Atwasat

شاعر الشباب والحب*... سامحنا

عبد السلام الزغيبي الأحد 18 أكتوبر 2020, 11:30 صباحا
عبد السلام الزغيبي

أيام الأسبوع عشرة أيام لا سبعة
أقسم بالولي الهدار
قالوا أيام الأسبوع سبعة أيام فقط
لماذا لا تكون أيام الأسبوع عشرة أيام؟!
أنا عددتها بأصابعي، وجدتها عشرة لا سبعة
أقسم بالكلمة «بالولي الهدار»، بالوردة أقول الحق

سرقوا الخبز، والوطن، وحتى أيام الأسبوع
سرقوا أيام الأسبوع، وأكلوها «بشطيرة الهامبورجا»
ثم مسحوا شفاههم، كأنهم لم يأكلوا شيئا
سرقوها، ليسرقوا معها أياما من أعمارنا
سرقة ثلاثة أيام من الأسبوع
صارت أعمارنا ناقصة ثلاثة أيام، كل أسبوع

صباح الحب
سرقوا من الأسبوع يومه الثامن والتاسع والعاشر!
اليوم الثامن «يوم الحب»، سرقوه، هم يعادون الحب
اليوم التاسع «يوم الوطن» حاربوه، لأنهم بلا وطن
اليوم العاشر «يوم الكلمة المزدهرة» الجميلة،
شطبوها لأنهم يقولون: صباح الدم صباح الاحتلال
ولم يتعلموا: صباح الحب صباح الوطن الفرح. 

لم يكن يوما، أو أسبوعا، أو شهرا، هذا الذي سرقوه...

لقد سرقوا أعمارنا وأحلامنا وفرحتنا وطموحاتنا وسبل عيشنا، سرقوا حتى ورقة التوت التي نغطي بها عوراتنا، بل والأهم أضاعوا ما تبقى لدى الناس من أمل وتفاؤل ورغبة في تغيير الواقع للأفضل. 
 
جعلوا منا شعوبا يائسة، أطفؤوا بداخلنا كل شعلة أمل في تحقيق الأفضل لبلادنا من خلال إحباطهم وفسادهم وسرقتهم لهذا الوطن باسم حب الوطن.
جعلوا حياتنا صعبة لا تطاق نعاني النكد والهم والغم والذل والقهر مع الفقر والظلم وفسادا استشرى فى وطن لم يعاملونا فيه كبشر لهم حقوق وكرامة وحد أدنى من التعامل الإنساني. وتوفير الحاجات الأساسية للحياة.
 
إنهم الخونة الانتهازيون والأنانيون والمنافقون والأفاقون، بائعو الوطن الذين لا يهمهم إلا مصالحهم وأطماعهم، والمتاجرة بقضايا وطن، مواطنه مسلوب الإرادة.

ماذا لو كنت تعيش بيننا اليوم يا صاحب الوردة الحمراء، يا شاعر الشباب، يا شاعر الحب -وهي قيمة تشبث بها شاعرنا وعاش لأجلها طوال عمره- ورأيت ما آلت إليه أمورنا، وما وصلت إليه أحوالنا. 

لم نستمع إليك يا شاعرنا الكبير، وأنت حي بيننا، كي ننجو بأطفالنا.. بأحلامنا من هذا المصير. لأننا لم ندرك حجم الهوة التي سُحقنا داخلها.

التمس لنا بعض العذر يا شاعرنا، فالمؤامرة كانت أكبر منا جميعًا، إنها صفحة من صفحات قهرنا وعجزنا وقلة حيلتنا، الممتدة منذ سنوات طويلة وما زالت مستمرة.

 * شاعر الشباب علي صدقي عبدالقادر