Atwasat

فيصل البدري: أنتظر الاحتراف الخارجي في الشتاء

بنغازي - بوابة الوسط: سيف النصر أمبية الإثنين 14 ديسمبر 2015, 11:07 صباحا
WTV_Frequency

*كلمنتي مظلوم.. والجمهور واللاعبون ضحية.. ولا مفر من تحدي كبار أفريقيا

*رفضت تصعيد مشكلتي حرصًا على المصلحة العامة للفريق الوطني

*سعيد بالإعارة لنادي «الاتحاد» وفضلته على عروض الخليج

ارتبط إيقاع وسط ملعب المنتخب الليبي الأول لكرة القدم باسم فيصل البدري، أحد أهم القادة على الساحة الدولية في الوقت الراهن، رغم صغر سنه التي لم تتعد الخامسة والعشرين عامًا، إلا أنه نجح في حجز مكانه بامتياز شديد في صفوف الفريق الوطني وناديه «الهلال»، لذا كان من السهل عليه قيادة «فرسان المتوسط» لأهم مرحلة في مشوار التصفيات الأفريقية المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم المقبلة في روسيا 2018.

لقب البدري بـ«مايسترو» خط الوسط لتفوقه على أقرانه وتقديمه فنون الكرة داخل المستطيل الأخضر بأسلوب عجز عنه الآخرون.. أمام تلك الموهبة والقدرات الفنية العالية كان لـ«الوسط» الاسبوعي الصادر الخميس مساحة مع فيصل البدري كي يحدثنا عن أهم المحطات الكروية في حياته، وكيف ينظر للمرحلة المقبلة مع الفريق الوطني بعد أن تأهل إلى دور المجموعات في تصفيات المونديال.

* في البداية.. كيف نظرت لنتائج المنتخب السلبية في غيابك وأنت مستبعد؟
- في حقيقة أمر النتائج التي حققها المنتخب الوطني خلال الفترة الماضية لم تكن مرضية بتاتًا، فكنت أنظر إلى النتائج السلبية بحسرة وحزن شديدين، باعتبارنا أبطال الأمم الأفريقية للمحليين (الشان)، لكن في نفس الوقت الكل يعلم تمامًا كيف جاءت هذه النتائج السلبية، والتي جاءت في أعقاب ظروف صعبة محيطة بالكرة الليبية، صحيح لم أكن موجودًا خلال تلك الفترة مع الفريق الوطني، لكن قلبي وعقلي مع زملائي لاعبي الفرسان، فبغض النظر عن وجودي من عدمه، كلنا على قلب رجل واحد.

* كيف تفسر تناقض النتائج.. خروج من تصفيات (الشان) وتأهل لدور المجموعات في تصفيات المونديال؟
- بكل تأكيد نتائج المنتخب الليبي لم تكن مرضية على الإطلاق، فبعد خروج المنتخب الليبي أمام رواندا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2015، بدأ العد التنازلي للمنتخب، وانخفض مستوى اللاعبين بشدة، وحدث بعض المشاكل والأزمات داخل الفريق، زد على ذلك وضع البلاد وغياب الدوري والمسابقات المحلية والمعسكرات المتقطعة كلها أمور أثرت بالسلب على أداء اللاعبين، والأم من كل ذلك غياب الأجندة المنضبطة التي يسير عليها المنتخب لتحقيق أهدافه، كلها أسباب وقفت حجر عثرة في طريق الفريق الوطني خلال التصفيات الأفريقية في (الشان) و(الكان)، وهو ما رفضنا بشدة تكراره في تصفيات المونديال وأخذنا على عاتقنا ضرورة تحدي الظروف والثأر من هزيمة رواندا بتخطيها للعبور نحو المرحلة الأخيرة من تصفيات مونديال روسيا، فتحقق لنا ما أردناه.

* كيف جاءت خطة الثأر.. وكيف تخلص المدرب كلمنتي من كل هذه الضغوط بعد أن كان مهددًا بالاستبعاد؟
- الحمد الله على التأهل المستحق من كيغالي، الذي كان رد اعتبار وتصفية حسابات مع الروانديين، وجاء العمل بجهد ومثابرة كل الموجودين في المنتخب، فبعد الخروج من إياب (الشان) لم يتبق لنا إلا تصفيات روسيا 2018، وفي الحقيقة هذا التحدي يرجع إلى سببين رئيسيين، الأول هو عقدنا العزم على الظهور وتحقيق نتيجة إيجابية أمام رواندا، خاصة أن الخروج الأفريقي منحنا دفعة قوية للاستمرار بأي شكل خوفًا من البطالة الكروية، فكان الخروج المبكر من تصفيات المونديال سيعطي اللاعبين إجازة طويلة تضاف إلى إجازة الدوري المتوقف لموسمين، أما السبب الثاني فيرجع إلى المدرب كلمنتي نفسه الذي رغب في التحدي على المستوى الشخصي، بعدما تنامى إلى علمه أنباء رحيله ومطالبة الشارع الرياضي بذلك عقب مباراة رواندا، لكنه فجر المفاجأة وكان في الموعد عندما قرر الاستعانة بالمحترفين الذين غيروا شكل وأداء المنتخب تمامًا.

