Atwasat

باتيلي من سبها: البلد سيتفكك لو استمرت المراحل الانتقالية.. وهناك دول انقسمت مثل يوغسلافيا

سبها - بوابة الوسط: رمضان كرنفودة الثلاثاء 15 نوفمبر 2022, 10:17 صباحا
WTV_Frequency

حذر مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى ليبيا، عبدالله باتيلي، من خطر التفكك الذي يواجه الدولة إذا استمرت المراحل الانتقالية لسنوات مقبلة، مشيرا إلى دول انقسمت وتشظت في الماضي مثل دولة يوغسلافيا السابقة.

وأبدى باتيلي، في كلمة ألقاها داخل جامعة سبها أمس الإثنين، سعادته بوجوده في المدينة التي وصفها بأنها «رمز لوحدة ليبيا» وذلك في إطار من التنوع.

وإلى نص الكلمة:-
أنا سعيد بزيارتي اليوم إلى مدينة سبها.. وأوجه تحياتي إلى كل الحضور في هذه القاعة من المشايخ والنساء والنشطاء، وزملائي في هيئة التدريس وإلى عميد الجامعة، وكذلك زملائي في بعثة الأمم المتحدة.

تغمرني سعادة وأنا في مدينة سبها اليوم لسببين، أولا أنا كأستاذ جامعي وموجود الآن في حرم جامعي، والسبب الآخر أن مدينة سبها رمز لوحدة ليبيا.. وحدة في إطار التنوع، فمجتمع سبها يعطي صورة عن المجتمع الليبي عامة حيث تُمثل كل مكونات الشعب الليبي في المدينة من طوارق وعرب وأمازيغ وتبو، وهذا يشكل جزءا من ليبيا ومن الجنس البشري، والدماء هي ما تجري في عروقنا جميعا، وكلنا نحتاج إلى مياه صالحة للشرب وللغذاء والتعليم ورعاية صحية جيدة، وجميع أنشطة وكالات الأمم المتحدة تعمل من أجل بقاء الجنس البشري.

لقد أتيت إلى مدينة سبها اليوم من أجل أن أستمع منكم إلى تطورات الوضع في ليبيا، وكذلك أستمع إلى أفكاركم وإلى ما ترونه من أجل الاستقرار والأمن في ليبيا.. زميلي عميد جامعة سبها قال كل شيء وأشكره على هذه الحكمة.

ليبيا لديها القدرة أن تصبح دولة متطورة
خلال العقد الماضي، شهد هذا البلد عديد الاضطرابات.. مثل هذه الأزمات تحدث في أي مكان العالم، وحدثت في عديد الدول، ومنها من واجهت مواقف أصعب من هذه الأزمة.. وعندما تحدث أزمة في أي بلد، تتباين تصرفات الأشخاص.. منهم من ينجرفون مع الموجة، ولا يتصرفون بتصرف إيجابي، وآخرون يتصرفون مع الأزمة بشكل إيجابي مع الأزمة، ويعملون على قلب الموازين.

يمكن قلب وضعية هذه الأزمة في هذا البلد إذا تحمل الناس مسؤولياتهم تجاه بلدهم، وهذا ما أكده عميد جامعة سبها قبل قليل.. إن هذا البلد يحتاج إلى السلام والتنمية.. وأنا أقول إن ليبيا تحتاج إلى أمن الحدود، وأمن داخل البلد، وكذلك التضامن والتآخي بين مناطقها ومدنها.

لا أحد يمكنه فرض حل على الشعب الليبي، ولا يمكن للأمم المتحدة أن تقوم بذلك أو أي بلد آخر، وإن الليبيين هم القادرون على إعادة السلام والحياة إلى بلدهم دون تدخل من أحد، والمرأة في ليبيا تتطلع إلى تربية أولادها في جو يسوده الاستقرار، وما يحدث الآن في هذا البلد يمكن تغييره من قبل القادة والشعب.

ليبيا لديها الموارد من النفط وغيرها، ويمكنها أن تكون بلدا متطورا، ومن أجل القيام بهذا العمل نحتاج إلى قيادة تعنى وتهتم بالشعب، والأمم المتحدة ومجلس الأمن يدعوان إلى السلام والاستقرار في هذا البلد، ونطالب جميع القيادات على جميع المستويات ببسط الاستقرار والسلام.

