Atwasat

خبراء: تراجع البحر في بعض السواحل خلال الأيام الماضية طبيعي

القاهرة - بوابة الوسط الثلاثاء 07 مارس 2023, 03:15 مساء
WTV_Frequency

يؤكد عدد من الخبراء أن تراجع مياه البحر المتوسّط وعدد من المسطّحات المائية ظاهرة طبيعيّة مُعتادة مرتبطة بحركة المدّ والجزر، بعدما وصفته منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي بأنه «غامض» وكثرت في شأنه التحليلات والشائعات التي تَلت خلال الأسابيع الماضية اهتزازات أرضيّة متواصلة في بلدان شرق أوسطية.

وتضمنت المنشورات المتداولة صورا لشواطئ تراجعت المياه عنها. بينها شاطئ مدينة سيدي إفني (جنوب المغرب)، والذي انكشفت مساحات كبيرة من رماله بفعل تراجع مياه البحر، ما جعل منشأة تيليفيريك قديمة تظهر بشكل كامل، وفق «فرانس برس».

وتناولت منشورات أخرى الحديث عن تراجع لمياه البحر في لبنان ومصر وفلسطين، وتراجع منسوب البحر في السواحل الإيطالية وجفاف الأنهار في البندقية، معتبرة الأمر «ظاهرة غريبة» تنذر «بحدوث شيء ما» وقال البعض إنها إشارة لحصول موجات مدّ بحريّ (تسونامي).

وضجت وسائل التواصل الاجتماعي بهذه الادعاءات التي أثارت ذعرا عقب الزلازل والهزات الأرضيّة التي شهدتها دول عدّة في الشرق الأوسط منذ السادس من فبراير، وأودت بحياة عشرات الآلاف في تركيا وسوريا. لكن التراجع الأخير للبحر في بعض السواحل ظاهرة طبيعية مألوفة تسبّبت فيها عوامل عدّة يشرحها الخبراء.

ظاهرة طبيعيّة
يحدث المدّ حينما يرتفع منسوب المياه في المحيط والسواحل. وحينما ينخفض منسوب المياه ويتراجع في الشواطئ يحدث ما يسمى الجزر أو المدّ المنخفض.

ويقول الحسين يوعابد، رئيس مصلحة التواصل في المديريّة العامّة للأرصاد الجوية في المغرب، إن المدّ والجزر ظاهرتان طبيعيّتان «تحدثان نتيجة قوى الجذب من القمر والشمس، التي تؤثر على مياه البحار والمحيطات». ويضيف «يكون تأثير جاذبية القمر أكبر نتيجة قربه من الأرض».

وإن كانت الشمس والقمر والأرض على الخط المستقيم نفسه يؤدي ذلك إلى ظاهرة المدّ الكبرى، ومنها حركة المدّ والجزر الربيعية. إضافة إلى ذلك، تؤثّر عوامل أخرى في حركة المد والجزر كالضغط الجوي وعمق المياه وشكل السواحل.

ويؤكد الحسين يوعابد أن ما شهدته بعض السواحل، منها ساحل سيدي إفني من تراجع لمنسوب المياه لهو أمر طبيعي و«ليس ظاهرة غريبة ولا استثنائية». ويقول «في ما يتعلق بمدينة سيدي إفني، التي يحدث فيها المدّ والجزر مرتين في اليوم الواحد كسائر الشواطئ المغربية، ليست هذه المرة الأولى ولا الأخيرة التي يصل فيها مستوى سطح البحر إلى ذلك المستوى المنخفض».

البحر الأبيض المتوسّط
ويعزو الحسين يوعابد مستوى الجزر المنخفض الذي سُجّل على البحر الأبيض المتوسط في خلال الأسبوع الثاني من فبراير 2023، إلى ظاهرة الجزر الفلكية، ويضيف إليها «تأثير الضغط الجوي الذي شهد ارتفاعا بلغ 1035 HPA».