* الشارع الرياضي يرى أن المستبعدين من قبل كلمنتي هم مَن أعطوه التأهل.. ما ردك؟
- قبل كل شيء أمامنا تحدٍ كبير في دور المجموعات، صحيح أن المستبعدين من قبل المدرب خافيير كلمنتي نجحوا في قلب الموازين، قدموا الإضافة المرجوة منهم، لكن لا مجال الآن لعمل تقسيمات داخل صفوف الفريق الوطني، كلنا كما قولت لك فريق واحد وعلى قلب رجل واحد، فالانتصار الأخير منسوب إلى المنتخب الليبي، وليس إلى اسم محمد منير أحد أهم وأبرز نجوم اللقاء، والفترة المتبقية على إجراء قرعة مجموعات المونديال كفيلة للملمة الأوراق المبعثرة إن وجدت.

* ماذا عن تصفيات كأس الأمم الأفريقية (الكان) التي فقدتم فيها أول لقاءين؟
- كرة القدم تعترف بالتوفيق وعدم التوفيق، ولابد علينا في مثل هذه النوعية من التصفيات أن نستغل كل الفرص ولا نضيعها، لكن ما حدث كان العكس تمامًا سواء أمام المغرب أو الرأس الأخضر، فقدمنا مستويات جيدة بشهادة كل المتابعين، وبالنسبة للمنتخب المغربي المدجج بالمحترفين كنا نخرج في تلك المباراة متعادلين بكرة حمدو المصري، أما الرأس الأخضر فالقائم والعارضة وقفا بجانبهم عندما أهدرنا ركلتي جزاء، تخيل لو دخلت ركلتا الجزاء كيف كان الحال؟، عمومًا لن نفقد الأمل وحظوظنا مازالت وافرة وواردة في (الكان) بشكل نظري، لدينا مباراتا ساوتامي لابد أن نخرج بستة نقاط والرأس الخضر خارج الديار والمغرب إما ستكون في تونس أو في مصر، وأتمنى أن تكون داخل الديار حتى يكون الجمهور مساندًا لنا بكثرة.

* منذ فترة ليست بالقصيرة والأندية والمنتخبات الليبية تخوض المباريات خارج الديار.. هل منحكم هذا ثقة اللعب بعيدًا عن الجماهير؟
- بالتأكيد، لكنه أمر صعب ولا يعوض الجماهير الليبية التي تبث فينا الحماس والقوة، لكنها ظروف وعلينا جميعًا قبولها وتحملها، فاللعب خارج الديار أصبح عاديًا جدًا، نتيجة الأحداث الجارية التي تجبرنا على ذلك، حتى المعسكرات تقام بالدول المجاورة، فنحن اللاعبون كم كنا نتمنى أن نلعب بين جماهيرنا الوفية، وأتمنى أن يعود الفرسان في المرحلة المقبلة للعب في المدن الليبية حتى يكون الدافع أكبر لتقديم أفضل العروض.

* ما سبب غيابك الأخير عن صفوف الفريق الوطني؟
- كانت هناك إشكالية بالفعل، ولم تعالج بطريقة سريعة، بل أخذت حيزًا أكبر مما تستحق، ولو كان استبعادي لأمور فنية أو تأديبية لاحترمت وجهة نظر الجهاز الفني فورًا وارتضيت بالأمر، لكن جاء استبعادي دون إبداء أي أسباب، لذا أريد معرفة هذا الخطأ الذي ارتكبته حتى استبعد من المنتخب، فالحقيقة لم يخرج أحد كي يوضح لي أو لوسائل الإعلام أسباب استبعادي المقنعة، فالأمر كان محيرًا وأزعجني كثيرًا، لكن عمومًا لا أريد افتعال المشاكل في هذا التوقيت الحساس، وعلينا تجاوز الأزمات الشخصية لصالح المنتخب الليبي وحده.

