Atwasat

حديث السكن والألفة:25- كبر عقلك؛ (أحسنلك)

حنان عبدالرحيم الثلاثاء 16 يناير 2018, 03:36 مساء
حنان عبدالرحيم

لو قيست الصفحات التي كتبت عن المرأة لغطت مساحة الكرة الأرضية، وزادت، وعلى الرغم من الكتابة عنا لم ولن تتوقف فيندر جدا أن تجد من يعرف المرأة بدرجة يكسب معها أية جولة نقاش مهما كانت بسيطة إلاّ إذا وهبه الله موهبة الابتسامة الدائمة والقدرة الدائمة على الموافقة، في الحال، على ما تقترحه، وما تريده. وليس المطلوب والمهم تحقيق ما تطلبه، ولكن المهم الموافقة أولا، ثم يعقبها قرارك في التنفيذ من عدمه.

إن تحققت الطلبات خير وبركة، وإن لم تتحقق سوف تنساها، بمجرد أن تطلب شيئا جديدا. يقال أن مقتدرا ظل يوافق على شراء زوجته المغرمة بالأحذية، حتى زادت ثلاثين زوجا. وذات يوم قال، ساخرا، ومنتقدا: "هكذا لن تلبسي حذاء في الشهر الواحد مرتين". فأجابته: "ولكنني سأضطر لوضع عقد على الأقل مرتين في الشهر الواحد!".

إن الزوج عليه أن يعرف أن طلبات زوجته لا تنتهي. ما لا يعرفه الزوج أن طلباتها من أجل أن تسمع موافقتكم بالدرجة الأولى، فهى تطلب بمعدل من 6 إلى 8 طلبات كل 8 ساعات تكون فيها يقظة. وتأكد أن الكثير من هذه الطلبات ليس إلاّ لسماع موافقتكم، فنعم كلمة تخدرها وتشعرك أنك بطلها الذي يحقق لها كل شيء. فتذكر دائما أن تقول نعم فقط. ولا تهتم فالمطلب التالي سوف ينسيها الأول.

لا تبالغ في ردود فعلك، خصوصا عندما تنشأ من مقترح عرضته عليك بحماس، كوجبة لم تستسغها تعلمتها من جارتها. ما عليك إلاّ أن تبدي إعجابا، وتجاهل الحديث عنها، وتأكد أن زوجتك لا تعيدها ثانية.

لا تترفع عن القيام بأية مساعدة في الشئون المنزلية، ولا تلقِ بالا لما قد تسمعه من نقد ممن يعلم ذلك، فالمساعدة في الأعمال المنزلية مهما كانت بسيطة تعود عليك بالدرجة الأولى، فما تقوم به سوف تضاعف جهدها لتنفذه أفضل منك.

لو تتخلى عن تمثيلك لدور المدير المالي، وتكون واقعيا وتنتبه إلى أنك تنظم بالجهد كله، ولكنه ينفق وفق توجيهاتها، اجعلها شريكة في الصرف أو كلفها أن تقوم بالصرف بحسب إمكانياتك عندها ستوفر ما تحلم بتوفيره، ولكنه سينفق بحسبما تخطط هي لا أنت!

لا تتدخل ولا تنصحها بأكل صحي، أو شهي، أو غيره، لأنها هي الفائزة في يالنهاية، فإن كانت النتيجة جيدة فهي من طبخت وإن كانت الوجبة بائسة فهي بسبب مقترحك.
حذارِ من الانتقام كردة فعل لما قد يحدث من مشاكل أو جدال وسوء فهم، أو بسبب خطأ ارتكبته، لا يمس جوهر العلاقة العائلية بل أطلق لغضبك العنان، واصرخ كما تشاء. ستشفي غليلك وستنتهي الازمة باقتناعك أنها كانت على صواب. إن لم تقتنع بغلطتك فإنك سوف تقتنع في اليوم التالي، وعلى الأكثر الليلة التالية.

لاتتذاكَ أبدا وتتطوع لمهمة في البيت أو إصلاح خلل، فالنتائج مهما بلغ إتقانها ستجد ثقبا ليس في محله وهو ما أفسد الحائط كله، عليك بالتوجه مباشرة إلى الإخصائيين.