وعمّ هذا الضغط جزءا كبيرا من منطقة البحر الأبيض المتوسط، مما أدى إلى تقليص مستوى سطح البحر بنحو 22 سنتيمترا، وفقا للخبير.

وفي هذا السياق، يقول ألفيس بابا المسؤول عن مركز مراقبة حركة المد والجزر في البندقية، إن الجَزر الذي شهدته أنهار البندقية وتسبب في جفافها لهو «أمر عادي تماما». ويضيف «نحو 70٪ من ظاهرة الجَزر تحدث على وجه التحديد خلال هذه الفترة، من يناير إلى فبراير». ويُطمئن بابا إلى أن الأمور ستعود إلى شكلها الطبيعي.

وتؤيّد ذلك كلير فرابول، رئيسة قسم المدّ والجزر والرياح في مصلحة علوم المحيطات والمياه البحرية بفرنسا، معتبرة أن تراجع المياه في البحر الأبيض المتوسط موقّت.

- انحسار بحيرة دوكان والعطش ينهك مزروعات مزارعي كردستان العراق

- خوارزمية جديدة بالذكاء الصناعي قد تحمي العالم من مخاطر التسونامي

وتقول لـ«فرانس برس»، «إنها ظاهرة موسميّة لتقلّص الكتلة المائية، مرتبطة بانخفاض درجات الحرارة في الشتاء، ممّا يؤدي إلى انخفاض مستوى سطح البحر». وتضيف أن هذا التقلّص الطبيعي هذا العام اقترن بتشكّل «إعصار قوي مضاد».

والإعصار المضاد هو منطقة في الغلاف الجوي يكون الضغط فيها أعلى مما هو حولها، مما يؤدي عادةً إلى طقس جاف ومشمس. ومع ذلك، فإن هذه الظاهرة ليست مقلقة، كما تؤكد كلير فرابول «فالظواهر التي تحدث خلال هذا الوضع لا تشكل خطرا، ونحن قيد العودة إلى الوضع الطبيعي».

هل من خطر تسونامي؟
حسب المركز الوطني للإنذار بأمواج المدّ البحريّ (تسونامي) (CENALT)، «يحدث تسونامي بسبب زلزال تحت الماء بقوة 6.5 درجة على الأقل. وابتداءً من 8 درجات يمكن أن يكون المدّ البحري المتولّد مدمّرا».

في معظم الحالات، «يسبق الموجة الأولى للتسونامي انخفاض سريع في مستوى سطح البحر». وفي هذا السياق تؤكد عالمة الرياضيات التطبيقيّة سيلفي بينزوني-غافاج أنه «لو كان من الممكن أن يتشكّل تسونامي عقب زلزال تركيا وسوريا، لوقع ذلك منذ وقت طويل»، أي بعد الزلزال مباشرة.

وتحسم آن ريبلوماز، أستاذة الجيولوجيا في جامعة «جوزيف فورييه» بفرنسا الجدل بخصوص الموضوع، قائلة «في حالة زلزال فبراير، كان الصدع الزلزالي يقع في البرّ وليس في البحر، لذا كانت إمكانية حدوث مد بحري مدمر ضئيلة للغاية».

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
«إكس» تعارض سحب محتوى عن الاعتداء على الأسقف الأشوري في سيدني
«إكس» تعارض سحب محتوى عن الاعتداء على الأسقف الأشوري في سيدني
الصين سترسل طاقما جديدا إلى محطتها الفضائية غدا
الصين سترسل طاقما جديدا إلى محطتها الفضائية غدا
إدراك البشر للوقت يتأثر بخصائص الصورة
إدراك البشر للوقت يتأثر بخصائص الصورة
المسبار الياباني «سليم» يتخطى بنجاح ثالث ليلة جليدية قمرية
المسبار الياباني «سليم» يتخطى بنجاح ثالث ليلة جليدية قمرية
ظاهرة نادرة: رصد انفجار شمسي رباعي (فيديو)
ظاهرة نادرة: رصد انفجار شمسي رباعي (فيديو)
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم