في كلّ عامٍ، بالتزامن مع إعلان جوائز «نوبل» بفروعها كافة، في شهر سبتمبر تطلق مسابقة أخرى موازية، وهي نسخة ساخرة من الجائزة الشهيرة، وتُمنح لأصحاب الإنجازات والأبحاث الأكثر إثارة «للسخرية»، وهي مسابقة (Ignoble) «إيغ نوبل» وتعني «حقير» بالإنكليزية، وتُسمّى أيضًا «نوبل للجهلاء»، أو جائزة «نوبل للحماقة».

أقيمت الدورة الثالثة والعشرون مساء الخميس الماضي عبر الإنترنت، حيث اعتمر الفائزون قبعات غريبة، وحصلوا على مكافآت مالية قدرها عشرة مليارات دولار محلي من زيمبابوي، وهي قيمة قريبة من الصفر نظراً إلى التضخم الهائل في هذا البلد الإفريقي، وقدمت المجلة العلمية الفكاهية الفائزين العشرة «أنالز أوف إيمبروبابل ريسرتش» (Annals of Improbable Research)، وفقا لوكالة «يورو نيوز».

ومُنحت جائزة الكيمياء والجيولوجيا إلى يان زالاسيفيتش، عالم الجيولوجيا في جامعة ليستر الإنكليزية، «لشرحه سبب رغبة الكثير من العلماء في لعق الحجارة»، وأوضح الحائز على الجائزة أنه كتب دراسته بعنوان «أكل الحفريات» بعد أن أدرك أن «علماء جيولوجيا من القرن الثامن عشر اعتمدوا على طعم الحجارة للتعرف عليها بشكل أفضل».

وفي الأدب، جرى منح الجائزة إلى فريق دولي «عن دراسته للأحاسيس التي يشعر بها الأشخاص الذين يكررون الكلمة نفسها مرات كثيرة جداً جداً جداً جداً جداً جداً»، وقد استنتج الفريق بأن هذا التكرار جعل أموراً مألوفة تصبح فريدة من نوعها، وبالتالي غيّر النظرة الإدراكية إلى الكلمات المعنية من «مألوفة» إلى «غير معروفة سابقاً».

- كندية تفوز بالجائزة الكبرى لـ«اليانصيب» من أول مرة
- الملكة إليزابيث ترفض جائزة لكبار السن لأنها غير «مطابقة للمعايير»
- قيمة جائزة نوبل تزيد 110 آلاف دولار

وفي محاولة للحصول على جائزة الهندسة الميكانيكية، أعاد فريق أميركي «تنشيط» عناكب نافقة عبر استخدام قوائمها على شكل كمّاشات، وقد نشر الفريق مقطع فيديو يظهر عناكب نافقة تتحرك قوائمها للإمساك بجسم صغير، وأوضح الباحثون في جامعة رايس في هيوستن بالولايات المتحدة أن عمل «النيكروبوتيكس» هذا ينطوي على استخدام أجزاء حيوانية في الروبوتات.

كما فاز سيونغ مين بارك، من جامعة ستانفورد الأميركية، بجائزة الصحة العامة عن فكرته القائمة على ابتكار «مرحاض ستانفورد» القادر على تحليل البراز بسرعة، كما يحتوي على مستشعر «للبصمة الشرجية»، بإمكانه التعرف على الشخص الذي تنتمي إليه الفتحة الشرجية التي جرى فحصها، بما يشبه بطريقة ما برنامج التعرف على الوجه في الهواتف الذكية.

وكذلك مُنحت جائزة «إيغ-نوبل للتواصل» إلى بحث عن أشخاص يمكنهم التحدث بالمقلوب بسرعة، وقد أدلى الفائزون بكلمتهم بالمقلوب أيضاً لمناسبة الفوز بالجائزة، واقترحت الخبيرة الاقتصادية إستير دوفلو، الحائزة على جائزة نوبل (حقيقية) في الاقتصاد، أن يركّز الباحثون على هذه الممارسة المنتشرة للغاية في فرنسا.

عدد الشعرات في أنوف الجثث
وفي مجال الطب، مُنحت الجائزة إلى باحثين درسوا عدد الشعرات في أنوف الجثث، وتختلف الأرقام من متوفى إلى آخر، لكن تبيّن بحسب الدراسة أن فتحة الأنف اليسرى تحتوي في المعدل على 120 شعرة، مقارنة بـ112 شعرة في فتحة الأنف اليمنى.

وفاز اليابانيان هيرومي ناكامورا وهومي مياشيتا في فئة التغذية بفضل تطوير عيدان ومصاصات مكهربة لتناول الطعام والشراب، بما يعزز مذاق المأكولات والمشروبات، وقال هومي مياشيتا في حفل توزيع الجوائز إن هذا الابتكار «يساعد على زيادة ملوحة الطعام».

ومُنحت الجائزة في مجال التعليم إلى باحثين يدرسون التأثير الذي يمكن أن يحدثه المدرّسون على طلابهم إذا بدا عليهم الملل، وأعلن كريستيان تشان الحائز على الجائزة بنبرة بطيئة ، «لقد اكتشفنا أنه إذا اعتقد الطلاب أن مدرّسيهم يشعرون بالملل أثناء التدريس، فإنهم يشعرون بالملل أكثر».

 وفي علم النفس حاز الجائزة باحثون أميركيون عن بحث خلاصته «كلما زاد عدد الأشخاص الذين ينظرون إلى الأعلى، زاد عدد المارة الذين يقلّدونهم، فكم من المارة في الشارع ينظرون إلى الأعلى إذا ما رأوا أشخاصاً آخرين يرفعون أعناقهم للنظر إلى السماء؟».

وقد مُنحت جائزة إيغ-نوبل في الفيزياء إلى عمل بحثي يسعى إلى قياس ما إذا كان «مزيج مياه المحيط يتأثر بالنشاط الجنسي لسمك الأنشوجة»، وأعرب بيتو فرنانديز كاسترو، أحد الفائزين، عن أسفه قائلاً «أعتقد أنّ هناك إجماعاً على أن الأمر لا يهم».

بداية الاحتفال بجائزة (إيغ_نوبل)
بدأ الاحتفال بالجائزة أول مرة العام 1991، واستمر الاحتفال بها كل عام، وكان من بين الفائزين بجوائز العام 2020، دراسة أجراها علماء من النمسا، والسويد، واليابان، والولايات المتحدة، وسويسرا، حول تمساح صيني أدخلوه غرفة محكمة الإغلاق مليئة بالهواء المخصب بالهيليوم وجرى حثه على إصدار صوت، ليميزوا الاختلاف عن صوته الأصلي، كما فاز ثنائي من الباحثين بجائزة ضمن تخصص علم النفس لاكتشافهما أن الحواجب المميزة يُنظر إليها على أنها إشارة إلى «النرجسية».

ومن بين الأبحاث الغربية التي فازت بهذه الجائزة، بحث يثبت أن قمة النشوة التي يصل إليها الإنسان عند الجماع يمكن أن تكون فعالة تماماً مثل تناول الأدوية لإزالة احتقان الأنف.، كما سبق أن فاز بها العالم أندري غين عام 2000 لأنه استخدم مغناطيس لرفع ضفدع.

مصري يفوز بجائزة «الحماقة»
سبق أن حصل العالم المصري د. أحمد شفيق على الجائزة العام 2016 في مجال التكاثر، عبر ورقة بحثية أصدرها العام 1993، توضح أن الفئران التي ترتدي سراويل مصنوعة من البوليستر أو البوليستر المخلوط بالقطن تكون أقل نشاطا من الناحية الجنسية من تلك التي ترتدي سراويل من القطن أو الصوف أو التي لا ترتدي سراويل من أي نوع كما هو الحال عادة بالنسبة للفئران، كما يؤكد الموقع الرسمي للجائزة.