يعيش فريق «تشيلسي» الإنجليزي فترة عصيبة، بسبب العقوبات التي فرضتها الحكومة البريطانية، على مالكه الروسي رومان أبراموفيتش، بتجميد كافة أصوله في المملكة المتحدة؛ بسبب صلته المباشرة بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي أعلن الغزو أوكرانيا في شهر فبراير الماضي.

وأثارت الفوضى التي اجتاحت نادي «تشيلسي» أخيرًا في أعقاب العقوبات المفروضة على مالكه، جدلًا جديدًا حيال مصادر الأموال التي تغذّي أغنى الدوريات في أوروبا.

- تشيلسي يجدد فوزه على ليل ويلحق بركب المتأهلين إلى ربع نهائي أبطال أوروبا
- يوفنتوس يودع دوري أبطال أوروبا من ثمن النهائي على يد فياريال
- ملاك شيكاغو كابس يرغبون في شراء تشيلسي
- بيان من «تشيلسي» بشأن بيع تذاكر مباراته في كأس الاتحاد الإنجليزي
- خطوة جديدة من الحكومة البريطانية بشأن بيع «تشيلسي»

وجُمدت أصول النادي الإنجليزي بعد استهداف أبراموفيتش من قبل الحكومة البريطانية في أعقاب الغزو الروسي لأوكرانيا، وبالتالي بات محظورًا من الاستفادة ماليًّا من مبيعات التذاكر والسلع التجارية.

وسيسدل البيع العاجل لبطل أوروبا الستار قريبًا على 19 عامًا من النجاح المتواصل تقريبًا تحت قيادة مالكه البالغ من العمر 55 عامًا، الذي كان شاهدًا على خمسة ألقاب في الدوري الإنجليزي الممتاز، ولقبين في دوري أبطال أوروبا، حسبما أفادت «فرانس برس».

تبييض رياضي
وكانت المباراة الأولى لـ«تشيلسي» على أرضه منذ فرض العقوبات أمام «نيوكاسل» الذي أصبح نموذج ملكيته أيضًا في دائرة الضوء، بعد استحواذ مثير للجدل عليه في أكتوبر الماضي من قبل تحالف بقيادة صندوق الاستثمارات السعودي.

وأشارت «فرانس برس» إلى أن منظمة العفو الدولية المدافعة عن حقوق الإنسان أثارت مخاوف حيال عملية الشراء قائلة إنها محاولة «تبييض رياضي» للسجل الحقوقي للمملكة الخليجية.

ويأمل «نيوكاسل» في أن يسير على خطى «مانشستر سيتي» المملوك إماراتيًّا، الذي أصبح القوة المهيمنة في البريميرليغ على مدار العقد الماضي على خلفية استثمارات ضخمة.

ورغم ذلك، فإن قرار الإمارات بالامتناع عن التصويت على قرار لمجلس الأمن الدولي يدين الغزو الروسي على أوكرانيا والاجتماع الأخير بين مالك النادي الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، والرئيس السوري بشار الأسد حليف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أدى إلى تجديد التركيز على الـ«سيتي».

وقال النائب عن حزب العمال البريطاني المعارض، كريس براينت، إنه سيكون من الجيد رؤية رحيل الشيخ منصور كمالك للنادي، وسط انتقاد الحكومة لقاءه مع الأسد، قائلة إنه يقوِّض احتمالات تحقيق سلام دائم في سورية.

مصادر تمويل أندية الدوري الإنجليزي
وقال خبير الأعمال الرياضية سايمون تشادويك، لوكالة «فرانس برس»، إنه رغم القلق حيال مصادر تمويل أندية الدوري الإنجليزي الممتاز، من الصعب توقع تغيير ذي مغزى على المدى القصير، حيث يصطف المليارديرات من جميع أنحاء العالم لشراء «تشيلسي».

وأوضح المتخصص في الرياضة في جامعة «إمليون» لإدارة الأعمال أنه «يمكن لكرة القدم الأوروبية أن تفطم نفسها من أموال روسيا والصين والسعودية، لكن ماذا تبقى؟ إذا غادروا، من يحل محلهم؟».

وتابع: «إذا أخذنا مثال تشيلسي، فإن أحد الخيارات لاستبدال الروسي (أبراموفيتش) هو كونسورتيوم من مليارديرين أميركي وسويسري، لذلك بالنسبة لمشجعي كرة القدم البريطانيين، فإن الوضع لن يتغير».

نقطة تحول؟
وتقر الحكومة البريطانية بالحاجة إلى إجراء تعديل، ونشر مراجعة بقيادة المشجعين لحوكمة الرياضة في نوفمبر. وتشمل التوصيات إنشاء هيئة تنظيمية مستقلة جديدة لكرة القدم الإنجليزية واختبارات للمالكين والمديرين الجدد لضمان «أوصياء جيدين فقط» يمكنهم إدارة الأندية.

وقال الرئيس التنفيذي لرابطة الدوري، ريتشارد ماسترز، في وقت سابق من الشهر الحالي، إن اختبار مالكي ومديري الأندية في الدوري يخضع للمراجعة، وسط مطالبة من وزير الرياضة نايغل هادلستون بأنه يجب أن يكون «أكثر قوة».

وقال هادلستون، أمام لجنة من المشرعين الأسبوع الماضي، إنه يعتقد أن اللعبة الإنجليزية عند «نقطة تحول». وأضاف أن المراجعة التي يقودها المشجعون مهمة بشكل محوري، مع ترقب رد الحكومة الكامل في الأسابيع المقبلة، مؤكدًا: «نحن ندرك أن هناك إخفاقات في هيكل وحوكمة كرة القدم الإنجليزية».

ليست مسألة فريدة للدوري الممتاز
ويقترب نادي «باريس سان جيرمان» المملوك قطريًّا من تحقيق لقبه الثامن في الدوري الفرنسي خلال عشر سنوات، في حين تعرض الاتحاد الإسباني لكرة القدم لانتقادات بسبب نقله للكأس السوبر إلى السعودية.

وفي ألمانيا، قطع نادي «شالكه» العلاقات مع عملاق الغاز الروسي «غازبروم» المملوكة من الدولة، غير أن «بايرن ميونيخ» التزم باتفاق رعاية مع قطر رغم انتفاضة المشجعين التي عطلت الاجتماع العام السنوي للنادي في نوفمبر.

وتتعرض الأندية ورابطة الدوري الإنجليزي الممتاز لانتقادات بسبب إهمالها على ما يبدو في طرح أسئلة بحثية حيال مصدر أموالها في رحلة البحث عن الألقاب في صناعة ذات منافسة شديدة.

ويجد «تشيلسي» نفسه عالقًا في التيارات الجيوسياسية التي تمتد إلى ما هو أبعد من كرة القدم، ولكن يبقى أن نرى ما إذا كانت الرياضة لديها الرغبة في التغيير الجذري.