أغلقت القوات السورية معبرًا حدوديًا مع لبنان، اليوم الخميس، وسط اشتباكات كثيفة مع قوات المعارضة بالمنطقة أسفرت، حسب نشطاء، عن مقتل اثني عشر شخصًا. وأعلن مسؤولون ونشطاء أنّ المعارك أجبرت عشرات المصابين على عبور الحدود المضطربة بحثًا عن مُساعدة على الجانب اللبناني.

وأشارت الوكالة الوطنيّة للإعلام اللبنانية الرسمية إلى أنّ القتال الدائر على الجانب السوري من الحدود كان قويًا لدرجةِ أنّ رصاصات وصواريخ طائشة سقطت في منطقة وادي خالد على الجانب اللبناني. وأُصِيبَ رجلٌ لبناني في وادي خالد فهرع به إلى مستشفى قريب، حسب الوكالة.

وأفادت وكالة الأنباء بأنّ القوات السورية أغلقت معبر "البقيعة" الحدودي مع لبنان بسبب المعارك التي دارت في وقت سابق من اليوم الخميس. وأصاب بعض الرصاصات الطائشة نقطة تفتيش عسكرية لبنانية، وأدّى إلى حرق منزلين في لبنان.

مقتل 12 شخصًا
من الناحية الميدانيّة، أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أنّ المعارك تركّزت داخل وحول قرية الحصن السورية؛ حيث قُتِلَ اثنا عشر شخصًا اليوم الخميس. وأضاف مدير المرصد رامي عبدالرحمن أنّه من غير الواضح ما إذا كان القتلى مدنيين أم تابعين لمقاتلي المعارضة.

وأفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) بأنّ عددًا من الإرهابيين قُتِل أثناء محاولتهم الفرار من الحصن باتجاه لبنان. وتشير السلطات السورية إلى مقاتلي المعارضة باسم إرهابيين. وأكّد جورج كتانة مدير عمليات الصليب الأحمر اللبناني لتلفزيون إل بي سي اللبناني بأنّ نحو خمسة وأربعين مصابًا نُقِلوا عبر الحدود إلى داخل لبنان من أجل علاجهم.

وتشن قوات سورية يدعمها مقاتلون من حزب الله الهجوم خلال الأشهر السبعة الماضية في مناطق قريبة من الحدود اللبنانية، بهدف حرمان مقاتلي المُعارضة من خطوط الإمداد عبر الحدود السهلة الاختراق.

التوتُّر على الحدود
وأغلق السكان في بعض مناطق شمال لبنان الطرق احتجاجًا على قصف من سورية، حسبما قالت "إن إن إيه". ويشهد لبنان حالة من التوتر منذ سيطرت قوات الرئيس بشار الأسد على بلدة يبرود السورية يوم الأحد الماضي.

اليوم الخميس أيضًا، ذكر التلفزيون الحكومي السوري أن قوات الجيش اكتشفت ورشة لتصنيع المتفجّرات يستخدمها مقاتلو المعارضة من أجل تجهيز السيارات بالمتفجرات في قرية رأس العين الحدودية. واستولت القوات السورية على القرية أمس الأربعاء وأظهرت لقطات بثها التلفزيون السوري من المنطقة ما قال إنها سيارات عليها لوحات ترخيص لبنانية كان سيتم إرسالها إلى لبنان لتنفيذ هجمات.

وانفجرت نحو اثنتي عشرة سيارة ملغومة خلال الشهور الماضية في لبنان، مما أسفر عن مقتل عشرات الأشخاص. وزعم حزب الله أنّ السيارات كان يتم تجهيزها بالمتفجّرات داخل سورية ثم إرسالها إلى لبنان.