ذكر تقرير لجريدة «وول ستريت جورنال» الأميركية أن أعداد المهاجرين الذين يصلون إلى ليبيا من النيجر تضاعف أربع مرات منذ قيام الثورة العام 2011، وأن 150 ألف مهاجر في مدينة أغاديز في النيجر ينتظرون للعبور إلى ليبيا، أملاً في الوصول إلى أوروبا.

وأوضح التقرير أن شبكات التهريب التي تعمل بين النيجر وليبيا تربح سنويًا ما يقرب من 100 مليون دولار أميركي، هي تكلفة الرحلة بين النيجر وليبيا فقط، بواقع 700 دولار لكل مهاجر.

وأشار إلى أن المهاجرين ينقسمون إلى فريقين بعضهم يسعى للوصول إلى أوروبا أملاً في تحقيق حياة أفضل، مستغلاً الفوضى التي عمت ليبيا عقب سقوط القذافي، والبعض الآخر يريد العمل داخل ليبيا.

وقالت الجريدة إن «المال الذي يدفعه المهاجرون يرفع من مستوى المعيشة على طول الطريق بين ليبيا ومدينة أغاديز، التي يعيش معظم سكانها على أقل من 2 دولار يوميًا»، ويرى سكان تلك المدينة أن المهاجرين «مصدر ربح كبير».

وقال أحد العاملين في تهريب المهاجرين إلى ليبيا يدعى إدريس محمد: «ليبيا دولة مربحة، ونحن نساعد الفقراء للوصول إلى حيث توجد فرص حياة حقيقية، فهذه هي السياحة الجديدة».

وذكرت الجريدة أن محمد يهرب ما لا يقل عن 30 أفريقيًا، من السنغال وجامبيا والنيجر، كل أسبوع إلى ليبيا في رحلة تستغرق أربعة أيام على متن شاحنة.
تحول جذري
قالت الجريدة إن أموال المهاجرين «حوّلت الطرق القديمة بين النيجر وليبيا اقتصاديًا، وساعدت في ازدهارها حتى أصبحت محطة أساسية في أكبر موجة للهجرة شهدها العالم منذ الحرب العالمية الثانية».

وقارنت الجريدة بين الأوضاع في مدينة أغاديز، الواقعة على أقدم الطرق بين النيجر وليبيا في إقليم الصحراء، حاليًا ومنذ بضع سنوات مضت. وقالت إن «سكان المدينة اعتادوا سابقًا على استخدام الحيوانات في نقل البضائع والأشخاص، لكن شوارع المدينة تكتظ الآن بالسيارات رباعية الدفع، بالإضافة إلى افتتاح أكثر من 14 بنكًا ومئات من شركات الصرافة، وتحولت مخيمات البدو إلى قرى كاملة المباني والخدمات».

ومع زيادة أعداد المهاجرين، انتعشت أنشطة تهريب الأسلحة من وإلى ليبيا عبر الحدود، بينها البنادق وقاذفات صواريخ والقنابل، وذكرت الأمم المتحدة أن مدينة أغاديز أصبحت «مركزًا رئيسًا لتهريب المخدرات والكوكايين إلى ليبيا».

ورغم ذلك، حذرت منظمات الإغاثة والتنمية في النيجر من تحول مدينة أغاديز إلى مركز للجريمة والعنف مع زيادة أعداد المهاجرين المتدفقين إلى المدينة.