حان الوقت لوضع حد للمؤسسات والحكومات الموقتة
خلال عقد من الزمان كانت لدى ليبيا مؤسسات وحكومات موقتة، وحان الوقت لوضع حد لها، وهناك أكثر من مليوني شخص راغبين في الإدلاء بأصواتهم الانتخابية، وهذا يعني أن الليبيين يريدون أن تكون هناك قيادة منتخبة وشرعية تحظى بثقة الشعب؛ لذلك نرى أن الانتخابات ضرورية لاستقرار البلد، وأن الانتخابات تحل جميع المشكلات.. وعندما تكون هناك قيادة منتخبة فهذا هو الحل الأساسي وتقدم سياسة تخدم مصالح الشعب الليبي.

هذه الانتخابات وسيلة لمواجهة التشكيلات المسلحة، فتسهم في تسريع عملية الإدماج ونزع السلاح، وأن يكون لمن حمل السلاح أن يندمجوا مع المواطنين، وتكون لهم حصة عادلة من ثروة البلاد مثل باقي المواطنين.

المناخ الذي يسوده التسلح، ويكون فيه السلاح منتشرا، لا يساعد على بناء السلام والتنمية.. وبالتالي على الشباب من حملة السلاح الآن الذهاب إلى المصانع للعمل، وكي يؤمنون قوت يومهم، وكذلك عليهم العودة إلى مقاعد الجامعة واستكمال دراستهم، وأن تكون لهم أفكار في كيفية بناء بلدهم ومجتمعهم.

اليوم من المهم لهذا الجيل من الليبيين أن يعرفوا كيف يقومون بإعادة بناء بلدهم.. كل مواطن عليه أن يطرح السؤال التالي.. ما العمل الذي أقوم به من أجل إعادة السلم والأمن والثقة لهذا البلد؟ هذا هو المطلوب الآن.. أود أن أصغي لكم اليوم وأجمع منكم ما هي الحلول التي ترونها مناسبة من أجل إعادة الاستقرار والسلام إلى ليبيا.

باتيلي يحذر من استمرار المراحل الانتقالية
منذ أن توليت منصبي كمبعوث الأمم المتحدة في ليبيا، قررت أن أعطي أولوية للإصغاء إلى ما يريده الليبيون، وليس لما تريده القيادة في طرابلس أو بنغازي.. كل صوت هو صوت مهم والحكمة موجودة لدى المواطن.

أنا أريد أن أستمع إلى المشايخ والنساء والشباب والأشخاص من كل الشرائح، وبالتالي لا تمتنعوا عن قول ما يدور في أذهانكم.. أنا هنا للاستماع لكم.. أدعوا الله العزيز القدير أن يساعدنا في الخروج من هذه الأزمة، وأن تقف ليبيا من جديد على قدميها.

أقول لكم لا أحد يفرض حلولا عليكم، ولا أحد يأتي باستراتيجيات مصممة مسبقا لكي ينفدها.. أنتم على عاتقكم أن تصمموا الاستراتيجيات الملائمة لبلدكم على أساس التشاور والحوار والنقاش والاتفاق والإجماع بينكم من أجل الخروج من هذه الأزمة.

فإذا استمرت هذه المراحل الانتقالية سنة أو سنتين أو ثلاث أو عشر سنوات أخرى سيتفكك هذا البلد، ونحن لا نريد ذلك أبدا.. لا ينبغي الاستمرار في الانقسام الحالي، والذي إذا استمر سيزيد من المعاناة والفوضى، وهناك عديد الدول انقسمت وتشظت مثل يوغسلافيا السابقة.

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
حالة الطقس في ليبيا (الأربعاء 1 مايو 2024)
حالة الطقس في ليبيا (الأربعاء 1 مايو 2024)
«الأرصاد» يحذر من رياح نشطة على الساحل من سرت إلى رأس لانوف
«الأرصاد» يحذر من رياح نشطة على الساحل من سرت إلى رأس لانوف
نورلاند يبحث مع سفير قطر دعم العملية الانتخابية في ليبيا
نورلاند يبحث مع سفير قطر دعم العملية الانتخابية في ليبيا
مطالبات برفع تعليق عمليات إزالة الألغام في ليبيا
مطالبات برفع تعليق عمليات إزالة الألغام في ليبيا
توصية بإعداد مخطط للإمداد المائي في زليتن
توصية بإعداد مخطط للإمداد المائي في زليتن
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم