طافت الملكة مارغريت، أطول ملوك أوروبا حكماً، أمس الخميس، في عربة مذهّبة تجرها الخيول، في شوارع العاصمة الدنماركية، حيث اختتمت احتفالاتها الأخيرة بالعام الجديد قبل تنازلها عن العرش في وقت لاحق من شهر يناير الجاري.

تحدى الآلاف درجات الحرارة المتجمدة والرياح العاتية والثلوج ليهتفوا باسم الملكة على طول الطريق، فيما يعتقد أنه سيكون آخر ظهور علني لها، قبل أن تتنحى عن العرش، وفقا لموقع «يورنيوز».

وركبت مارغريت العربة الذهبية، التي تجرها ستة خيول بيضاء، والتي تستخدم عادة عندما تنتقل الملكة من المقر الملكي في قصر أمالينبورغ إلى قصر كريستيانسبورغ، خلال الاحتفال التقليدي برأس السنة، مع ضباط من القوات المسلحة، وآخرين.

وارتدت الملكة معطفاً من الفرو وقفازات بيضاء في العربة التي تعود للقرن التاسع عشر، والمغطاة برقائق الذهب من عيار 24 قيراطاً، وتعلوها أربعة تيجان مذهبة على السطح. وكان يرافقها أفراد من كتيبة هوسار، يرتدون الزي الأزرق والسترات الحمراء.

وعقدت الملكة مارغريت سلسلة من الفعاليات، الأسبوع الماضي، لتحية الحكومة الدنماركية والبرلمان وكبار المسؤولين المدنيين والعسكريين والدبلوماسيين الأجانب.

ملكة الدنمارك تتنازل عن العرش
وأعلنت الملكة (83 عامًا) عن تنازلها عن العرش، في خطوة غير متوقعة، في خطابها المتلفز بمناسبة رأس السنة الجديدة، مساء الأحد الماضي، إنها تريد التخلي عن منصبها في 14 يناير 2024. وتتزامن استقالة مارغريت مع الذكرى الـ52 لجلوسها على العرش.

في خطابها السنوي بمناسبة رأس السنة الجديدة، والذي يتابعه الدنماركيون عن كثب دائمًا، تحدثت الملكة عن العملية الجراحية في الظهر التي أجرتها هذا العام، والتي سارت بشكل جيد بفضل العاملين، لكنها جعلتها تفكر في مستقبلها كملكة.

- بعد حكم 52 عامًا.. ملكة الدنمارك تعلن تنازلها عن العرش في 14 يناير
- سيدات يطالبن الدنمارك بتعويضات بعد حرمانهن من الإنجاب
- ملكة الدنمارك تحتفل بعيد ميلادها الثمانين

وقالت الملكة «إن العملية الجراحية أثارت تساؤلات بشأن المستقبل ومسألة ما إذا كان الوقت قد حان لنقل المسؤوليات إلى الجيل التالي». 

 وتابعت أنها ستترك العرش لابنها ولي العهد الأمير فريدريك. وقبل كل شيء، أرادت أن تظهر امتنانها على الدفء والدعم الذي تلقته على مر السنين، وتحظى الملكة التي توفي زوجها عام 2018 بشعبية كبيرة، 

إعلان «تاريخي للغاية»
ووصفت وسائل إعلام دنماركية هذا الإعلان بأنه «تاريخي للغاية». وبعد الإعلان، اندلع تصفيق عفوي بين المتفرجين الذين تجمعوا في ساحة القصر أمام قصر أمالينبورغ. ولطالما أكدت مارغريت على رغبتها في البقاء على العرش حتى وفاتها، إلى ان فاجأت رعاياها مساء رأس السنة الجديدة.

وعندما اعتلت العرش عام 1972 بعد والدها الراحل الملك فريدريك التاسع، كان 42% فقط من الدنماركيين يؤيدون النظام الملكي. ولكنها حظيت بشعبية كبيرة، حيث يظهر أحدث استطلاع أن 84% من الدنماركيين اليوم مناصرون للملكية.

آخر ظهور علني لملكة الدنمارك قبل تنحيها عن العرش. (يورونيوز)

ملكة الدنمارك مارغريت الثانية تتنازل عن العرش لابنها ولي العهد الأمير فريدريك. (يورونيوز)