Atwasat

الجائحة تعيد الدلافين إلى مياه لشبونة

القاهرة - بوابة الوسط الثلاثاء 10 أغسطس 2021, 10:16 صباحا
WTV_Frequency

منذ بدء جائحة «كوفيد-19»، عادت الدلافين إلى مصب نهر تاجة في لشبونة، حيث باتت تحظى بهدوء غير اعتيادي داخل مياه أقل تلوثًا، بفضل القيود التي أدت إلى تراجع الملاحة البحرية، وفق علماء.

وتقول عالمة الأحياء إينيس ماتادو وهي مرشدة في رحلات القوارب لمراقبة الأنواع البحرية قبالة سواحل لشبونة: «في الوقت الحالي، يمكننا رؤية (الدلافين) بشكل شبه يومي». وتضيف: «كانت الدلافين تظهر سابقًا بشكل متقطع»، لكن ما تغير «هي الوتيرة والانتظام»، وفق «فرانس برس».

في لشبونة، من الممكن مشاهدة الدلفين الكبير ذي اللون الرمادي، وأيضًا بدرجة أكبر الدلافين الشائعة ذات الجسم الأبيض والأسود التي قد يصل طولها إلى مترين، ووزنها إلى أكثر من مئة كيلوغرام.

وتشكل عودة هذه الحيوانات، التي تتحرك ضمن مجموعات مؤلفة من دلافين بالغة وأخرى حديثة الولادة، متعة للسياح والمقيمين في العاصمة الذين يعيدون اكتشاف هذا النوع الحيواني الشهير في المدينة.

وتقول ليونور ساردينيا وهي من أوائل المشاركين في عمليات الاستكشاف التي نظمها مركز بحري في لشبونة أخيرًا، لوكالة «فرانس برس»، «كان والدي يخبرنا أنه كان من الممكن مشاهدة هذه الحيوانات في نهر تاجة بنهاية الخمسينات وبداية الستينات، لكنها اختفت مذاك». وتضيف المرأة الستينية: «لقد وجدت هذا رائعًا. إنها حيوانات برية، لذلك ليس من السهل رؤيتها في الأوقات العادية»، مبدية سروها لرؤيتها الدلافين تقفز مرات عدة وتتجول أمام قاربها.

في العام الماضي، أشادت بلدية لشبونة، في بيان نشرته على موقعها الإلكتروني، بعودة «دلافين تاجة» التي كانت تسبح سابقًا في هذا الجزء من النهر الذي ينبع من إسبانيا ويعبر البرتغال قبل أن يصب في المحيط الأطلسي.

تحسن نوعية المياه
وتؤكد الناطقة باسم المركز المسؤول عن هذه الرحلات، إلسا كوريلا، أن لشبونة «تبدو لي أنها العاصمة الوحيدة في أوروبا، حيث يمكن مشاهدة الدلافين».

ومنذ بدء جائحة «كوفيد-19» العام 2020، شوهدت الدلافين في أماكن عدة على الكوكب كان وجودها فيها غير اعتيادي، مثل المياه بين هونغ كونغ وماكاو في الصين أو في مضيق البوسفور في إسطنبول التركية.

ويعزو العلماء هذا الظهور خصوصًا إلى تباطؤ النشاط الاقتصادي مع انخفاض حركة الملاحة البحرية وتدابير العزل العام التي شكلت متنفسًا للطبيعة. وهذا التحليل يشاطره المحللون البرتغاليون. ويشير عالم الأحياء البحرية سيدونيو بايس، الذي ينظم أيضًا رحلات لمشاهدة الدلافين، إلى تسجيل «رحلات بحرية أقل وصيد أقل وعدد أقل من القوارب في النهر»، مضيفًا: «لأكثر من عام انخفض النشاط في مصب نهر تاجة».

ويبدو أيضًا أن هذه الثدييات التي تقتات على الأسماك الصغيرة والرخويات، قد انجذبت إلى القدرة على العثور على مزيد الأسماك و«نوعية مياه أفضل»، رغم أنه لا يمكن إثبات ذلك علميًّا في هذه المرحلة، بحسب الناطقة باسم مركز الأنشطة المائية في لشبونة.

وتقول الباحثة في جامعة أفيرو البرتغالية، كاتارينا إيرا، المتخصصة في الثروة الحيوانية البحرية إن رؤية مزيد الدلافين لا تعني أنها أكثر عددًا، بل إن وجودها بات «أكثر وضوحًا.. نحن لسنا معتادين على رؤيتها قريبة جدًّا».

تتحرك الدلافين في مجموعات أكبر «بحسب دورتها البيولوجية» و«في أوقات معينة من العام، خصوصًا عندما تكون الأسماك قريبة جدًّا من الساحل، ما يعطي أحيانًا انطباعًا بأنها أكثر عددًا»، بحسب هذه الأخصائية التي أشارت إلى رصد ظاهرة مماثلة عند مصبات أنهر أخرى في شمال البلاد.

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
مجلس من أجل استخدام «آمن وسليم» للذكاء الصناعي في الولايات المتحدة
مجلس من أجل استخدام «آمن وسليم» للذكاء الصناعي في الولايات ...
جرائد أميركية تقاضي «ميكروسوفت» و«أوبن إيه آي» بتهمة انتهاك حقوق الملكية
جرائد أميركية تقاضي «ميكروسوفت» و«أوبن إيه آي» بتهمة انتهاك حقوق ...
ميكروسوفت ستنشئ بنية تحتية في تايلاند لتعزيز تطوير الذكاء الصناعي
ميكروسوفت ستنشئ بنية تحتية في تايلاند لتعزيز تطوير الذكاء الصناعي
الناطقة الرسمية للشؤون القنصلية في أوكرانيا.. ذكاء صناعي
الناطقة الرسمية للشؤون القنصلية في أوكرانيا.. ذكاء صناعي
فريق علمي بريطاني يعيد تكوين رأس امرأة من عصر البشر البدائيين
فريق علمي بريطاني يعيد تكوين رأس امرأة من عصر البشر البدائيين
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم