قال النائب الأول الأسبق الرئيس المؤتمر الوطني العام، جمعة عتيقة، إن أطراف الحوار «يتربصون ببعضهم»، مشيرًا إلى أن الاجتماعات التشاورية الأخيرة للحوار الوطني في تونس، «لم ترتكز على شروط الحوار المعروفة» التي رأى أنها «تؤدي إلى الوصول إلى نتائج مرضية».

وأضاف عتيقة في اتصال هاتفي مع «بوابة الوسط» من مالطا، اليوم الأربعاء، «وجدنا كل طرف من أطراف الحوار جاء متربصًا بالآخر. الكل يبحث عن مصالح أغلبها شخصية وقبلية، كما تم التركيز على قضايا فرعية حتى استغرقت القضايا الجوهرية التي كان ينبغي أن تخرج لجنة الحوار بحلول لها وقتًا أطول».

وأوضح أن من أهم القضايا التي كان يجب مناقشتها تلك المتعلقة بـ«كيفية تذليل الصعاب أمام تشكيل الحكومة ومنحها الثقة من البرلمان». وقال: «للأسف المشهد الذي رأيناه خلال الجولة يدعو للخجل، حتى أولويات التحاور وأدبيات الخطاب السياسي لم تكن متوافرة، بل ما حدث هو عكس ذلك ووصل الأمر إلى حد الاعتداء اللفظي المتبادل بين الأطراف، التي من المفترض أنها تمثل فئات الشعب الليبي التي يجب الاعتماد عليها لبناء الدولة».

وعبر عتيقة عن استيائه من أداء بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا في ما يتعلق بملف المصالحة الوطنية، قائلاً: «إنها لم تكن موفقة في إدارة ملف المصالحة على الوجه الصحيح، وكان هذا واضحًا خلال الاجتماع التحضيري للخبراء واستكشاف الخيارات المتاحة لتحقيق المصالحة الوطنية في ليبيا، الذي عقد في تونس الأيام الماضية، فقد كان جليًّا وواضحًا أن الاجتماع لم يعقد لحل الأزمة، رغم أن المتواجدين جلهم يسعون إلى المصالحة الحقيقية، ولديهم رؤية لحل الأزمة إلا أن البعثة كان هدفها تحقيق مكاسب من أجل المجلس الرئاسي».

وأشار عتيقة إلى تدخل لجنة الحوار في بعض المحاولات التي قام بها أعيان وسياسيون من مدينة مصراتة، لإعادة المياه إلى مجاريها، قائلاً: «ليس من حق أي كائن التدخل في المساعي الخيِّرة التي يسعى إليها البعض مثل السيد أبوالقاسم قزيط من أجل تقريب وجهات النظر».

واعتبر النائب الأول الأسبق لرئيس المؤتمر الوطني العام السابق، أن ما قام به قزيط ومجموعة من أعيان المنطقة الغربية بالتواصل مع المنطقة الشرقية «أمر رائع ومحاولة لفتح طريق المصالحة الحقيقية». لكنه قدم الشكر لجهود البعثة الأممية من أجل المصالحة، وقال: «نطلب منها أن لا تملي علينا هذه الإملاءات المدرسية، والنظر إلى ليبيا بنظرة مختلفة عن كونهم موظفين يقومون بأداء عملهم لا أكثر للحصول على نتائج شخصية فقط لا غير».