Atwasat

أئمة «صناعة محلية» لسد احتياجات المسلمين في ألمانيا

القاهرة - بوابة الوسط الأحد 21 يناير 2024, 04:35 مساء
WTV_Frequency

صعد سوير من الطابق السفلي في مسجد شهيتليك (جامع الشهادة) في حي نويكولن ببرلين إلى المسرح الصغير بعد أن جرى تسليمه قفطاناً أبيض اللون، وطاقية (قبعة) بيضاء مناسبة، قام بإرتدائهما.

وسوير البالغ 32 عاماً هو واحد من 28 شاباً وشابة قامت أكبر منظمة  إسلامية «ديتيب» في البلاد بتدريبهم ليصبحوا «مندوبين دينيين» والتحقوا رسمياً بالحياة المهنية في برلين في منتصف يناير، على المندوبين الدينيين الانخراط في مجموعة متنوعة من مجالات الرعاية الدينية، ويمكن أن يشمل ذلك أيضاً مهمة الإمام، لكن المصطلح أوسع بكثير، وفقا لـ«دويتشه فيله».

ويعمل سوير كمندوب ديني إسلامي في «ألفتر» بالقرب من مدينة بون الألمانية منذ عدة أشهر. ويؤكد الشاب على أن العمل المجتمعي بالنسبة له يأتي في المقام الأول. وهذه مجموعة كبيرة جداً من الأنشطة التي يقوم بها: «أقوم بتعليم الطلاب وأتولى إمامة المصلين وأنا خطيب وواعظ. كما نذهب أيضاً إلى حفلات الزفاف وأقوم بمراسم الدفن والإرشاد الديني».

ثم يوضح أنه لا ينحدر من بون أو ألفتر. ويؤكد «أنا من مدينة ماينز»، ويظهر ذلك من لهجة عاصمة ولاية راينلاند-بفالتس. جاء والداه إلى ألمانيا من تركيا في عام 1972، وكان والده يعمل في مصنع «أوبل» الكبير في روسلسهايم. حياة نموذجية للعديد من المهاجرين ما بعد الهجرة في ألمانيا.

عائلة ألبانية تتوارث جيلاً عن جيل مصحفاً بالغ الصغر
السلطات الهندية تحقق في عمليات «تغيير قسري للديانة»

يدير الاتحاد الإسلامي التركي المعروف اختصارا باسم «ديتيب» حوالي 900 مسجد في ألمانيا. وتشير تقديرات إلى وجود أكثر من 3000 مسجد ودار للصلاة في ألمانيا. 

ومنذ فترة طويلة كان الأئمة يحصلون على أجورهم بشكل حصري من قبل رئاسة الشؤون الدينية التركية المعروفة باسم «ديانات»، وهي مؤسسة حكومية لديها سلطات كبيرة. 

وأرسلت المؤسسة أئمة من تركيا للدعوة والوعظ وتقديم الإرشاد الديني باللغة التركية. وكان عدد قليل جدا منهم يتحدثون اللغة الألمانية - وهذا ما أكده «ديتيب» أيضاً. 

وتظهر البيانات الصادرة عن «ديانت» وكذلك من الجمعيات التابعة لاتحاد «ديتيب» خلال الأشهر القليلة الماضية، مدى الحرج بسبب هذا الأمر. 

والآن يقف أيوب كاليون، الأمين العام للاتحاد الإسلامي التركي «ديتيب»، على هامش احتفال أقيم في برلين وهو يستحضر وجهات النظر الجديدة. ويرتكز برنامج التدريب، الذي تنظمه جمعيته، وهو «خدمة مهمة»، على احتياجات المسلمين في ألمانيا، وباعتبارها مؤسسة دينية، فهي ملتزمة بذلك من حيث الموظفين والشؤون المالية. ويظهر التدريب أن جمعيته تمثل «التماسك الاجتماعي». 

ويقول  كاليون لـ«دويتشه فيله»: «في المستقبل، ستأتي اللغة الألمانية في المقدمة أكثر، وستكون اللغة التي تربطنا جميعاً، وخاصة المجتمع المسلم. ولهذا السبب فإن لغة التدريب لدينا هي الألمانية»، وفيما يتعلق بأفراد المجتمع الأكبر سنا، ستظل اللغة التركية مهمة أيضاً.

