لم يمهل رئيس الحكومة الموقتة عبدالله الثني، مجلس النواب الأيام الأربعة التي تفصله عن الامتثال للمساءلة أمام المجلس الذي حدد في جلسته أمس الثلاثاء يوم الأحد المقبل موعدا لمساءلة الحكومة، وأراد أن يستبق ذلك باستقالة مفاجئة قدمها الليلة على الهواء عبر قناة تلفزيونية (ليبيا روح الوطن).

جاءت استقالة الثني في وقت صعب تمر به ليبيا في ظل حالة انقسام واضحة شملت مختلف مؤسسات الدولة السياسية والعسكرية والأمنية والإقتصادبة لتخلط مزيد الأواراق في المشهد الليبي، فيما تنعقد جولة جديدة من الحوار الليبي في مدينة جينيف لمناقشة ملاحق الإتفاق السياسي لحل الأزمة في ليبيا الذي وقعته أطراف الحوار الليبي في منتجع الصخيرات القريب من مدينة الرباط عاصمة المغرب في يوليو الماضي.

انتقاد الحكومة

وتعرّضت حكومة الثني لعديد الضغوطات إن من خصومها السياسيين أو من الشارع الليبي لاتهامها بالتقصير في إدارة شؤون الدولة بل بالعجز أحيانا، في وقت لا تستطيع فيه هذه الحكومة السيطرة الفعلية على معظم مناطق البلاد، بل تعرض عبدالله الثني شخصيا لضغوط مباشرة وصلت حتى الإعتداء عليه ومحاولة اغتياله.

الثني ابن مدينة غدامس (جنوب غرب ليبيا) من مواليد عام 1954، وهو عسكري شغل منصب وزير الدفاع في حكومة علي زيدان خلال الفترة من 5 أغسطس إلى 23 من أكتوبر 2013‘ قبل أن يكلف من قبل المؤتمر الوطني العام رئيسا مؤقتا للحكومة لمدة 15 يوما بعد أن صوّت المؤتمر في يوم 11 مارس بحجب الثقة عن علي زيدان في 11 مارس 2014.

مخاض عسير

وبقي الثني في منصبه الموقت حتي تكليفه من قبل مجلس النواب بتشكيل حكومة أزمة في الأول من سبتمبر عام 2014 وهي الحكومة التي ولدت بعد مخاض عسير.

لفت الثني الأنظار عندما أصدرت حكومته ما عرف بـ«بيان غات» بشأن تطوُّرات الموقف الأمني في مدن بنغازي ودرنة وسرت، والتي أعلنها البيان ولأول مرة بأنها مدنًا تتعرض للإرهاب، ودعا الشعب الليبي لأن يستعد لتبعات "المعركة" ضد الإرهابيين.

في 27 مايو من العام الحالي نجا عبدالله الثني من محاولة اغتيال عندما أطلق مسلحون النار على سيارته، عقب مغادرته جلسة لمجلس النواب في طبرق ما أدى إلى إصابة أحد مرافقيه بجروح وتمكن هو من الفرار واللجوء إلى بيت أحد مواطني المدينة.

وطالبت أصوات في مجلس النواب الليبي خلال الفترة الأخيرة بتنحي الثني عن الحكومة وتشكيل حكومة جديدة، ويبدو أنه تحت وطأة الضغوط المتزايدة والشلل المالي الذي تعانيه حكومته قرر الاستقالة.