أعلنت وزارة الطاقة الأميركية برنامجا طموحا، بتكلفة تتخطى 3.5 مليار دولار، يستهدف التخلص من ملايين الأطنان من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون سنويا بالاعتماد على تكنولوجيا حديثة، لالتقاطه مباشرة من الهواء.

وذكرت الوزارة أن المرحلة الأولى من البرنامج تصل تكلفتها إلى 1.2 مليار دولار، وتشمل إقامة منشأتين لهذا الغرض: واحدة في تكساس والأخرى في لويزيانا، للتخلص من الانبعاثات الكربونية الضارة، مستخدمة تكنولوجيا «الالتقاط المباشر من الهواء»، وذلك في إطار جهد حثيث، لمكافحة تغير المناخ، كما نقلت مجلة «ساينس».

تعتمد المنشأة في تكساس على استخدام الطاقة الشمسية في تشغيل مراوح تدفع الهواء عبر مواد ماصة سائلة، تعمل على امتصاص الهواء، وتسخينه لاحقا، لإطلاق ثاني أكسيد الكربون المركز، وتحرير المواد الماصة، لمزيد من الإزالة.

ويمكن بعد ذلك استخدام ثاني أكسيد الكربون المركز تجاريا في صنع الخرسانة، أو غيرها من المنتجات، أو ضخه تحت الأرض، للتخزين الدائم.

أما منشأة لويزيانا فتعتمد على استخدام مواد ماصة صلبة في التقاط ثاني أكسيد الكربون، وإطلاقه لاحقا، وضخه تحت الأرض.

خطة بايدن للمناخ تجذب استثمارات بالمليارات.. لكنها تخلق توترا مع دول حليفة لواشنطن
مفاوضات حسّاسة في باريس حول معاهدة دولية لمكافحة التلوث البلاستيكي

تسخير التكنولوجيا لخفض الانبعاثات الكربونية
يأتي ذلك في إطار تمويل، قيمته 3.5 مليار دولار، مخصص لمراكز «التقاط الكربون مباشرة من الهواء»، وهو أول دعم حكومي رئيسي في العالم لهذه التقنية الناشئة.

ويستهدف البرنامج إنشاء أربعة مراكز خلال عشر سنوات في الولايات المتحدة، كل منها قادر على التقاط وتخزين مليون طن من انبعاثات الكربون سنويا، في استثمار هو الأكبر بهذا المجال حتى الآن.

ويؤكد مؤيدو هذا البرنامج أهميته، مشيرين إلى أنه على الرغم من الاستثمارات الضخمة في تكنولوجيا الطاقة المتجددة حول العالم، التي تتخطى تريليون دولار سنويا، فإنها لا تكفي لتحقيق أهداف خفض الانبعاثات الدفيئة.

وتشير تقديرات وكالة الطاقة الدولية إلى وجود 130 مركزا مخصصا لتكنولوجيا التقاط الكربون مباشرة من الهواء قيد التطوير حول العالم، بينها 18 جرى الانتهاء من تطويرها. لكن تلك المنشآت تعمل على نطاق صغير، ولا تتجاوز قدرتها 11 ألف طن سنويا.