أثارت كتب دراسية طرحتها الحكومة في المكسيك خلافًا بين الرئيس اليساري ومعارضين قاموا بإحراقها بذريعة أنها تروج لـ«الشيوعية والمثلية الجنسية».
ويريد المعارضون أن تمتنع الحكومة عن توزيع هذه المواد الدراسية بدءًا من الإثنين مع عودة ملايين الطلاب لعام دراسي جديد في البلاد. وفي ولاية تشياباس جنوب البلاد، سجل واحد من أكثر الاحتجاجات تطرفًا حيث أشعل آباء في أحد أحياء السكان الأصليين النار في كتب قالوا إنها من عمل «الشيطان» وتعلم «الشيوعية والمثلية الجنسية والسحاق»، وفق وكالة «فرانس برس».
وقال خوسيه توماس بيرموديز، وهو قس إنجيلي محلي، إن «تحفيز الجنسانية لأطفالنا بهذا النوع من الأيديولوجية (..) سيؤدي إلى الولع الجنسي بالأطفال»، فيما دعا رئيس حزب العمل الوطني المحافظ المعارض، ماركو كورتيس، الآباء إلى «تدمير (الكتب) بالكامل». وحسب كورتيس الذي كان يتحدث على هامش حملة انتخابية لاختيار المرشحين لانتخابات 2024 الرئاسية، فإن هذه الكتب تسعى إلى «تلقين» الطلاب في شكل قسري.
الرئيس المكسيكي يرد على المعارضة
من ناحيته، اعتبر الرئيس أندريس مانويل لوبيز أوبرادور وهو يساري قومي أن هذا الخلاف بمثابة «تسييس» أثاره المعارضون المحافظون.
وانتقد لوبيز أوبرادور قرار المحكمة العليا تعليق توزيع الكتب في ولايتي تشيهواهوا وكواويلا الشماليتين. كما وصف إحراق الكتب بأنه سلوك «من العصور الوسطى»، وشبهه بـ«محاكم التفتيش».
وتصر الحكومة على أن الكتب الجديدة تقر بتنوع البلاد وتضع المجتمع في قلب التعليم، لكن السلطات في ثماني ولايات على الأقل من ولايات المكسيك البالغ عددها 32 رفضت توزيع الكتب. ورغم صدور قرارين قضائيين في هذا الشأن، فإن المحكمة العليا لم تبت بعد في الأمر.
تظاهرات ضد الكتب الدراسية الجديدة
وتظاهر آلاف من السكان في ولاية أجواسكاليينتس المركزية التي تحكمها المعارضة احتجاجًا على ما أسموه «الأيديولوجيات الماركسية» التي قالوا إن الكتب الجديدة تروج لها.
في المقابل، دافعت وزيرة التعليم ليتيسيا راميريز عن الكتب الجديدة، مؤكدة أنها تعزز قيم التضامن والصدق والاحترام والعدالة الاجتماعية. وقالت الوزيرة في مؤتمر صحفي متلفز إن الكتب تمثل قطيعة مع الترويج السابق لـ«الفردية والانفصال عن المجتمع والمعرفة عن ظهر قلب».
ويشير المعارضون إلى كثير من الأخطاء في هذه الكتب من بينها ورود تاريخ ميلاد خاطئ لأول رئيس من السكان الأصليين في المكسيك بينيتو خواريز. ويشيرون أيضًا إلى وجود تحيز في المضمون، مثل التأكيد أن «الأمل كان روح الحملة» التي أوصلت لوبيز أوبرادور إلى السلطة في العام 2018، والادعاء أنه كان ضحية عملية تزوير في انتخابات 2006.
تعليقات