهمة أمريكية، وكنت أعتبر منذ مارس 2011م، أن المسألة الليبية مسألة أمريكية، كما دونت في افتتاحيات جريدة "ميادين"، وما نشر في "بوابة الوسط". لما تصورت من نجاح للمسارالأول، اعتبرت أن المسارات الثلاثة الأخرى: 1-المسارالعسكري 2-المسارالاقتصادي 3-المسارالسياسي، في طريقها إلى النجاح، باعتبار أن الأمريكيين هذه المرة، أصحاب إرادة سياسية، حققت المسار الأول والأخير (الخارجي).

لكن المتنبي قال: تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن الشراعية!، فقد ذهب حرصي أدراج الرياح، مع أن المسارات تسير حثيثا، لكن الأخبار أتت بما لم يخطر في البال، فالانتخابات الأمريكية، كما ديناصور أتى على الأخضر واليابس من الأخبار، وما كان يقينا، غدا صريع العت وسوس الشك، بإرادة شخص أرنولد ترامب رئيس البيت الأبيض: أنا ومن بعدى الطوفان.

باتت الشاشات مدلهمة، ومعنية بالخبرالأسود ما يخص الخبر الرئيس: الانتخابات الأمريكية، فالرئيس أعلن قبل أشهر من الانتخابات، أنه سيعتصم بالبيت، وشكك في الانتخابات قبل أن تحصل!، وكأنه كان متيقنا من هزيمته، وبالتالي من سرقة الانتخابات واللا ديمقراطية الديمقراطية الأمريكية، التي لن ولم تمنحه الفوز. ومن هذا وقع الفأس في الرأس، لقد ذهبت الأخبار والأنظار إلى دونالد ترامب، الذي في الأخير، لايهم ما سيحصل له، لكن بدد حرصي.
حرصي ما تبدد قبل قليل، مع حرب إقليم كاراباخ، ما من محاسنه إشغال أردوغان عن إقليم طرابلس الغرب، الذي ينوي زيارته، ما هي زيارة في التوقيت، تحمل دلالة هامة: أنا هنا في طرابلس الغرب، العاصمة الليبية، و "طز في أمريكا" أوكما قال زمان العقيد القذافي!.

أثناء حرصي ذاك، اشتعلت حرب أهلية في أثيوبيا، التي راهن كثيرون، على الديمقراطية الناشئة فيها، فإذا بالضباع اللا ديمقرطية تتناهشها. وقد تسنى للدب الروسي أن يمخر عباب الحرب، فيكون دب السلام بين أذربيجان وأرمينيا، وهذه الحرب، كما هو معرف، لا تنتهي إلا لتبدأ. لكن حرب أثيوبيا الأهلية بدأت، مع ارتفاع دخان بركان أفريقي آخر، كان نائما، ما هو الصراع الأبدي بين الجزائر والمغرب، خاصة حول إقليم الصحراء ووادي الذهب.

لسوء بختي وحظ ستيفاني، العالم مشتركه أكثر من مختلفه، فأمريكا بلد ستيفاني، يغص بممكنات كانت مستحيلات عند الحتميين، والحرب الأهلية بكل يد مضرجة، تشتعل هناك كما هنا، والروس والترك يعبثون هنا كما هناك، والمغرب ساحة مفاوضات السلام أصبحت بالإمكان أن تكون بر حرب. كل هاتيك القيامة، قامت بين ساعة وضحاها، مما نغص عليّ حرصي الشديد، ومكنتي الوحيدة المتبقية، أن أتابع بلادي في خبر عاجل، ما بات في خبر كان. وما أفزعني أني ظننت سأتابع خبر السلام، فإذا بالنشرات تأتي بالمفزعات من الأخبار.

أعرف أن لا مستحيل عند البشر، فكل شيء ممكن، خاصة النزعات والحروب والجائحات، كما يعرف الكل أن الحرب أقامها هتلر، من جاء يه صندوق الانتخابات، في بلاد بتهوفن وفاجنر ونيتشة وأنشتاين وفرويد وماركس وغوته، وأن السلام جاءت به نسبية أنشتاين، بأيدي أمريكية، في نجازاكي وهيروشيما.

أعرف أيضا، أن الخبر يأتي به من لم تزود، فـ BBC مثلا، تصنع الأخبار. وما أعرف الساعة أن المفاوضات الليبية في مساراتها الثلاثة، تحقق خطوات، الواحدة تلو الأخرى، وأن ما أعتبره الحجارة الأساس، وأعني المسار الدولي، قد نجح حتى الآن، ما بين أيدي قوية، أي أمريكا، التي لن تخرج الأرنب من القبعة، فكل مسار سيأخذ وقته، وحين كان الحلّ اللا حلّ كان الحلّ العسكري ممكنا، وحين جاء الحلّ على طبق ستيفاني بات الحلّ السلمي ممكنا، لكن هذا في إطار، من حروب السلام البديلة والمحتملة، وحول أو في التفاصيل، فليلعب الشيطان ما يلعب، فلن يجديه نفعا عند اللاعبين الرئيسيين ورأس الحربة أمريكية.