عاشت كرة القدم الليبية في 2014 أحداثًا خاصة جدًا، ربما بشكل غير مسبوق في تاريخها، تراوحت ما بين الأفراح والأحزان، دون حالة وسط بينهما، فقد تخطت الكرة الليبية حاجز الأزمات السياسية، التي ألقت بظلالها السلبية، شديدة التعقيد على النشاط الرياضي عمومًا؛ لذا قررنا في «بوابة الوسط» رصد أهم إنجازات وإخفاقات كرة القدم الليبية على مدار العام.

1- لقب أفريقيا
وسط حالة الارتباك السياسي، الدائر رحاه في ليبيا، نجح نجوم المنتخب الوطني الأول لكرة القدم في بداية العام الجاري في إحراز لقب كأس الأمم الأفريقية للاعبين المحليين بعد الفوز بركلات الترجيح 4-3 على غانا في المباراة النهائية.

وانتهى الوقت الأصلي ثم الإضافي بالتعادل من دون أهداف قبل أن تتفوق ليبيا بركلات الترجيح وتحرز اللقب لأول مرة في تاريخها.

وهذه المباراة الثالثة على التوالي التي تنجح فيها ليبيا في التفوق بركلات الترجيح بعدما فازت بالطريقة ذاتها على الجابون في دور الثمانية وزيمبابوي في الدور قبل النهائي.

وتدين ليبيا بالفوز إلى الحارس محمد نشنوش الذي أنقذ ركلتي ترجيح، خلال البطولة التي استضافتها جنوب أفريقيا.

وتوجت ليبيا بذلك بلقب النسخة الثالثة للبطولة الجديدة بعدما ذهب اللقب الأول للكونغو الديمقراطية وأحرزت تونس اللقب الثاني.

وحققت ليبيا فوزًا واحدًا في المسابقة بالتفوق 2- صفر على إثيوبيا قبل أن تتعادل مع غانا والكونغو ضمن منافسات المجموعة الثالثة.

2- سحب أمم 2017
بعد جدل واسع، أعلن الاتحاد الأفريقي لكرة القدم «كاف» سحب تنظيم بطولة كأس الأمم الأفريقية 2017 من ليبيا، وإعادة فتح باب التصويت لاختيار المنظم البديل.

ليبيا فازت بتنظيم أمم أفريقيا 2017 لكن الظروف الأمنية التي تمر بها البلاد حالت دون إتمام الأمر.

وطالب الكاف الدول التي ترغب في استضافة بطولة أمم أفريقيا 2017 أن تتقدم بالطلبات، وتدور المنافسة بين مصر والجزائر لتكون البلد البديل.

3- أهلي بنغازي
اقتحم فريق أهلي بنغازي أفريقيا من أوسع أبوابها، ووصل إلي دور الثمانية أو المجموعات في بطولة دوري رابطة الأبطال الأفريقية، لأول مرة في تاريخ الأندية الليبية بشكل عام.

وتأهل أبناء بنغازي علي حساب الأهلي المصري، حامل اللقب، وصاحب الأرقام القياسية في القارة السمراء؛ حيث حقق الفوز عليه ذهابًا وإيابًا في دور الستة عشر.

فاز أهلي بنغازي ذهابًا في تونس، تحت قيادة مدربه السابق المصري طارق العشري، بهدف للمحترف الزيمبابوي سادومبا، وسط سيطرة واضحة وأداء مميز لممثل الكرة الليبية على مجريات اللعب، قبل أن يكرر الفوز في القاهرة 2/3 ويخرج الأهلي المصري، الفائز باللقب في آخر عامين، من دوري أبطال أفريقيا لكرة القدم، من دور الستة عشر.

فشل الأهلي، صاحب الألقاب الثمانية، وهو رقم قياسي، في الاحتفاظ بتقدمه بهدف المدافع محمد نجيب، لكن الفريق الليبي، لم يكن بحاجة لأكثر من دقيقتين ليدرك التعادل من ركلة جزاء نفذها بنجاح عبدالرحمن العمامي، وأضاف فرج عبدالحفيظ ومعز المهدي هدفين آخرين ليحقق أهلي بنغازي، الذي تمنعه الأوضاع الأمنية المتردية في ليبيا من اللعب فيها، مفاجأة كبرى ويتقدم لدور الثمانية (دور المجموعتين)، بينما جاء الهدف الثاني للأهلي عن طريق عمرو جمال بضربة رأس قبل ربع ساعة من النهاية.

4- أهلي طرابلس
توّج أهلي طرابلس ببطولة الدوري الليبي لكرة القدم للمرة الحادية عشرة في تاريخه، بعد مضي أكثر من أربعة عشر عامًا ابتعد فيها الفريق العريق عن منصات التتويج، وجاء التتويج الجديد للأهلي، قبل جولة واحدة فقط من ختام منافسات الدور السداسي عندما حقّق فوزه الرابع على التوالي على حساب فريق الهلال بهدفين مقابل لا شيء، ليحصد العلامة الكاملة ويعزّز رصيده من النقاط إلى اثنتي عشرة نقطة.

5- تأجيل الدوري
اتخذ الاتحاد الليبي أصعب قرار على النشاط الكروي، وهو تأجيل بطولة الدوري مرتين هذا العام، الأول في الموسم الماضي بتأجيله إلى منتصف فبراير الماضي، لحين انتهاء مشاركة المنتخب الليبي في بطولة أمم أفريقيا للاعبين المحليين التي تتواصل بملاعب جنوب أفريقيا.

أما الثاني، هو تأجيل انطلاق الموسم الجديد العام 2015، أملاً في تحسن الأوضاع الأمنية التي تسمح باستقبال البطولات والمباريات.

ويمر النشاط الرياضي حاليًّا في ليبيا بانتكاسة نتيجة الوضع الذي تعيشه البلاد، على الرغم من ارتباطات بعض الأندية والمنتخبات والاتحادات الرياضية بالمشاركات الدولية والقارية، أبرزها ما ينتظر فريقي أهلي طرابلس والاتحاد؛ حيث يشارك الأول في النسخة الجديدة من دوري رابطة الأبطال الأفريقي، بينما يشارك الثاني في منافسات بطولة الكونفيدرالية.