Atwasat

العيد الثامن لثورة الشعب الليبي: مازالت العجلة تدور

ناجي جمعة بركات الإثنين 18 فبراير 2019, 01:08 مساء
ناجي جمعة بركات

من حقنا أن نحتفل بهذه الثورة التي أنقذت ليبيا من جبروت القذافي وزبانيته وفساده المالي والأخلاقي، وإهداره لكرامة كل ليبي بمن فيهم مساعدوه ومعاونوه ومن معه.

هذه الثورة لقيت زخما كبيرا من أبناء الشعب الليبي ومن شرق إلى غرب وجنوب هذا الوطن، وانتهت بالنصر على آخر فلول القذافي بانتهاء القذافي يوم 20 أكتوبر 2011. نجحت هذه الثورة في لم شمل الليبيين ووقوفهم صفا واحدا، كما وقفوا ضد الإيطاليين ولمدة 20 سنة. انتصر أبناء بنغازي والزنتان ومصراتة وغريان ونالوت وجادو وطرابلس والزاوية وترهونة وسبها، ومعظم مناطق شرق وغرب وجنوب ليبيا على جيش وكتائب أبناء القذافي، واستشهد أكثر من 6 آلاف شهيد وأكثر من 20 ألف جريح فداء لهذا الوطن والشعب.

لقد قدموا أنفسهم لكي ينعم الشعب الليبي بوطنه وثرواته ويعيش حياة مدنية خالية من حكم العسكر. استشهد هؤلاء من أجل الوطن وهم على يقين بأن انتصار الثورة والشعب قادم لا محالة. طموحاتهم كانت تتمثل في أن ينتهي عهد القذافي وزبانيته وتحقق لهم ذلك ولكن لم تتحقق طموحاتهم في أن يعيش الليبيون حياة آمنة وبعيدا عن الانقسام والتشرذم والحقد والحسد والخيانة والفساد المالي والسياسي واستغلال الدين وتضليل الناس تحت مظلة آيديولوجيات ظلامية وحاقدة بها من الفتن والظلم أكثر مما فعله القذافي لأكثر من 42 سنة.

نجحت هذه المجموعات الحاقدة والطامعة في السلطة في عسكرة هذه الثورة ومند البداية واستغلت ظروف الأيام الأولى للثورة وزينت صورها بأنها المنقذ للوطن مع رجال الدولة المدنيين والوطنين. لبسوا لباس الثعلب المكار والحرباء الجرباء والضباع الجائعة. رسموا أهدافهم وتحققت لهم ببزوغ أول حكومة وأول مؤتمر وطني ونشروا حلفاءهم في كل منصب تنفيذي وتشريعي في دولة اسمها ليبيا. استغلوا بعض النفوس المريضة وأسسوا جيوشا من المليشيات وأوهموهم بأنهم جيش ليبيا وأغدقوا عليهم الأموال وغضوا النظر عن جرائمهم. سرقة الثورة بعد يوم 30 نوفمبر 2011م وانتهت الثورة في ذلك اليوم وغاب عنها من ساهموا في قيادتها وأوصلوها إلى بر الأمان وزادت في الاختفاء بعد 7/7/2012م وغربت شمس هذه الثورة في هذا اليوم وإلى اليوم لم تشرق.

كل هذا لا يهم وستظل ثورة ليبيا هي ثورة شعب ثار على الظلم بدون تخطيط أو قيادة وكذب من قال أنه خطط لها أو قادها. قادها الأبطال وسرقها الأنذال والخونة. هذه الثورة ستبقي رمزا للنصر وفخرا للشعب الليبي وأبناء ليبيا المخلصين ومن قادوها إلى بر الأمان.