* مَن يتحمل المسؤولية في هذا الغموض؟
- القضية أخذت ضجة كبيرة، ويتحملها القائمون على المنتخب الليبي الذي كان من المفترض أن يجمع أبناءه للتكاتف والظهور بشكل مشرف، لكنهم ظهروا ووضحوا للشارع الرياضي، خاصة أن الجمهور شاهدني مع «الهلال» في بطولة شمال أفريقيا، وكيف خضت ثلاثة مباريات في ستة أيام أمام فرق كبيرة؟، أما الجانب الثاني من المسؤولية فيقع على بعض الإعلاميين الذين ظهروا عبر شبكات التواصل الاجتماعي وفي وسائل إعلامية يتحدثون على أن استبعادي جاء لأمر تأديبي، وأنا أسأل هؤلاء الإعلاميين، ما مصادركم في هذه المعلومة المغلوطة؟

* صف لنا شكل علاقتك كقائد للمنتخب الوطني بالمدرب الإسباني كلمنتي؟
- علاقتي بالمدرب كلمنتي مثل علاقة كل اللاعبين به، جيدة، وتربطني به كرة القدم فقط، نطبق المطلوب منا أثناء المباريات والتدريبات، وبالعودة إلى مشكلتي، الطريف في الأمر عند انضمامي للمنتخب أوضح لي المترجم أن كلمنتي لم يخرج في أي وسيلة إعلامية كي يتحدث عن الأزمة، نافيًا ما تردد عن الأسباب التأديبية التي ساقها بعض الإعلاميين، وهذه القصة لابد أن يعلمها الجمهور الرياضي بأني لم أتعال على المنتخب ولم أقصر يومًا من الأيام، بل أنا جندي ألبي النداء في أية لحظة.

* هل الفترة المتبقية لإجراء قرعة التصفيات لمونديال روسيا كافية لرفع كفاءة المنتخب؟
- أعتقد كافية لبناء منتخب قوي، وبطبيعة الحال إن كانت هناك مشاكل بالاتحاد الليبي أو غير ذلك، فلابد عليهم أن يتداركوا هذه المشاكل من أجل المصلحة العامة، وإن لم يفعلوا ذلك فالضحية ستكون الجماهير واللاعبين، أتمنى أن توضع أجندة قوية تحقق للمنتخب مباريات ذات مستوى رفيع، وأتمنى أن يعود الدوري ولو تنشيطيًا، لأن المنتخب مقبل على تصفيات (الكان) أيضًا في مارس المقبل، ونحن مازلنا نأمل في تحقيق المعجزة فكل شيء وارد في كرة القدم.

* كيف سيواجه الفريق الوطني المستويات المتطورة في المنتخبات الأفريقية؟
- بكل تأكيد المنتخبات الأفريقية تطورت كثيرًا ولاعبوها ينشطون في البطولات الأوروبية، لكن هذا لا يمنع أن نكون في الموعد، نحن سنشارك بالتصفيات، وكلنا أمل وثقة ورغبة كبيرة في تحقيق نتائج إيجابية، كرة القدم لا تعرف المستحيل وعلمها غير ثابت، وخير دليل ما حدث أمام المنتخب الكاميروني وتلك المؤامرة مع توغو، أتمنى عند إجراء القرعة أن نتفادى المنتخبات العربية لأنها قوية ولديها لاعبون مهرة، وأتمنى أن نقع مع المنتخبات الأفريقية السمراء، حينها سنعرف كيف نتعامل معهم.

* حدثنا عن تجربة الإعارة لنادي «الاتحاد».. وما الجديد لديك؟
- تجربة الإعارة لنادي «الاتحاد» جاءت للمشاركة الأفريقية بالكونفدرالية، وكانت ناجحة بكل المقاييس طوال الثلاثة أشهر، أعتز وأفتخر كوني شاركت مع «الاتحاد» في البطولة القارية، زد على ذلك الإدارة لم ترفض لي طلبًا واللاعبون كانوا زملائي بالمنتخب مما أعطاني دافعًا كبيرًا في تقديم الإضافة المرجوة مني، ناهيك عن أن الجمهور حتى بعد خروجنا كانت معاملتهم ممتازة وراقية، فمشاركتي مع الاتحاد ناجحة وأعطتني خبرة في الاحتكاك الأفريقي، أما بالنسبة للجديد في ما مضى فقد تلقيت عدة عروض احترافية من دول الخليج، لكنني فضلت عرض «الاتحاد» عليهم، أما عن المرحلة المقبلة فهناك عقود احتراف وسأكون خارج الديار في الانتقالات الشتوية.

فيصل البدري: أنتظر الاحتراف الخارجي في الشتاء

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات