أدرجت دراسة نشرتها مجلة «سينس ديلي» الأميركية مواقع تراثية ليبية ضمن المناطق الساحلية المعرضة لمخاطر متزايدة جراء تغير المناخ.

ونشرت المجلة نتائج أول تقييم شامل قدمه فريق عالمي من خبراء مخاطر المناخ والتراث، التي خلصت إلى تعرض مواقع التراث الثقافي والطبيعي الأفريقي لمستويات سطح البحر القصوى والتآكل المرتبط بتسارع ارتفاع مستوى سطح البحر.

- اكتشاف كهف أثري كبير يحوي رسوما صخرية بمنطقة ميراد مسعود شرق ليبيا
- وليامز تشيد بجمال الطبيعة في ليبيا وتدعو لحماية «الإرث العريق»

وأوضحت أن الفريق، بقيادة الدكتور نيكولاس سيمبسون من مبادرة المناخ والتنمية الأفريقية بجامعة «كيب تاون»، أحد المساهمين الرئيسيين في الدراسة، استغرق عامًا في إنشاء قاعدة بيانات لـ284 موقعًا من مواقع التراث الساحلي الأفريقي ورسم خرائط لها، ثم استعرضوا نماذج تعرض كل موقع في سيناريوهات الاحترار العالمي المستقبلية.

حدث يقع مرة كل قرن!
ووجدت الدراسة أن 56 موقعًا (20%) معرضة لخطر حدث يقع مرة كل قرن على مستوى سطح البحر، بما في ذلك الآثار الشهيرة لتيبازة (الجزائر) ومنطقة المواقع الأثرية في شمال سيناء (مصر).

ويشرح الخبراء: «هناك عديد البلدان التي من المتوقع أن تتعرض جميع مواقع التراث الساحلية الخاصة بها إلى الحدث الساحلي الممتد 100 عام بحلول نهاية القرن، وهي: ليبيا، الكاميرون، جمهورية الكونغو، جيبوتي، الصحراء الغربية، موزمبيق، موريتانيا وناميبيا».

هل البلدان الساحلية قادرة على حماية تراثها؟
وفي ظل السيناريو الأسوأ، ينطبق هذا أيضًا على ساحل العاج والرأس الأخضر والسودان وتنزانيا. لكن الخطر الداهم الذي لاحظه الدارسون أن «أيًّا من هذه البلدان لا تظهر حاليًا إدارة كافية أو قدرة تكيفية لتوقع أو إنشاء تدابير حماية للتراث تتناسب مع شدة هذه المخاطر».

وكتب مؤلفو الدراسة: «بحلول العام 2050، من المتوقع أن يزيد عدد المواقع المكشوفة على ثلاثة أضعاف، ليصل إلى ما يقارب 200 موقع للانبعاثات العالية».

ويقول الخبراء: «إذا نجح التخفيف من آثار تغير المناخ في تقليل انبعاثات غازات الاحتباس الحراري من مسار عالي الانبعاثات إلى مسار انبعاثات معتدلة، بحلول العام 2050، يمكن تقليل عدد المواقع المعرضة بشدة بنسبة 25%. وسيكون هذا توفيرًا كبيرًا من حيث الخسائر والأضرار الناجمة عن تغير المناخ».