رجال دين مسلمين باللغة الألمانية
الدعوة إلى تدريب رجال دين مسلمين باللغة الألمانية، كانت قائمة منذ سنوات عديدة في ألمانيا. وشكلت دوماً جزءاً من نقاشات الاندماج والسياسة الدينية. وفي جميع مراحل مؤتمر الإسلام في ألمانيا، الذي بدأ لأول مرة في عام 2006، كان التركيز دائماً على «نقص» المهارات اللغوية للأئمة. وقد اشتكى السياسيون من ذلك، فيما كانت تطرح الجمعيات الإسلامية قضايا أخرى.

 ولفترة طويلة، كانت «الجماعة الأحمدية» هي الوحيدة، التي تقدم «تكوينا للأئمة» في ألمانيا. و«الأحمدية» هي جماعة إسلامية ظهرت في نهاية القرن التاسع عشر فيما يعرف الآن بباكستان، وتعتبر نفسها، من الناحية الدينية، حركة إصلاحية. ومنذ عام 2008، قامت بتكوين الأئمة الناطقين باللغة الألمانية في دورة مدتها سبع سنوات، يعملون في الجمعيات الأحمدية في جميع أنحاء البلاد.

لقد مرت أربع سنوات فقط منذ أن أقدمت مؤسستان مختلفتا التوجه للغاية على القيام بمحاولات أخرى. أولهما اتحاد «ديتيب»، الذي حوّل نزل شباب سابق إلى مركز تكوين للأئمة في دالم بمنطقة أيفل بغرب ألمانيا، بدأ علمه في عام 2020.

وبعد مرور عام، قدم علماء مسلمون بجامعة أوسنابروك ومسلمون ألمان من ذوي خلفية بوسنية الكلية الإسلامية الألمانية. 

وفي وقت سابق، وأثناء حضوره خلال الجلسة العامة للكلية، أشاد وزير الداخلية الألماني آنذاك، هورست زيهوفر، بتعاون الكلية الإسلامية الألمانية  وتحدث عن كونها رسالة جيدة للمسلمين في ألمانيا. وتحدث عن أن النقطة المهمة هي أن «التربية والثقافة الإسلامية» في ألمانيا سوف تتوافق في المستقبل بشكل أكبر «مع واقع حياة المسلمين الذين يعيشون في ألمانيا».

ضغوط من وزارة الداخلية الألمانية
وقد تخرج من كلا المؤسستين: اتحاد «ديتيب» في «دالم» و الكلية الإسلامية الألمانية في أوسنابروك، عشرات من الخريجين. وقد التحق الأئمة الأوائل من كلا المؤسستين بالخدمة و مهامهم تكمن في إمامة الصلاة وصلاة الجمعة. ومع ذلك، في منتصف ديسمبر جاء البيان الصحفي الصادر عن وزارة الداخلية الألمانية بمثابة مفاجأة كبيرة.

وقد أعلنت وزيرة الداخلية الألمانية، نانسي فيزر، أنه وبعد مفاوضات طويلة مع «ديانات» و«ديتيب»، جرى التوصل إلى اتفاق بشأن الإنهاء التدريجي لإرسال أئمة من تركيا. معلنة على أنها «خطوة مهمة نحو اندماج الجاليات المسلمة في ألمانيا». وسيجري تكوين زهاء مئة إمام في ألمانيا كل عام.

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
سلطات مدريد تشجع السياح على ارتياد متاحفها خلال ساعات الحر القصوى
سلطات مدريد تشجع السياح على ارتياد متاحفها خلال ساعات الحر القصوى
بايدن وترامب يتبادلان ضربات الذمّ والازدراء في جدل عن الغولف
بايدن وترامب يتبادلان ضربات الذمّ والازدراء في جدل عن الغولف
يعاني «فوبيا المرتفعات» وينظف نوافذ خامس أطول مبنى في العالم
يعاني «فوبيا المرتفعات» وينظف نوافذ خامس أطول مبنى في العالم
ألبانيا خسرت 420 ألف نسمة خلال 13 عامًا
ألبانيا خسرت 420 ألف نسمة خلال 13 عامًا
طائرَا جابيرو ينجوان من بين ألسنة النيران للمرة الثانية في البرازيل
طائرَا جابيرو ينجوان من بين ألسنة النيران للمرة الثانية في ...
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم