Atwasat

السيرك لم يعد مجرد «بهلوانيات»

القاهرة - بوابة الوسط الثلاثاء 31 يناير 2023, 01:00 مساء
WTV_Frequency

أظهر المهرجان العالمي لسيرك الغد الذي وُزعت جوائز دورته الثانية والأربعين في باريس، الأحد، تحولًا في قواعد هذه العروض، إذ لم تعد مجرد إبراز لـ«بهلوانيات» أو قدرات بدنية أو تهريج، بل باتت تهدف إلى التعبير عن أفكار ورسائل.

ويشكل المهرجان العالمي لسيرك الغد الذي أُطلق العام 1977 في باريس مساحة ثقافية تمتزج فيها الثقافات من مختلف أنحاء العالم، وفرصة أمام العاملين في القطاع لرصد المواهب الجديدة القادرة على الابتكار، على غرار فرقة «سيرك دوي سولاي» (Cirque du Soleil) التي باتت منذ العام 1984 رمز السيرك بصيغته الجديدة التي لا يستعان فيها بالحيوانات، وفق «فرانس برس».

ومع أن السيرك كان لا يزال قائما على المنحى الهزلي حتى ما قبل عشرين عاما، بات اليوم مختلفا جدا. وقال رئيس المهرجان منذ 20 عاما آلان باشري «ما يرتسم في الوقت الراهن هو سيرك يقوم أكثر على رواية قصة. لم يعد الأمر يقتصر على النحو الآتي: (أنا رائع، وأستطيع اللعب بعشر كرات)، لكن (ألعب بعشر كرات وسأخبركم لماذا). ويمكن أيضا إحياء ذكريات أمر ما».

واختار المهرجان في نسخته الثانية والأربعين 24 عرضا من أصل 320 كانت مرشحة. ومنحت لجنة تحكيم متعددة الجنسية الجائزة الكبرى، الأحد، لفناني تأرجح فرنسيين من فرقة «La tangente du bras Tendus»، متقدمين على الفرقة الإثيوبية «كولف» التي نالت أيضا جائزة الجمهور، والفرنسي كانتان سينيوري. وحصلت الغالبية العظمى من الفنانين خلال المهرجان على عقود.

وأوضح مدير اختيار الفنانين الدوليين (1300 فنان من 57 بلدا) في «سيرك دو سولاي» بافيل كوتوف أن «أحد توجهات الجيل الجديد (في السيرك) هو عدم تقديم عرض فقط، بل مخاطبة العالم من خلال فنهم والتعبير عن رسالة معينة مهمة بالنسبة إليهم»، مشيرا على سبيل المثال إلى عروض تتسم بطابع كئيب للتعبير عن مرحلة جائحة «كوفيد- 19» التي غابت عنها العروض.

عرض «لا يزال مناسبا»
ولكن بغض النظر عن الموضوع، هناك دائما «بُعد استعراضي يهدف إلى إبهار الجمهور وجعله يحلم»، على حسب قول فناني الأرجوحة الأعضاء في الفرقة الفائزة بالمهرجان.

وتقدم الفرقة عرضا بعنوان «مقاومة» يشارك فيه 8 رجال ونساء يرتدون ملابس رمادية تخلو من أحجار الراين أو الترتر، في «بهلوانيات» آخاذة على ارتفاع 14 مترا على وقع موسيقى من أربعينيات القرن العشرين، فيما هم يرمون المنشورات.

- مأوى لفيلة السيرك «المتقاعدة» في فرنسا

- باريس تحمي الحيوانات البرية من «السيرك»

وشرح جيروم هوزينبوكس، أحد فناني الأرجوحة، أنه «عرض يتناول الدعاية السياسية والاستبداد والديكتاتورية». وأضاف «لقد أدينا هذا العرض قبل الحرب في أوكرانيا بوقت طويل، ولكن يا للأسف لا يزال مناسبا».

ويبقى الجهد البدني الكبير والمهارات الفائقة جزءا أساسيا مما ينبغي على فنان السيرك تقديمه. وإضافة إلى جسده المطواع الذي بمعدات مبتكرة وبتقنيات جديدة مثل الجاذبية.

سيرك سياسي
والسيرك المولود بنسخته الحديثة في 4 أبريل 1768 من فكرة لضابط من سلاح الفرسان الإنجليزي يرتدي الزي الأحمر، تمكن من أن يصمد أمام الأزمات والمحظورات، لا سيما تلك الحديثة المتعلقة بالحيوانات، بفضل تجدده الدائم وقدرته المستمرة على الابتكار وإعادة النظر في صيغته.

فسيرك «بارنوم» الشهير، الذي توقف العام 2017 بعد إلزامه بالاستغناء عن الفيلة في عروضه، يعود إلى الساحة مجددا هذه السنة.

وقال مدير فريق اختيار الفنانين في «بارنوم» جوليو سكاتولا «عندما سألنا جمهورنا في الولايات المتحدة عما افتقدوه في عالمنا، أجابوا بأنهم لم يفتقدوا الحيوانات، بل الإثارة النابعة من تَشارُك لحظات والحلم معا».

ورأى مؤرخ السيرك والمدير الفني للمهرجان باسكال جاكوب أن «السيرك موجود لأنه، في مرحلة ما، بحيوانات أو من دونها، يجمع الناس حول أداء بشري يسحر ويُحدث تأثرا». وأضاف «سيرك الأمس كان سيرك فروسية (...)- أما اليوم فيتعلق أكثر وأكثر بالمجتمعات التي يتوجه إليهاـ أما سيرك الغد (...) فإما أن يكون سياسيا أو لا يكون».

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
بسبب ملامحها.. ملكة جمال ألمانيا من أصل إيراني تتعرّض لحملة تنمّر عبر الانترنت
بسبب ملامحها.. ملكة جمال ألمانيا من أصل إيراني تتعرّض لحملة تنمّر...
مليارات الزيزان تستعد لغزو الولايات المتحدة
مليارات الزيزان تستعد لغزو الولايات المتحدة
مهرجان دولي لـ«مربى البرتقال» في إنجلترا
مهرجان دولي لـ«مربى البرتقال» في إنجلترا
فراشات الإكوادور الزاهية الألوان مؤشرات حيوية لقياس التغيُّر المناخي
فراشات الإكوادور الزاهية الألوان مؤشرات حيوية لقياس التغيُّر ...
طلاب فرنسيون يسعون إلى إقامة مركز لتدوير نفايات جبل إيفرست
طلاب فرنسيون يسعون إلى إقامة مركز لتدوير نفايات جبل إيفرست
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم