Atwasat

أين عبدالمطلب السرحاني ؟

عبدالله الغرياني الخميس 30 أغسطس 2018, 10:56 صباحا
عبدالله الغرياني

يمر عام على اختطاف الأخ والصديق العزيز عبدالمطلب السرحاني، الذي اختطف في ظروف غامضة قبل عام في بنغازي ولم يكشف عن مصيره إلى هذه الساعة، وبعد مطالبة الحاكم العسكري والوزراء و رؤوساء الأجهزة الأمنية آنذاك بالتدخل لم نتمكن لهذا اليوم من معرفة مصيره ولم تظهر نتائج التحقيقات التي قد توضح ملابسات الاختطاف وأسبابه ومن يقف خلفه.

نبذة مختصرة عن الصديق عبدالمطلب:
من نشطاء المجتمع المدني، ورئيس مؤسسة الطارق للتنمية، وعضو مؤسس في تجمع أخوان الصوفية، عرفناه وعرفه الأصدقاء بطيبة نيته وحسن أخلاقه وإخلاصه للوطن والقضية المدنية، عارض وفي وقت مبكر هيمنة الجماعات الإرهابية المسلحة على مدينة بنغازي ومعارضته لهيمنة جماعة الأخوان على المؤتمر الوطني العام وتضارب مع أحد أبرز قياداتها بالأيادي في إحدى الاجتماعات بقاعة شركة الخليج العربي، تم تهجيره عن بنغازي في انطلاق عملية الكرامة بسبب التهديدات التى انهالت عليه وقتها من عناصر كتيبة أنصار الشريعة وعاش في ظروف صعبة ومريرة في العاصمة التونسية، ومع مرور عام عاد إلى بنغازي بعد الاستقرار الأمني الجزئي، والتحم من جديد مع باقي الرفاق والأصدقاء لمواصلة المشوار والمسيرة المدنية المناضلة والمطالبة بقيام دولة القانون والعدالة ودعم مؤسسات الدولة على رأسها الشرطية والعسكرية واحترام الحريات العامة وحقوق الإنسان ودعم معارك الجيش لتحرير مدينة بنغازي من الجماعات الإرهابية.

عارض وبشدة تصرفات المجموعات المسلحة التابعة للقيادة العامة للجيش على رأسها العقائدية أو مايعرف بالسلفية من تهجم على رموز التصوف الأسلامي

شارك عبدالمطلب في أكثر من مؤتمر وورشة عمل حول السلام ودعم المصالحة الوطنية وتحقيق العدالة الاجتماعية واهتم بملف دعم الشباب وتمكينهم في مؤسسات الدولة الرسمية، ورفض كافة الممارسات الخارجة عن القانون وعارض وبشدة تصرفات المجموعات المسلحة التابعة للقيادة العامة للجيش على رأسها العقائدية أو مايعرف بالسلفية من تهجم على رموز التصوف الأسلامي ومقرات ومنارات الطرق الصوفية واعتبرها تصرفات إرهابية لا تختلف عن تصرفات التنظيمات الإرهابية عبر صفحته الشخصية في الفيس بوك، كذلك انتقد ورفض مايسمى بالاتفاق السياسي والمساومة التى تمت في هذا الاتفاق والتنازل المرفوض لرموز الأخوان والجماعة الليبية المقاتلة، وآخر نشطاته المعروفه هو دعم ملف الشباب وتمكينهم في المشهد السياسي وإعادة تفعيل الرابطة الوطنية للشباب الليبي حتى تمت عملية اختطافه يوم الأحد الموافق 27 أغسطس 2017 م حيث اعترض له عدد من الملثمين واختطفوه وظل مصيره مجهولا إلى اليوم.

ليس السرحاني فقط اختطفه الظلام وغيبه عن الشمس والحياة، فأثناء حرب الجيش على الإرهاب وبعد إعلان تحرير بنغازي من قبل القائد العام للجيش، كانت هناك مجموعة تعرف بالملثمين وكانوا يستقلون سيارات تايوتا هايلوكس معتمة الزجاج ولم يعرف تبعيتهم الشرعية رغم قيام هولاء باعتقال عدد من المواطنين المشتبه بهم ومن ثم تم الإفراج عنهم بضغوطات إما قبلية أو سياسية وعدد آخر تم تغييبه نهائياً ونذكر هنا واقعة السيد (أسامة محمد المهدوي) شقيق المقدم المغيب من قبل الجماعات الإرهابية (عبدالسلام المهدوي) أو واقعة المهندس اختطاف (صلاح بوقرين) وغيرهم من الذين لا شبهات جنائية أو إرهابية عليهم، على الصعيد الشخصي تكلّمت في هذا الأمر وحاولت التوصل إلى خيط من خيوط الأمل على الأقل نطمئن من خلاله الأمهات والعائلات التي تتواصل معي بشكل مستمر منشغلين على أبنائهم وما هي أحوالهم. ولكن تهرب مني الكثيرون من المسؤولين ولم أجد إجابة منهم حتى خلق هذا الملف مسافة بينى وبين الأجهزة والجهات المسؤولة، اليوم وبعد انتهاء حقبة الملثمين الذين لم يتحرك منهم شخص من أشهر وقلت نسبة حالات الخطف والتغييب نأمل من السيد وزير الداخلية والسادة رؤوساء الأجهزة الأمنية القيام بتحرك عاجل لحل هذا الأمر وإيضاح مصير هولاء وفق تحرياتهم وإجراءاتهم حتى لا يستمر التصعيد في هذا الملف ويصبح ثقيلا ويتسبب في تقييد وإدانة الكثيرين.

فرج الله على كافة المختطفين في الظلام والمغيبين عن الشمس والحياة وأرجعهم الله بسلامة لأهلهم وعائلاتهم.