أوهمنا الغرب اللعين بأنهم معنا وفي خندق واحد ولكن كانت لديهم أطماعهم الخاصة وأهدافهم الشخصية مع القذافي ليس إلا. اتضح فيما بعد أن ليبيا وشعبها لا يهمانهم وغرضهم الوحيد هو إزالة القذافي ومن معه لكي تدخل البلاد في فوضي مثل العراق والصومال ولبنان وأفغانستان. قاد هذا العمل الجبان بعض من دول عالمنا العربي المنهار المتخلف والذي كان يحقد ويخاف قادته على مناصبهم. انضم إليهم الفرنسون والإنجليز وأخيرا الأمريكان وعندما مات القذافي رحلوا وقالوا أنتم ووطنكم ونحن حررناكم من القذافي والذي كان أحد أوسخ أشرار العالم. لم يتعلموا من درس العراق عندما دمروا جيشه وشرطته وأرغموهما على ترك وظيفتيهما. لم يتعلموا من لبنان والذي ميلشياته إلى هذا اليوم تتحكم في الدولة. تركوا ليبيا ويعرفون أن ليبيا ليست بها مؤسسات وخاصة الجيش والشرطة. ساهموا في زرع جسم سرطاني داخل ليبيا وهو الأخوان المسلمون وإلى اليوم بريطانيا مازالت تقف معهم. هذا الجسم برز منذ تولي حكومة الكيب والمؤتمر الوطني وتغلغلوا في جميع مناصب الدولة ورغم أن الشعب الليبي أعطاهم الأصوات وأخدوا 17% من انتخابات 2012م إلا أنهم نجحوا في إبعاد الفائز في هذه الانتخابات والذي كانت له أطماعه الشخصية ونسي من ساهموا معه في بداية الثورة.

السياسة هي حماية الوطن وليست خيانته في سبيل تحقيق طموحات شخصية. لا يوجد في ليبيا استقرار ولا مؤسسات ولم يوجد بها أي نوع من الديموقراطية أو أسس الدولة المدنية. الوقت ليس في صالح ليبيا هذه الأيام، حيث الأيام القادمة ستكون عصيبة على ليبيا جراء محاولة الجميع شد العصا من النصف وكذلك تطبيق لفكرة سياسة البطة العرجاء آخر ما قامت به حكومة الوفاق الوطني ورئيسها هو تعيين بعض أعوان النظام السابق مثل محمد الحويج ومعتوق معتوق وكنه وكذلك بعض من ساهموا في الصخيرات أمثال جمعه القماطي وامحمد شعيب وإقحام جحا وبعض من ضباط الجيش في عملية فاشلة يريد السراج منها بناء جدار يحميه من الصدمة القادمة.

جميع الحكومات المتوالية ومنذ نجاح الثورة، سلمت أمرها إلى الأمم المتحدة وبعض الدول الكبرى والقزمية والاعتماد على الأمم المتحدة في إيجاد حلول لليبيا هو سراب وعليكم النظر والتمعن فيما يجري بالعراق والصومال ولبنان حيث فشلت الأمم المتحدة في دعم أو إيجاد أي حلول. عليكم العمل مع القوي الوطنية لإيجاد حلول وأن يكون الحل ليبيا ودعم أبناء ليبيا من حرروا بنغازي ودرنه وحافظوا على الهلال النفطي والآن حرروا الجنوب بغض النظر عن الأشخاص والأسماء فهم أبناء ليبيا ويجب دعمهم وعلى الليبيين دعمهم ولن يكون هناك أي أمان في ليبيا إلا بوجود جيش قوي وشرطة وأمان وقوانين.

ثورة فبراير لم تمت وهي حققت أحلام كل ليبي عاش 42 سنة تحت ظلم وقهر القذافي. هذه الثورة فخر لنا جميعا وسنحتفل بها طالما الله مدنا بالصحة وطول العمر وسوف تتحقق أهدافها طالما ان الشعب الليبي سيقف ضد من أفسدوا قيام الدولة المدنية وخاصة حكومة الأمم المتحدة والتي تحاول زرع الفتن أكثر بين شرق وغرب وجنوب ليبيا وتحاول جاهدة تقسيم الوطن وخاصة بما فعلته أثناء تحرير الجيش للجنوب الليبي من العصابات التشادية وداعش. لن تجد إجابة مقنعة عن تصرفات هذه الحكومة.. لهذا ثورة فبراير لم تمت حيث العجلة هذه الأيام تدور بسرعة وبصوت عالٍ ومن لم يسمعوا أصوات هذا الشعب وشغوفهم بدوران العجلة سيجدون أنفسهم متأخرين جدا عندما تتوقف هذه العجلة ويكون صوت الشعب هو الذي سيستمع له من قبل من يحترمون ويقدرون هذا الوطن وشعبه.

من حقك اخي الليبي أن تحتفل بهذه الثورة وكل عام وأنتم بخير وليبيا قادمة بعون الله واللهم ارحم شهداء هذه الثورة.